الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

"نوم التلات".. كوميديا نفسية افتقدت للحبكة الذكية

يقتحم الممثل الكوميدي هاني رمزي في أحدث أفلامه السينمائية "نوم التلات" كوميديا جديدة عليه تماما، وهي التي تنشأ من ظروف نفسية يعاني منها البطل، إلا أنه تخللها ثغراث أثرت على مصداقيتها.

فنرى هاني منذ بداية الأحداث وهو في صورة موظف الشهر العقاري "معتز"، الذي يمر بعدد من المواقف غير المنطقية، ومنها نشأة علاقة حب بينه وبين فتاة جميلة من أول لقاء بينهما، وقيامه بتصرفات غريبة في يوم الثلاثاء تحديدا، ومنها سرقة مقر عمله، والزواج من فتاة أخرى.

ويتضح أن الغموض الذي يكتنف حياة "معتز" وراءه إصابته بازدواجية، تجعله يعيش بشخصيته الحقيقية في يوم الثلاثاء فقط، أما في باقي أسام الأسبوع فيمتهن مهن مختلفة، وهي الحبكة الرئيسية التي أغفل المؤلف فادي أبو السعود أن يوضح أسبابها للمشاهد، عكس ما رأينا مع أبطال أعمال أخرى، مثل السائر وهو نائم فؤاد المهندس في مسلسل "عيون"، أو مريض الفصام أحمد حلمي في فيلم "آسف على الإزعاج".

كما أن ما عاب السيناريو هو كشفه عن المشكلة الرئيسية لبطل الفيلم بصورة سريعة اتسمت بـ "الكروتة" في نهاية الفيلم، بجمعه لكل الخيوط المفقودة في مكان واحد هو فيلا البطل، كي يشرحوا للمشاهد حقيقة كل ما مر به من أحداث مريبة طوال الفيلم.

فضلا عن أن الفيلم لم يقدم علاجا للبطل من حالة الازدواجية التي يعيشها، عكس ما شاهدنا في الفيلم الأمريكي 50 First Dates من إنتاج 2004، والذي انتهى بأن بطل الفيلم (آدم ساندلر) قرر أن يعالج زوجته "درو باريمور) من نسيانها لماضيها عندما تستيقظ في صباح كل يوم جديد، بأن يسجل شرائط فيديو لها كي يذكرها فيها بما حدث في اليوم السابق.

ولكن يبدو أن هاني رمزي رغب في "نوم التلات" أن يقدم عمل "لايت كوميدي" بحت، لا يهدف سوى لرسم البهجة على وجوه المشاهدين خلال أيام عيد الفطر، مثل حال أعماله الأخيرة من بعد ثورة يناير 2011، والتي جاءت خالية تماما من جرعة السياسة، على الرغم من أنها كانت من أسباب نجوميته وحب الناس له.

اعتقدت في بادئ الأمر أن اختيار هاني رمزي لـ "نوم التلات" اسما لفيلمه الجديد يحمل انتقادا للعديد من السلبيات في المجتمع، مثلما اختار أستاذه الفنان محمد صبحي "خيبتنا" اسما لمسرحيته الجديد التي لم تُعرض بعد، إلا أن اسم الفيلم جاء في النهاية كي ينضم إلى لائحة العناوين "القلش" التي يختارها هاني لأعماله الفنية! (بعد "نوم التلات".. هاني رمزي عاشق العناوين "القلش"!)

لا أدري متى ستندثر لدينا ثقافة "البطل الأوحد" في السينما؟ والذي دائما ما تكون كل أحداث العمل مرتكزة عليه، ومُحاط على طول الخط بـ "السنيد"، ويلعب دوره هنا الممثل الكوميدي هشام إسماعيل أو "فزاع" في مسلسل "الكبير أوي"، والبطلة الفاتنة أو الفنانة إيمان العاصي.

وعلى ذكر إيمان العاصي، فهي ممثلة تتميز بالملامح الجميلة وبالأداء العفوي غير المتصنّع، والتي تؤهلها بأن تخرج من سجن "حبيبة البطل الفاتنة"، وأن تلعب دور البطولة الرئيسية في أي عمل فني، بشرط أساسي وهو أن يكون مكتوبا بصورة تتفق مع قدراتها التمثيلية.

عقبات شخصية عطلت مسيرة إيمان العاصي الفنية
بالفيديو- إيمان العاصي تهدد هاني رمزي بالانسحاب من "نوم التلات" بعد "هبوط اضطراري".. والأخير يصالحها

سبب رئيسي يدفعك لمشاهدة فيلم "نوم التلات"، وأنه يشهد على لقاء هاني رمزي بالفنان حسن حسني من جديد، منذ لقائهما الأخير في فيلم "غبي منه فيه" (2004)، والذي شكلا فيه واحدا من أشهر "دويتوهات" السينما المصرية، فضلا عن تقديمهما لإعلانات الملابس الداخلية الشهيرة في شهر رمضام المبارك. (أوجه تشابه بين "بوكسرات" حسن حسني وهاني رمزي في رمضان)

الخلاصة: إذا كنت من "فانز" هاني رمزي بشكل عام، وتريد أن تقضي وقتا مرحا وسعيدا من دون أن تشغل بالك، فشاهد فيلم "نوم التلات"، والذي هو كوميديا خفيفة ببصمة هاني المميزة، والتي تشمل أغان، وبعض كوميديا الموقف، وبعض "المُزز" بالبكيني، وعدد قليل من "الإفيهات" الجنسية ولكن ليست بالصريحة. (اعرف السينمات العارضة لفيلم "نوم التلات")

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى