كما أنه كان من المقرر أن تستقبل السينمات في عيد الَأضحى 2015 فيلم "من ضهر راجل"، وهو من إخراج كريم السبكي، والمؤلف محمد أمين راضي، ومن بطولة آسر ياسين، ومحمود حميدة، وياسمين رئيس، ولكن عدم انتهاء تصوير العمل في مواعيده المحددة حال دون عرضه في ذلك الموسم، والفيلم يدور في عالم رياضة الملاكمة.. فمتى بدأت العلاقة بين السينما والرياضة؟
بين السينما والرياضة علاقة وثيقة، فكثيرا ما ينتقل نجوم الرياضة الى السينما، فمنهم من يشارك في أفلام على سبيل التجربة، ومنهم من يتحول إلى نجوم علاقة بدأت في الأربعينيات، وكان أبرز نجوم تلك الفترة النجم الرياضي مختار حسين، والذي بدأ اهتمام السينما به بعد فوزه في بطولة العالم لرفع الأثقال في سنة 1931، وفي نفس العام شارك في أول أفلامه "معجزة الحب"، ليستمر بعد ذلك حتى سنة 1960، عندما قدم آخر أفلامه "بداية ونهاية"، ليتوالي بعد ذلك سيل النجوم، لتظهر أسماء مثل عادل هيكل، وعصام بهيج، وصالح سليم، وإكرامي، وشريف عبدالمنعم، والشحات مبروك، وممدوح فرج، وخالد الغندور، وغيرهم الكثيرين.
وأيضا هناك نجوم بدأوا رياضيين، ولكنهم لم يكملوا مشوارهم الرياضي واتجهوا للفن، وعلى رأسهم رشدي أباظة، وزكي رستم، وعادل أدهم، ونور الشريف، وغيرهم، وبخلاف النجوم فقدمت السينما أيضا عدد كبير من الأفلام التي تدور قصتها في عالم الرياضة، وبالطبع كانت غالبيتها تدور حول رياضة كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في مصر:
"شالوم الرياضي" وكابتن مصر (الأول)
في النصف الثاني من الثلاثينيات من القرن الماضي، كوّن المخرج الرائد توجو ميزراحي ثنائيا مع ممثل يدعى شالوم، ليقدما عددا من الأفلام التي حملت اسم "شالوم"، ليعد بذلك هو أول ممثل يقدم أفلام تحمل اسمه، ومن تلك الأفلام "شالوم الرياضي" من إنتاج 1937، والذي كتبه توجو وكليمان ميزراحي، وتدور أحداثه حول بائع الساندوتشات "شالوم" الذي يرث ثروة هائلة من أحد أقاربه، وأثناء سفره لاستلام ثروته يقابل لاعب كرة القدم "سيد"، ويعرض عليه مساعدته ليصبح بطلا رياضيا كبيرا، بينما يطلب آخر من شالوم أن يدير له مطعما، بينما تحتدم المنافسة بين سيد صديق شالوم وعبد القادر خصمه، لتدور الأحداث ويمنع عبد القادر سيد من الترشح لنادي القطر، وفي اللحظة الأخيرة يدخل سيد وشالوم الاستاد ليلعبا المباراة ويحققا الفوز.
لم يكن الممثل الشاب محمد إمام هو أول من يقدم في السينما فيلما يحمل اسم "كابتن مصر"، والذي عُرض قبل أشهر؛ بل سبقه في ذلك الفنان الراحل إسماعيل ياسين، الذي قدم فيلما بنفس الاسم، وهو من تأليف كمال محمد، ومن إخراج بهاء الدين شرف، وتدور أحداثه حول شاب يعشق كرة القدم، ويحاول أن يصبح لاعبا محترفا، على الرغم من اعتراضات عائلته، وعلى الجانب الآخر يقع في حب جارته، ويتفقا على الزواج، بينما يحاول أحد الشباب خطف حبيبته منه، وهو فيلم يروى قصة حلم شاب بأن يصبح نجم رياضي.
في سنة 1961، يقترح الفنان رشدي اباظة فكرة فيلم حول شاب ضعيف البنية يحاول أن يلفت نظر فتاه يحبها، ولكنها ترفضه لضعفه الشديد، فيتعرف على عالم يخترع عقار يمنحه قوة خارقة، ليتحول عاشور إلى بطل رياضي في رياضات مختلفة، الغريب في الأمر أن الرياضة التي كان يلعبها عاشور في الفيلم هي رياضة "الرجبي" أو كرة القدم الأمريكية، والتي يبدو أن صناع الفيلم لا يعلمون شيئا عنها، سوى ما شاهدوه على شاشات السينما وقتها، أو في رحلاتهم إلى هناك، الفيلم من إخراج حسين فوزي، ومن تأليف أحمد كامل حفناوي، وفكرة وإنتاج رشدي أباظة، ومن بطولة عبدالسلام النابلسي، وزهرة العلا، ونجوى فؤاد.
في سنة 1977، يقدم الفنان محمد صبحي إعادة لحبكة "عاشور قلب الأسد" باسم "أونكل زيزو حبيبي"، مع إخراج المخرج نيازي مصطفى، والمؤلفان يسري الإبياري وعبدالحي أديب، والذي تدور أحداثه مرة أخرى في عالم كرة القدم، حول شاب ضعيف يتم حقنه بعقار يجعله يمتلك قوى خارقة تمكنه من التحول إلى بطل رياضي.
في سنة 1964، قدّم المخرج إبراهيم عمارة فيلم "حديث المدينة"، وهو من تأليف محمد عثمان، ويقوم ببطولته عدد كبير من نجوم الكرة، وعلى رأسهم لاعب الزمالك الكبير عصام بهيج، وعلي محسن، وطه إسماعيل، والشاذلي، ورفعت الفناجيلي، وشحتة، وأحمد صالح، والروبي، وحمدي فراج، ومصطفي رياض، ورأفت وريعو، إضافة إلى الفنانة شويكار والفنانة سميرة أحمد.
ويتناول الفيلم قصة صعود شاب في لعبة كرة القدم، حتى تجذبه إحدى النساء إلى عالم السهر والخمر والنساء، فينحدر مستواه في الملعب، ويوشك على الانتهاء، ولكنه يرفض كل هذا ويعود للملاعب مرة أخرى بعد إصرار.
في سنة 1967، قدم المخرج فطين عبدالوهاب على غير عادته فيلما دراميا يحمل اسم "عندما نحب"، وهو من تأليف حسين حلمي المهندس وحسين السيد، ومن بطولة رشدي أباظة، ونادية لطفي، ومحمود المليجي، وسهير البابلي، وعلى عكس كل أفلام تلك الفترة، فإن الفيلم تدور أحداثه في عالم رياضة السباحة، حول سباح عالمي يدعى "أحمد سامح" يقع في حب "مديحة" التي يفضّلها عن كل معجباته، ويتفق معها على الزواج، ولكنه يصاب بأزمة قلبية مفاجئة، ويخبره الطبيب أنه لا يستطيع الزواج أو ممارسة لعبة السباحة مرة أخرى، ولكنه كان وعد حبيبته أن يقدم لها كأس العالم في المسافات الطويلة كمهر، ويوفي بوعده ويفوز بالبطولة، ولكنه يموت بعدها مباشرة.
ربما يعد واحدا من "أيقونات" السينما الكوميدية في ثمانينيات القرن الماضي، نظرا لجمعه عدد كبير من نجوم الكوميديا، وحبكته التي تدور بشكل كامل في عالم وكواليس رياضة كرة القدم، وتأثيرها على الجماهير.
الفيلم من إخراج أحمد فؤاد، ومن تأليف فاروق صبري، ومن بطولة سمير غانم، ويونس شلبي، وأمين الهنيدي، ووحيد سيف، وأحمد عدوية، ولبلبة، وفريدة سيف النصر، وعلي الشريف، ومحمود القلعاوي، ونجاح الموجي، ومحمد أبو الحسن، وغيرهم.
شاهد أغنية "الكورة مدورة" لسمير غانم من فيلم "4-2-4"
" frameborder="0">
تدور الأحداث مرة أخرى في عالم الكرة، ولكن هذه المرة بكاميرا سمير سيف، وبحبكة المؤلف وحيد حامد، ليقدما سويا فيلم "غريب في بيتي" في سنة 1982، والذي تبدأ أحداثه باكتشاف مدرب الكرة في نادي الزمالك لاعب من الأرياف يدعي "شحاتة أبو كف"، ويتعاقد معه للعب في الزمالك، ويهديه النادي شقة كمكافأة له على إحرازه 6 أهداف نظيفة في أول مباراة يلعبها، ولكن النادي وشحاتة يقعا ضحية صاحب الشقة النصاب الذي باعها للممرضة "عفاف"، التي تعيش مع ابنها بعد وفاة زوجها، فيضطر الغريبان شحاتة وعفاف للحياة في المنزل سويا، وتدور بينهما العديد من المفارقات الطريفة، كما يلقي الفيلم الضوء على ظاهرة التعصب الجماهيري والغيرة بين اللاعبين.
الفيلم من بطولة نور الشريف، وسعاد حسني، وحسن مصطفى، وسيف الله مختار، وجورج سيدهم، ونبيلة السيد، وغيرهم.
قدم النجم أحمد زكي شخصية الرياضي ثلاثة مرات على شاشة السينما، أولهما "النمر الأسود" في سنة 1984 للمخرج عاطف سالم، ومن تأليف بشير الديك وأحمد أبو الفتح، ويشارك في بطولته أحمد مظهر، ووفاء سالم، ويوسف فوزي، وتدور حول أحداثه حول العامل المصري "محمد حسن"، الذي كان يهوى رياضة الملاكمة قبل أن يسافر للعمل في ألمانيا، فيتدرب على يد مدرب يوناني كان يعيش في الإسكندرية يدعى "كوستا"، ويحوله إلى بطل في الملاكمة، وفي أثناء ذلك يتعرض للعديد من الصعوبات والمعوقات، ولكنه يتخطاها جميعا، ويصبح أحد رجال الصناعة في ألمانيا.
اسم أغنية فيلم "النمر الأسود"
" frameborder="0">
أما الفيلم الرياضي الثاني لأحمد زكي، فهو "مستر كاراتيه" للمخرج محمد خان والمؤلف رؤوف توفيق، ومن إنتاج 1993، ويشارك في بطولته نهلة سلامة، وإبراهيم نصر، وممدوح موافي، وتدور أحداثه حول الشاب الريفي "صلاح" الذي يعيش حياة قاسية في القاهرة، فيحاول التغلب عليها بتعلم لعبة الكاراتية عن طريق صديقه "حسن" لاعب المصارعة السابق، ولكن تتعرض ساق صلاح للكسر إثر حادث، ويتحول إلى أعرج، بينما يترك صديقه حسن مهنته ليعمل كفتوة في الملاهي الليلية، ويتورط في جريمة قتل لم يرتكبها، لينتصر صلاح في النهاية على أعدائه، ويعود إلى بلدته.
ويغازل أحمد زكي الرياضة للمرة الثالثة في سنة 1997 في فيلم "البطل"، للمخرج مجدي أحمد علي، وهو من تأليف مدحت العدل، ويشارك في بطولته مصطفى قمر، ومحمد هنيدي، وتدور أحداثه إبان ثورة 1919، حول ثلاثة أصدقاء وهما "حودة"، و"بيترو"، و"حسن".
يهوى حودة الملاكمة، بينما يعشق بيترو الغناء، أما حسن فهو ثائر ويؤمن بالثورة، ويقاوم الجيش الإنجليزي المحتل لبلده، ويعرض الفيلم قصة صعود حودة، وتحقيقه لحلمة بالمشاركة في أوليمبياد 1924، ولكنه يُهزم أمام الملاكم البريطاني بسبب تحيّز الحكم، ليعاود الكرّة مرة أخرى في سنة 1928 ويحقق الفوز.
لم نرى المنتخب المصري منذ ما يزيد عن 24 عاما في بطولة كأس العالم، وفي أثناء التصفيات المؤهلة لكأس العالم في جنوب إفريقيا في سنة 2010، يقدم المخرج أحمد مدحت والمؤلف ياسين كامل فيلم "العالمي" من بطولة يوسف الشريف، وأروى جودة، وصلاح عبد الله، ودلال عبدالعزيز، ومحمد لطفي، ومحمد الشقنقيري، ورحمة حسن، والذي يروي قصة "مالك" الشاب الذي يهوى كرة القدم، ولديه حلم بإيصال منتخب مصر إلى كأس العالم، ونرى رحلته مع احتراف كرة القدم، وذهابه للعب في إسبانيا، وصولا للمباراة المصيرية التي يترتب على نتيجتها تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم.
اسمع أغنية "بلدنا" من فيلم "العالمي"
" frameborder="0">
قدم المخرج معتز التوني والمؤلف عمر طاهر منذ أشهر فيلم "كابتن مصر"، وهو من بطولة محمد إمام، وإدوارد، وبيومي فؤاد، وأحمد فتحي، وعلي ربيع، وهالة فاخر، وحسن حسني، ومؤمن نبيل، ومحمد سلام.
وتدور أحداث الفيلم حول اللاعب "كمال نجيب" الشهير بـ "كونجو" الذي يتألق في نهائي كأس مصر بين الأهلى وإنبي، وينجح في إحراز هدفين في مرمى الأهلي، ما يجعله حديث الأوساط الرياضية، ويتحول إلى نجم في لحظة، ولكن كل هذا يضيع عقب دخوله السجن، فيحاول تكوين فريق كرة في السجن يلاعب به منتخب سجون ألمانيا.