يتمتّع الطفل " محمد قطيش " من مدينة حلب، شمالي سورية، بموهبة تطويع الورق و صنع مجسّمات منه باستخدام أدوات بسيطة عبارة عن أقلام ملونة و لاصق. و يواظب " قطيش " الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، على صنع مجسمات ورقية لمبانٍ حديثة، أملاً في أن تخرجه تلك الهواية من جو الدمار المحيط به، و تبعث في نفسه التفاؤل.
يقيم " محمد " في منزله بأحد الأحياء القديمة، الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة بمدينة حلب، و كان قبل أيام عدة، قد افتتح معرضاً صغيراً في بيته القريب من إحدى خطوط الاشتباك بين قوات النظام و المعارضة.
و تضمّن المعرض مجسّمات ورقية لأبنية يقول " محمد " إنها تعود لمدينة حلب قبل أن يحل الدمار بمعظم أحيائها، و أخرى لأبنية عالية حديثة، يتصوّرها في سورية المستقبل، بعد أن تتخطى مرحلة الدمار التي تمر بها.
و حظي المعرض بإقبالٍ جيد من جيرانه القلائل المتبقين في الحي، بعد أن نزح معظم سكانه عنه. و أبدوا إعجابهم بموهبة " قطيش "، و شاطروه حلمه برؤية سورية متطوّرة و مزدهرة و متعافية من الدمار. آملين إلى أنه ما دام هناك أطفال ذهنهم متّقد مثل " محمد " فإن هذا الحلم سيتحقق.
و ستعرض أعمال " محمد " في حلب للزوار حتى نهاية شهر حزيران ( يونيو ).
أما الطفل " قطيش " فقد وجّه رسالة إلى كل طفل سوري لديه موهبة، بالعمل على تطويرها، لأن مهمّة بناء سورية الحديثة ستكون على عاتقهم، مُعرباً عن رغبته أن يكون في المستقبل مهندساً معمارياً حتى يساهم في بناء بلاده بالحجر بدلاً من الورق.