شاءت الأقدار أن نرحل عن أوطاننا .. تاركين على مضض كل ما نحب و من نحب .. لكن في حوزتنا أثمن و أهم أداة نحتاجها في الغربة.... الفانوس السحري.... قد تجدون كلامي غريباً ... فلا وجود للفانوس السحري إلا في قصص علاء الدين ...
لكن إذا تعمقنا في ذاتنا نجد أنه في داخل كل إمرء منا فانوساً سحرياً... نستعمله حينما تلقي علينا الغربة بأثقالها و يدبُّ فينا الحنين ..
فنجلس في هدوء و روية ... و نمسحه برفق و شوق مترقبين بشغف ظهور مارد الذكريات ....
و ما هي إلا لحظات قليلة حتى يفيض المكان بسحره العجيب... و تتفجّر من فوهته سيولاً من الذكريات .... ممزوجة بألحان ألفناها.... و كلمات طالما أحببنا سماعها ... تتدافع أمام أعيننا وجوه أحبائنا ... فنسمع صدى أصواتهم .. و رنين ضحكاتهم .. فهذه الأصوات كفيلة بمنحنا القوة لمواجهة أعباء الحياة... فنهيم معهم و تسبح أرواحنا و تغوص في هذا البحر الساحر... تفوح منه نسائم عليلة تنعش القلب و الفؤاد.. و روائح زكية .. كفيلة بنقلنا إلى هناك... إلى عالم الفانوس السحري.. حيث السعادة و الهناء..... و فرح الطفولة ... و لقاء الأحباء.....
مساء الذكريات الساحرة..