وأكد رمضان على تميزه في "الأكشن" منذ اللقطات الأولى للفيلم، والتي تراه فيها وهو يتريّض في الصباح، ويستعرض عضلاته المفتولة، على أنغام أغنية أجنبية، لتشعر وكأنك أمام افتتاحية فيلم حركة يعود إنتاجه للثمانينيات لواحد من نجوم أفلام الحركة العالميين، مثل سيلفستر ستالون أو جان كلود فان دام.
5 فروق "جوهرية" بين أفيش "شد أجزاء" لمحمد رمضان وCobra لستالون
وفي "شد أجزاء"، يعود محمد رمضان من جديد لـ"الأكشن"، ولكن بشخصية بعيدة تماما عن بلطجة "عبده موتة" و"قلب الأسد"، وبحبكة تستهوي العديد من الجمهور، وهي اللجوء إلى "الحل الفردي" لتطبيق العدالة بسبب تخاذل الجهات السيادية في تنفيذها.
واختار المؤلف أحمد عبد الفتاح حبكة مضمونة الربح، لأنها تشكل "تنفيسا" عن كل من هو واقع ظلما عليه، خصوصا في السنوات الأخيرة، والتي أصبحنا نشهد فيها العديد من المدانين والفاسدين وهم يتم تبرئتهم لأسباب واهية.
وعبر محمد رمضان عن هذه الحبكة بصورة "المنتقم" التي تناولتها السينما كثيرا، أو في شخصية "مارفل" الهزلية The Punisher، أو "المُعاقب"، الذي هو بطل حرب في الجيش الأمريكي، يقرر تصفية كل الخارجين عن العدالة، وفي مقدمتهم رجل عصابة يقتل زوجته وطفليه أمام عينيه، وتقف العدالة ساكنة أمامه، بسبب نفوذه ورشوته لعدد من رجال القضاء.
شخصية The Punisher
قبل "شد أجزاء".. هؤلاء لجأوا لـ "الحل الفردي" في السينما المصرية
ويلعب رمضان في أحداث الفيلم دور ملازم أول "عمر العطار"، الذي ينتقم من قتلة زوجته الصحفية، لإدراكه التام أنه لن ينال حقه بالإجراءات القانونية المتبعة.
أكثر ما لفت نظري للفيلم هو إيقاع المخرج حسين المنياوي السريع والقادر على جذبك منذ دقائقه الأولى؛ ففي أول 15 دقيقة من الفيلم تفاجأ بأن دنيا سمير غانم هي مجرد "َضيفة شرف" بعد مقتلها، وهو الحادث الرئيسي الذي يحرك أحداث العمل حتى النهاية.
ويبدو أن ظهور دنيا سمير غانم "الشرفي" في أحداث الفيلم ما هو إلا مجاملة صريحة لمحمد رمضان، بعد موافقته على الظهور معها في إحدى حلقات مسلسلها التلفزيوني "لهفة" لرمضان 2015.
بالفيديو- دنيا سمير غانم ومحمد رمضان يرقصان على "فرتكة فرتكة" بعد تحولهما لزومبي في "لهفة"
أغلب الممثلين المشاركين في الفيلم لم يقدموا جديدا في أدوارهم، بداية من ياسر جلال في دور الرئيس المباشر لمحمد رمضان في العمل، والذي كنا نتوقع أن يلعب دور الخائن في أحداث العمل مثل حال الممثل محمد شاهين، ولكنه قدم الدور دون وجود أي خدعة في شخصيته.
كذلك الحال بالنسبة للممثل سيد رجب، والذي يكرر في الفيلم نمط الخارج عن القانون، ولكن بصورة أرقى من شخصية القواد "حمادة غزلان" في مسلسل "موجة حارة".
جاء اختيار محمد ممدوح لدور البلطجي والمسجل خطر "محمود العراقي" موفقا للغاية، الذي سبق وأن شاهدناه في هذا النمط للمرة الأولى في فيلم "إبراهيم الأبيض" أمام النجم أحمد السقا (2009)، فضلا عن أن ممدوح مازال حبيسا حتى الآن في صورة الشرير أو النذل، وهو ما يساعد على اقتناع المشاهد به في الفيلم.
يحسب للفيلم إتقانه في تنفيذ مشاهد الحركة وتبادل إطلاق الرصاص، وإن كنا نأمل أن نرى إخراج هذه المشاهد برؤية مصرية خالصة، دون التقليد الأعمى لأفلام "الأكشن" الأجنبية، والذي ساد منذ فيلم "تيتو" في 2004.
الخلاصة: "شد أجزاء" فيلم "أكشن" من الألف إلى الياء، يلعب على حبكة مضمونة الربح جماهيريا، وترسّخ أقدام محمد رمضان بصورة قوية في مجال "الأكشن"، ليشكل بذلك منافسا خطيرا أمام أحمد السقا، وهي حقيقة لم ينكرها بنفسه أثناء استضافته في برنامج "الحكم" من تقديم وفاء الكيلاني من إنتاج 2014. (تعرف على السينمات العارضة لفيلم "شد أجزاء" في عيد الفطر 2015)
Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by