الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

لماذا لم تستطع أغاني قناة السويس الجديدة منافسة "بشرة خير"؟

اعتدنا أن تظهر الأغاني في المناسبات المصرية الهامة لتعبر عن الحدث المزامن لها، ويتفاعل معها الناس بطريقة تجعلها متداولة بينهم لفترة طويلة مما يجعلها تحقق معدلات استماع مشاهدة عالية.

وخلال عدة سنوات سابقة ظهرت مجموعة أغاني من هذا النوع، من ألمعها "تسلم الأيادي" التي انتشرت بعد ثورة ٣٠ يونيو، وتلتها في الانتشار أغنية "بشرة خير" التي ظهرت لتحفيز الناس على المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فسحبت البساط من "تسلم الأيادي" ووصل عدد مشاهديها لرقم قياسي يقترب من 100 مليون مشاهد على موقع YouTube.

لذلك نستعرض معكم الأسباب التي ربما ساهمت في جعل الأغاني التي احتفت بقناة السويس هزيلة ولا تتناسب مع قوة الحدث، مقارنة بالأثر الذي تركته "بشرة خير".

1) أغنية "بشرة خير" خاطبت المواطن المصري بشخصه وذهبت إليه في مكانه بشكل مباشر وخاطبته (قوم نادي ع الصعيدي وابن أخوه البورسعيدي) بينما تحدثت معظم أغاني قناة السويس الحالية عن المصريين بلفظ التعميم، متحدثة عن مصر في المطلق وبعبارات فضفاضة لم يشعر كل شخص أن الأغنية تمثله أو تعبر عن شخصيته في عمله أو بلدته أو انتمائه الجغرافي أو عاداته الاجتماعية.

2) لأن أبطال أغنية "بشرة خير" المصورة أناس حقيقيون ومتنوعون، بينما احتوت أغاني قناة السويس المصورة على مشاهد عامة ومكررة من كراكات الحفر وجمل من خطاب الرئيس وصور أرشيفية مما سرب إحساس الفتور والتشابه بينها، لكن في "بشرة خير" هناك نبض واحتكاك ملموس بالمصريين في محافظاتهم المختلفة وفي تفاصيل حياتهم العادية ومنهم النادل والسائق والبائع.

3) لأن "بشرة خير" كسرت جمود أغاني المناسبات بإيقاعها الراقص، فالأمر تخطى مجرد استعراض أناس يرفعون أعلاما أو يغنون في أستوديو، الإيقاع الراقص أخرجها من رتابة الأغنية الوطنية المألوفة، ولأن الرقص كان بواسطة الناس الحقيقيين العاديين أنفسهم وليس باستخدام ممثلين، فالرقص جاء منهم وذهب إليهم.

4) لأن كلمات بشرة خير غير نمطية وبسيطة وسهلة الترديد على عكس الأغاني المواكبة لافتتاح قناة السويس التي تضم عبارات غنائية محفوظة مثل"مصر حرة ومش تابعة" و" ونفس الإيد بتبني الغد" و"مصر يا راكبة السفينة" مع محاولة حشر عبارة "تحيا مصر" في بعضها.

5) لأن الحدث في أغنية بشرة خير كان يتطلب مشاركة محددة في فعل محدد هو الانتخابات الرئاسية، لكن الأغاني التي قدمت لقناة السويس تحدثت عن عبارات عامة عن البناء والجهد والعرق، والمصريون يحفظون نوعية هذه الأغاني الإرشادية الإنشائية، فالأغنية بعبارتها الرنانة لن تجعل الناس يكدون في عملهم.

6) حضور حسين الجسمي نفسه في "بشرة خير" وقابليته عند المصريين وإعلانه المتكرر عن حبه لمصر، وجاء الأمر تلقائيا لأنه ليس في حاجة لأن يتاجر بأغانيه لمكسب شخصي فهو مشهور ومتواجد على الساحة بالفعل، كما أن مطربي الأغاني المواكبة لافتتاح القناة لم يحققوا رشاقة الجسمي وحضوره في أغانيهم.

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى