الارشيف / ثقافة و فن

ذات ليلة في المنام

جاءني شاب أعرفه من بعيد ليعترف لي بحبه لإمرأة تكبره بثمانية أعوام، و التي رحلت بعيداً عنه و لم تبادله حبه لفارق السن بينهما !! قال أنه سينتظرها علّها تعود ذات يوم لأن حبّه العظيم لها سيدفعه إن سوّلت نفسه أن يقترن ذات يوم بغيرها لهجر أجمل عروس ليلة عرسه لو قررت تلك الحبيبة أن تعاود الظهور في حياته يومها !!!!

كان يسرد قصة حبّه من طرفه الوحيد بشيءٍ من كلام يشبه البكاء أو نواح يشبه آهات عبد الحليم و هو يشدو ألماً و حرقة في رائعة نزار...
قارئة الفنجان ( و ستسأل عنها موج البحر و تسأل فيروز الشطآن )

 

ثم سألني في المنام بعد أن نصحته أن يبدد تعاسة غربته و ينسى ماض أحبّه، و طلبتُ منه أن يتعقّل و يعقلها زواجاً عادياً عقلانياً و يتوكّل !!!
و من تريدينني أن أتزوّج غيرها ؟؟؟
فالنساء كلهن سواء من بعدها !؟؟؟
ذكرتُ له اسم صبية أعرفها و هو أيضاً يعرفها !!
أجابني ضاحكاً إنها صغيرة، إنني أعتبرها ابنتي !!!
و كنت بعد أن غادرتني تلك الحبيبة التي تكبرني قد سألتها إن كانت تقبل بي
فقالت تريدني أن أُقيم معها في وطنها التي ترفض مغادرته ؟؟؟
أجبته بحسرة أو بقي هناك من تصر على البقاء فيه اليوم. ؟؟ و قد دنّسته الحرب بعنفها و اجتاح الكرب تلك الأرض و ربوعها ...

 

 

عاود ْطلبك يا بني.... لا أعتقد أنها اليوم مصرّة على ما كان بالأمس شرطاً لقبولك عريساً لها...
هنا ابتسم ابتسامة رضا و أوشك أن يُقبِّل يدي امتناناً و عرفاناً بجميلها
اعتذرت منه و سحبتها !!
قلت له ما كان يجب علي أن أُفصح لك عن سر حبها لك، و قد يئست هي منك بعد ما رأت إنشغال قلبك بغيرها، لكني الآن أفعلْ فأرجوك لا تخذلني يوماً و تبوح لها بما جرى الآن من حوارٍ بيننا.

 

قال اطمئنّي، سأفعل ما ترينه مناسباً لنا.

 


هنا المنام انتهى !!
استيقظت متفائلة يومها و كأنني حللت معضلة !! و تذكرت أنني رأيت منامي هذا بعد أن نمت و أنا أُرقّي نفسي من وجع مبهم في أعلى البطن يعتصرها لأصحو على ألمٍ واضح ذو اسم صريح أعرفه جيداً و أعرف علاجه ليبرأ و بإذن الله يشفى !! إنه حرقة تتردد عليّ في رأس المعدة !!!
دعوت ربي أن لا يحرق ذاك العاشق التائه قلب تلك الصبية ..... كما حرقت قلبه تلك التي جعلته يرى من بعدها كل النسوة في عينيه سواسية.

 

سمية حموش
14 حزيران ( يونيو ) 2015

 

حتى في نومي تلاحقني هموم وطن و زيجات مواطنيه !!!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا