الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

كنوز المسرح المصري تواجه خطر الملل لعرضها المتكرر في الأعياد

سن التليفزيون المصري في التسعينات سنة حذت بها كل القنوات الفضائية من بعد ذلك، وهي الاستعانة بخيرة الأعمال في أرشيفه خاصة من المسرحيات للاحتفال بعيدي الأضحى والفطر لأكثر من 20 عاما أي لأكثر من 42 عيد متتال، وبالرغم من أن المسرح المصري له مخزون لا يحصى، إلا أن اختياره لأعمال بعينها بسبب جماهيريتها جعل منها سمة أساسية من سمات العيد، حتى إنه صار من المستحيل أن تتوقع ألا تشاهد أيا من هذه الأعمال في أول أيام العيد.

ومع أن التليفزيون المصري كان يعرض المسرحية الواحدة على فترات متباعدة للتشويق ومحاولة خلق تنوع، خاصة وأنه كان بلا منافسة، لكن الآن بعد أن فاق عدد القنوات عدد المسرحيات، صارت كلها تعرض نفس المسرحيات على التوازي سواء بشكل شرعي أو بالسرقة، مما جعلها محفوظة لدى الجمهور، حتى أوشكت أن تكون مملة مهما كانت عظمتها.

ويقع جزء كبير من المسؤولية على منتجي الوقت الحالي الذين لا يقدمون بدائل، خاصة وأن الأسر قد ارتبطت بعادة مشاهدة المسرحيات في العيد سواء حية أو على شاشة التليفزيون، ومن الصعب أن يتخلوا عن هذه العادة ولكن من السهل أن تقدم لهم أعمالا جديدة على نفس القيمة والمستوى.

ريا وسكينة

هي المسرحية الأشهر، فهي إلى جانب قصتها التراجيدية تحتوي على جرعة مكثفة من الكوميدية كتبها بهجت قمر بإتقان وأصالة ما جعلها تعيش كل هذه الأعوام، حتى إنه تقريبا لم يتم صنع عمل كوميدي على هذا المستوى حتى الآن.

تجسدها الفنانتان شادية وسهير البابلي إلى جانب أحمد بدير والفنان القدير الراحل عبد المنعم مدبولي، وهي من تأليف بهجت قمر وإخراج حسين كمال.

مدرسة المشاغبين

اللافت أن المسرحيات القديمة بالأبيض والأسود ما زال لها مكان حتى يومنا هذا، ولكنها أيضا تواجه ذات الخطر، ومن أبرزها مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي توفي مؤلفها الثلاثاء 22 سبتمبر، وبالرغم من أن هذه المسرحية اتهمت بأنها أفسدت جيل الشباب والأجيال التي شاهدتها كلها، إلا أن عرضها مستمر في كل عيد على كل معظم القنوات الفضائية بسبب شعبيتها القياسية، وروحها النادرة، فهي مسرحية شابة للغاية بالرغم من كل هذه الأجيال التي تعاقبت عليها، ربما لأنها كانت سابقة لعصرها، ولذلك هي لا تشيخ.

العيال كبرت

من أروع ما قدم المسرح المصري، على مستوى المضمون والكوميدية، فـ "إفياتها" محفوظة ومتواجدة حتى اليوم بين لغة الشباب رغم أنه مر على إنتاجها أكثر من 35 عاما، أي جيل كامل وبدء جيل آخر.

ربما "العيال كبرت" من المسرحيات التي لم تتأثر حتى الآن بكثرة عرضها، بل إنه يمكن أن يكون عرضها المتكرر ساهم في شعبيتها، خاصة وأنه يجسدها عدد من النجوم الذين يمتلكون قيمة خاصة لدى الجمهور حتى يومنا هذا، لكن المؤكد أنه لو لم يقدم المسرح الحديث ما يوازيها لأرشيفات القنوات الفضائية، سيأتي يوم وتفقد قيمتها.
المسرحية من تأليف بهجت قمر أيضا ومن إخراج سمير العصفوري وبطولة سعيد صالح أحمد زكي، يونس شلبي، حسن مصطفى كريمة مختار نادية شكري، وكانت قد جسدت دور سحر في نسخ غير مسجلة الفنانة مشيرة إسماعيل.

سك على بناتك

من أروع أعمال الفنان الراحل فؤاد المهندس على الإطلاق، وأكثرها عصرية، خاصة وأنه استعان فيها وقتها بعدد من الشباب الذين لم يحرقوا أنفسهم في أعمال كثيرة، كما أن خفة ظل المهندس وفريق المسرحية والنص الخفيف يرشحاها أن تكون مسرحية رائعة لأمسية مريحة، لكن من المؤكد أيضا أن كل هذا يفقد أثره مع الوقت والتكرار.

"سك على بناتك" من تأليف لينين الرملي، إخراج محمد شاكر، وإنتاج 1980.

الواد سيد الشغال

عادل إمام له أكثر من مسرحية تعرض في مواسم العيد، ولكن "الواد سيد الشغال" تقريبا أكثرهم انتشارا على القنوات الفضائية، وهي من المسرحيات التي تناقش طبقية المجتمع بشكل ساخر، وتتناول كيف استطاع شاب بسيط فقير اللعب بأسرة غنية والتحكم بها، وجعل مصير ابنتهم في يديه.

المسرحية تأليف سمير عبد العظيم وإخراج حسين كمال وبطولة عادل إمام وعمر الحريري ومصطفى متولي ومشيرة إسماعيل ورجاء الجداوي.

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى