صرت أبحث عن مقطوعاته على موقع Youtube بعد أن أصبح الاستماع للموسيقى أونلاين أسهل من تحميلها، وتعرفت إلى شكله، وإلى أن عروضه الحية أكثر جاذبية من المقطوعات المسجلة، فالعرض يتميز بطابع استعراضي لأسلوب ياني المميز في العزف وفي التحكم في فرقته واستخدام الآلات والتوزيع اللحظي كمايسترو لفرقته.
كما أن معظم حفلاته تقام في أماكن مفتوحة فتمزج بين سحر الليل وعرضه الرائع.
وصل شغفي به إلى أنني منذ عامين تقريبا، وبالرغم من أن دخلي وقتها كان بالكاد يكفي تحركاتي بدأت أبحث عن أقرب حفل له مكانيا وزمانيا، على أن أرتب رحلة خاطفة للبلد التي سيقيم فيها حفله طالما كانت دولة عربية، أحضر الحفل وأعود أدراجي، كانت المرة الأولى التي أفكر فيها بهذه الطريقة، فدائما كنت أرى الجانب المادي عائقا، كما أن فكرة أن تزور بلدا دون التعرف عليه جيدا لم تكن فكرة محبذة لي.
شاهد- المؤلف الموسيقي ياني يعزف رائعته The Rain Must Fall
" frameborder="0">
بالفعل لم تكتمل الخطة والأسباب المادية كانت الأساس، ولكن كونها خطرت ببالي أصلا كان دليلا على مدى شغفي بموسيقاه وتشوقي لمشاهدته حيا.
عندما رأيت أول منشور (Post) يتحدث عن حفل في مصر لـ "ياني" ويسميه الحفل الحلم، لم أكن أرى هذه التسمية مبالغا فيها بل إنني كنت أراها هكذا فعلا، وكنت لا أصدق أن هذا سيحدث فعلا.
بالرغم من أن تشككات كثيرة أثيرت حول الحفل، وحول إذا ما كانت الشركة المنظمة قد اتفقت أولا مع ياني أو أنها أعلنت أولا ثم اتفقت معه، ولكن بعد كل ذلك أعلن بشكل رسمي على موقع ياني وصفحته عن الحفل وصار الحلم حقيقة.
كنت في قمة السعادة، وأتحرق لطرح التذاكر بالرغم من أنني لم أكن أملك ثمنها، خاصة وأن أسعارها مبالغ فيها بشدة، قياسا إلى أسعار حفلاته بالخارج، ولكننا نظرنا للأمر على أنه حدث استثنائي لن يتكرر ويستحق التضحية.
مرت أيام فقط انشغلت فيها ببعض الأعمال التي لم تكن تسمح لي بالاطلاع على الإنترنت، ربما خمسة أيام، ولم تكن التذاكر طرحت بعد وقت آخر اطلاع لي على صفحة الحفل، وأمامي ما يقرب من شهرين على موعد الحفل، وهو وقت أكثر من كاف لتدبير ثمن التذاكر وشرائها، لي ولغيري، وبالرغم من العدد الهائل الذي أبدى رغبته في حضور الحفل إلا أنني لم أتوقع أبدا أن تنفد التذاكر قبل أسبوعين مثلا من الحفل.
بمجرد أن أتيح لي وقت للاطلاع على الإنترنت، أول ما فعلته مراجعة الصفحة للتأكد من أن التذاكر قد طرحت، وأين يمكن لي شراؤها، بالرغم من أنني مازلت لم أدبر ثمنها، ولكني كنت في طريقي إلى ذلك.
أول ما لاقاني على الصفحة كانت صور التذاكر التي اشتراها البعض بالفعل والتقط صورا تذكارية معها، شعرت بالحماس والفرحة ورغبتي في الإسراع لشرائها، ولاهتمامي بالأمر صرت أقرأ التعليقات على الصور، لأفاجأ بتعليق لأحدهم يقول "تذاكر فئة 600 جنيه نفدت ولا يبقى سوى 2000 و 3000 جنيه"، أصابتني صاعقة ماذا؟!! متى؟؟! إنها لم تكد تطرح أين كان ينتظر الناس لشرائها بهذه السرعة، ظللت تحت أثر الصدمة لدقائق، قبل أن يطل لي أمل حيث قفزت فكرة إلى رأسي وهي فكرة تقليدية للغاية، لابد أن هناك من اشترى تذاكرا ثم اكتشف أنه لا يمكنه حضور الحفل لأية ظروف، سأبحث عن هذا الشخص وأشتري منه التذاكر، والصفحة ستساعدني كثيرا في إيجاد هذا الشخص.
قبل أن أكتب منشوري على الصفحة، وجدت أحدهم وقد كتب فعلا بإنجليزية ركيكة أنه يمتلك تذاكر "إضافية"، ومن يحتاج إليها يتواصل معه.
أثار استغرابي كون هذا الشخص لم يحدد عدد التذاكر التي يمتكلها، كما أن لغته ليست لغة أحد في مشكلة، المهم أنني سعيت للتواصل معه، وبالفعل أكد لي امتلاكه تذاكر من فئة 600 سيبيعني إياها مقابل 750 جنيه!!!!! "يا فندم".
بالرغم من أن شكوكا ساورتني، لكنني صدمت مع ذلك، وكان ردي "سوق سودا.. لأ شكرا" فجاء الرد "العفو تحت أمرك"، وكأنه بائع محترف يقوم بعمل مشروع.
الغريب أن هذا كان عبر الصفحة الرسمية للحدث عبر Facebook، لم يكن الحوار كاملا عليها، ولكن المنشور (Post) يثير الشكوك.
هذا الأمر معروف منذ سنوات في حفلات عمرو دياب ومحمد منير وفي مباريات كرة القدم، بالرغم من الشركات المنظمة تقريبا قضت على هذه الظاهرة، لأنها تسيء للشركة وللنجم.
فهناك وسائل كثيرة للقضاء على السوق السوداء لتذاكر الحفلات، ولكن يبدو أن العاملين بهذه السوق وجدوا ضالتهم في حفل ياني الذي يتمتع بشعبية فاجأت الجميع في مصر، كما أن الحفل تنظمه شركات مبتدئة، وياني لأول مرة يزور مصر وأكيد أنه "على نياته" ولا يفقه شيئا هنا، ولن يتخذ إجراء حيال ذلك، وإنما سيتم "تدبيسه" على أساس أنه "زبون المرة الواحدة"، ويبدو أيضا أن أول الغيث قطرة والقادم في حفل ياني أسوأ.
أما عن نظريتي التي وضعتها حول أنه عليك أن تحرص على حضور حفل ياني لأنه في الأغلب لن يكرر هذه الزيارة، تزداد فرص تحققها.
Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by