طوى جيمس كاميرون صفحة "رامبو"، وقرر التركيز في العام التالي على التركة الثقيلة التي تركها له المخرج الشاب حينها ريدلي سكوت، والذي كان قدم الجزء الأول من سلسلة أفلام وحش الفضاء المفترس Alien في سنة 1979، وكان من المفترض وقتها أن يكون الجزء الوحيد، ولكن المنتج ديفيد جلاير وهو أحد المشاركين في إنتاج الفيلم ومؤسس شركة Brandywine Productions كان يرغب في تقديم جزء جديد للفيلم.

وبالفعل أقنع ديفيد جلاير المنتج ألان لادد رئيس شركة "فوكس القرن الـ 20" التي كانت تملك حقوق الفيلم بفكرة تقديم جزء ثان من Alien، ولكن بعدها بشهور غادر لادد منصبه، وحل مكانه مارك ريتش ومارفن ديفز، واللذان أبديا عدم تحمسهما للفكرة، وقررا إيقاف المشروع.

حينها قرر ديفيد جلاير أن يقيم دعوى قضائية ضد شركة "فوكس القرن الـ 20" بالتعاون مع شريكيه والتر هيل وجوردن كارول بشأن حقوق توزيع أرباح الجزء الأول من الفيلم، وبعد سنوات تم تسوية النزاع القضائي، وتعيين مسؤولين منفذين جدد في الشركة وافقوا على إنتاج الجزء الجديد من فيلم Alien.

بدأت عملية البحث عن مؤلف جديد يقوم بتأليف الجزء الثاني لـ Alien، وكان اسم جيمس كاميرون لم يكن مطروحا في البداية، ولكن لاري ويلسون وهو أحد المنتجين المنفذين قرأ سيناريو فيلم The Terminator، والذي كان حينها في مرحلة التحضير واختيار الممثلين، وأعجب بشدة بسيناريو الفيلم، وأرسله لديفيد جلاير الذي أبدى هو الآخر إعجابه الشديد بالسيناريو، وقرر التفاوض مع كاميرون بشأن تقديم جزء ثان من Alien، الذي رحب بالفكرة، خصوصا أنه من عشاق الجزء الأول من السلسلة، ليبدأ كاميرون جلسات عمل مع جلاير وشركائه من أجل الوصول إلى قصة الجزء الثاني.

أثناء توقف تصوير The Terminator، كتب جيمس كاميرون سيناريو فيلم Aliens، وعرضه على لاري جوردن الرئيس الجديد لشركة "فوكس القرن الـ 20"، ونال إعجابه بشدة، ما دفعه للتفاوض مع كاميرون بشأن إخراج الفيلم في حال نجاح The Terminator.

وصرح جيمس كاميرون لاحقا أنه كان يحاول إضافة لمسات إبداعية إضافية على فيلمه لكي ينال إعجاب لاري جوردن، فيسمح له بإخراج Aliens.

بعد نجاح The Terminator، انفصل جيمس كاميرون عن صديقته شارون ويليامز، وارتبط بمنتجة فيلمه جايل آن هورد، والتي هي مشاركة في إنتاج Aliens، والجزء الثالث من سلسلة Alien، بالإضافة إلى الجزء الثاني والثالث من سلسلة The Terminator.

ويضم طاقم تمثيل فيلم Aliens سيجورني ويفر في دور البطلة "ريبلي"، والتي نالت ترشيحا للأوسكار عن دورها، بالإضافة إلى مايكل بين، والذي سبق وأن تعاون مع جيمس كاميرون في The Terminator.

الجديد بالذكر أن دور مايكل بين في فيلم Aliens كان في الأساس للممثل جايمس ريمار، الذي ترك المشروع بسبب خلافات في وجهات النظر مع كاميرون، ولكن ريمار اعترف بعد ذلك أن السبب الحقيقي وراء انسحابه من الفيلم هو إدمانه للمخدرات حينها.

وبدأت المشاكل الحقيقية عند بداية تصوير الفيلم، إذ واجه كاميرون صعوبات عديدة في تنفيذ الفيلم بالميزانية المقدرة والمحددة له، ما اضطره لتصوير الفيلم لمدة 10 شهور، وهي فترة طويلة للغاية، كما واجه كاميرون خلافات مع العديد من الممثلين الذين رأوا أنه لا يمتلك الإمكانيات أو الخبرة الكافية لإخراج الفيلم ولكي يدكون بديلا للمخرج ريدلي سكوت صاحب الجزء الأول.

أيضا سبب زواج جيمس كاميرون من جايل آن هورد له العديد من المشاكل أثناء التصوير؛ فانتشرت أقاويل بين فريق عمل الفيلم بأن جايل مشاركة في إنتاج الفيلم، وأنه سيكتب اسمها فقط لأنها زوجة المخرج، وأنها لولا ذلك ما كانت لتدخل كمنتج مشارك في عمل كبير مثل Aliens.

لكن الخلاف الأكبر كان مع مدير التصوير ديك بوش، الذي اختلف كثيرا مع كاميرون في تنفيذ العديد من المشاهد، ولكن وصل الخلاف إلى ذروته في أحد المشاهد، والذي طلب فيه كاميرون من مدير بوش أن تكون الإضاءة ضعيفة، ولكن بوش أصر على أن تكون الإضاءة قوية، لينشب عراك بينهما جعل كاميرون يتخلى عن خدمات بوش، والاستعانة في المقابل بمدير التصوير إدريان بيدل، الذي جاء بترشيح من جايل هورد.

المحطة الأولى.. جيمس كاميرون من سائق شاحنة إلى أحد أهم مخرجي العالم
المحطة الثانية.. The Terminator الحلم الذي جعل جيمس كاميرون مخرجا

وعرض فيلم Aliens بالسينمات في 18 يوليو 1986، وبقي في صدارة شباك التذاكر لمدة 4 أسابيع متتالية، محققا إيرادات إجمالية قدرت بـ 180 مليون دولار، ونال ترشيحا لـ 7 جوائز أوسكار، فاز باثنين منها لأفضل مؤثرات بصرية وأفضل تحرير موسيقي.

شاهد إعلان فيلم Aliens من إخراج جيمس كاميرون
" frameborder="0">