قصة قصيرة
التوائم (7)
الحلقة السابعة
سافرت نادين و قلبها يكاد يطير من الفرحة و استقبلتها نادية و زوجها صلاح استقبالاً حافلاً ... و عاشت معهما في نفس المكان و الزمان ... و هي بقرب الحبيب ؟؟ و في كل يوم كانت لها جولات من السياحة و التسوق مع أختها نادية ... و كان صلاح لا يرافقهما إلا في الويك إند أو العطلة الأسبوعية حيث السياحة الأبعد و الأجمل، و كانت الأيام التي يرافقهما فيها صلاح من أجمل الأيام عند نادين و أروعها .... و مضت الشهور كالحلم و نادين تلاحظ طريقة معيشة نادية مع صلاح و دقائق و تفاصيل حركاتها و حركتها .... و باتت تتصرّف مثل أختها تماماً حتى بات التفريق بينهما صعباً، و كثيراً ما مرحتا و مزحتا مع صلاح بهذا الشأن ...
و اقتربت نهاية رحلة نادين إلى رومانيا، و اقترب موعد عودتها لدمشق .... مما جعلها حزينة مكتئبة فهي لا تريد البعد عن صلاح و لا بأي شكل، بات كالهواء الذي تتنفسه ..... و مع اقتراب العودة و التجهيز لها ... أصابت نادية أعراض نزلة برد بسيطة و أخذت تشتد حتى لزمت الفراش، و كانت نادين تقوم على رعايتها و رعاية المنزل و صلاح .... و في كل يوم يشكرها صلاح و يقول لها : لولاكي لكنت اليوم مرتبك ... يا ليت إقامتك تطول أكثر ..... و هذا ما قرّبها من صلاح أكثر و أكثر، و لكن كان قد مضى على وجودها في رومانيا أكثر من ثلاثة أشهر و لم تسمح لها القوانين هناك أن تمدد إقامتها أكثر من ذلك ..... و في أثناء رعايتها لأختها المريضة ... ذهبت للتسوّق عوضاً عن أختها من مركز للتسوق قريب من البيت ... لتشتري بعض الخضار و الفاكهة من أجل اعداد وجبة دافئة و مغذية لنادية و وجبة دسمة لصلاح .... و توقفت أمام زجاج يعرض خلفه أنواع السمك المختلفة، و تذكرت أن نادية تتحسس من الأسماك بشكلٍ قوي و تعمل عندها صدمة تحسس، فقد تذكرت أيضاً تلك الحادثة الرهيبة التي تعرضت لها نادية عندما كانتا طفلتين صغيرتين و كيف أكلت سمك صدفة في إحدى الحفلات العائلية، و كادت أن تختنق و تموت فعلاً لولا انقاذها بشكلٍ سريع من قبل أهلها .... و من يومها بات السمك محرماً عليه الدخول إلى منزلهم، و قد سمعت أيضاً في بداية خطوبة نادية أن صلاح لا يحب السمك نهائياً مما بعث على الإرتياح في العائلة و خاصةً نادية .... و ذلك في سياق الكلام و الحكايات بين صلاح و العائلة .....
توقفت نادين قليلاً ؟؟؟..... و جاءتها فكرة شيطانية ..... ستزيح نادية من طريقها إلى الأبد، و تأخذ هي محلها و تصبح زوجة صلاح و لا تفارقه فهي لا تريد العودة إلى دمشق .... كما أنها ستصبح أيضاً الفتاة المميزة عند أهلها و كل الناس .... فاشترت سمكة صغيرة فقط .... و دسّتها بين الأغراض و السلع التي اشترتها ذلك اليوم ...... و رجعت إلى المنزل.... و وجدت بالحديقة التي تحيط بمنزل نادية و صلاح دبوراً يحوم حول نباتاتها .... فأسرعت لداخل المنزل و جاءت بمطربان صغير و نجحت بإدخال ذلك الدبور إلى داخله و أحكمت إغلاقه.... و عادت أدراجها إلى المنزل و هي قد قررت و خططت لأمر ... لا يخطر ببال الشيطان نفسه .... فما أن وصلت إلى المنزل حتى قطعت قطعة صغيرة من السمكة و ألقت الباقي منها في كيس نفايات جعلته خارج المنزل في المكان المخصص لإلقاء النفايات .... و أخذت تحضّر الشوربة المؤلفة من الخضار فقط، و أضافت لها تلك القطعة الصغيرة من السمك .... ثم قامت بطحن مكونات الشوربة و أضافت لها بعضاً من الملح و الكمون ..... و أخذت لنادية طبق من الشوربة اللذيذة و الدافئة لتتغذى بها و هي ما زالت في الفراش تعاني من أعراض الإنفلونزا و الزكام .... و جاءت بالطبق إلى سرير أختها التي ما أن رأتها قالت لها أنها تستطيع أن تشرب طبقها على الطاولة في المطبخ و لا داعي أن تشربه في السرير، و لكن نادين أصرت عليها أن تشربه في السرير و تبقى مرتاحة و دافئة، فالشتاء بتلك البلاد يأتي مبكراً و قارصاً .... فخوفاً عليها بل و الأفضل لها أن تبقى في السرير .... و لكن نادية أصرت أن تشرب الشوربة في المطبخ على الطاولة ..... و هذا ما كان..... و كم كانت نادية سعيدة بنادين التي كانت ترعاها بكل حنان و حب ..... و ما أن رشفت نادية عدة رشفات من الشوربة اللذيذة ....حتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع