الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

في عيد ميلاد محمد منير.. تعرف على أسلحته للحفاظ على مشروعه الغنائي

يحتفل محمد منير اليوم بعيد ميلاده الـ 61، في فترة نقاهته بعد إجراء عملية تركيب دعامات في قلبه، والتي يعرف جمهوره جيداً أنها لن تمنعه من مواصلة هوايته المفضلة والوحيدة بالغناء في كل المناسبات والأوقات، ولن تمنعه من مواصلة مسيرته التي بدأها منذ ما يقرب الـ30 عاماً.

كمهاجر جنوبي شاب، يبحث عن أصغر فرصة للغناء، و أمام أقل عدد من الجمهور، إلى مطرب جماهيري كبير، وصاحب حصيلة غنائية ناجحة وثرية، متعددة الجوانب، والتي تغري أي مهتم بتطور الموسيقى العربية بدراستها والبحث عن أسباب نجاحها واستمرارها، والتي جعلت صاحبها من أهم الفنانين في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.

وفي الوقت الذي يدعي له جمهوره بالشفاء والتعافي من آثار وعكته الصحية، لمواصلة أعماله الجديدة، وفي الوقت الذي يحتفل فيه بذكرى مولده، نعيد إلقاء الضوء على بعض النقاط والجوانب المميزة لمشوار منير الغنائي، الذي بدأه بشكل رسمي من خلال ألبوم "علموني عنيكي" عام 1977، و "بنتولد" 1978، إلى عام 2012 بألبوم "أهل العرب والطرب"، وقدم خلالهما ما يقارب من 25 ألبوما، وعشرات الأعمال والأغاني الوطنية والدينية والدرامية وغيرها.

ألبوم "علموني عنيكي"
" frameborder="0">


أول أسباب اختلاف ونجاح منير هو لقاءه الأول مع أكثر الموسيقيين موهبة وذكاء في الفترة التي بدأ فيها رحلته مع الغناء، والذين أضافوا لمشروعه الشخصي الناشئ أهم سماته الموسيقية والثقافية، بداية من الملحن والموسيقي الجنوبي أحمد منيب، الأب الروحي له، الذي نمى لديه النزعة الجنوبية، وضرورة التمسك بالثقافة والفلكلور النوبي مع تجديده وتقديمه بعدة أشكال بغير صورته الأولية، بالإضافة إلى ألحان منيب لمنير، وهي أشهر وأنجح أغانيه على الإطلاق، وكان لوفاته أثراً سلبيا على مسيرة منير، التي ربما كانت ستأخذ شكلاً مختلفا إذا استمر منيب في العمل معه لفترة أطول.

فريق عمل منير وأصدقاؤه في تلك الفترة، ساعدوه وساعدهم على تنفيذ أهم مشروع موسيقي في تلك الفترة، والذي حول كل التجارب الموسيقية المختلفة في فترة السبعينيات وبداية الثمانينات إلى مشروع ناجح ومستمر ومتكامل الجوانب، خاصة أن تلك الحقبة كانت مليئة بالتجارب الموسيقية الشبابية التي تحاول التمرد على القوالب الغنائية التقليدية، ولكنها لم تستطع الوصول لصيغة نهائية من هذه التجارب، مثل الفرق الغنائية التي ظهرت واختفت، وصعود الجيل الجديد من مطربي "البوب"، إلى أن اثبت منير وفريقه أن مشروعهم يعرف طريقه، خاصة بعد إطلاق عدة ألبومات متتالية في ذلك النهج: "علموني عنيكي 1977"، "بنتولد 1978"، "شبابيك 1981"، "اتكلمي 1983"، "بريء 1986"، و" وسط الدايرة 1987".

ألبوم "شبابيك"
" frameborder="0">

بداية من ألبوم "شبابيك" بدأ منير تحقيق نجاحات جماهيرية وإعلامية وتجارية إلى أن وصلت ذروته في ألبوم "وسط الدايرة"، الذي يعتبر عنوان مشروع ومشوار منير وأهم ألبوم له، لما ضمه من مجموعة من الأغاني الأكثر تناسباً مع لونه وقدراته، وموسيقى متنوعة وعصرية لفرقة يحيى خليل، الذي كان ركناً مهما في فريق منير مع فتحي سلامة ومن بعدهم هاني شنودة، واللذين كانا لهما تجارب أخرى لتجديد الموسيقى المصرية، إلى أن التقيا بمنيب ومنير، ومن معهم من الشعراء مثل عبد الرحمن الأبنودي ومجدي نجيب وعبد الرحيم منصور.

ألبوم "وسط الدايرة"
" frameborder="0">

بعد "وسط الدايرة" بدأ منير صفحة شبه جديدة في مشواره ببدء فهم واستيعاب العلاقة بين ما يقدمه وما هو قادم عليه من مسئولية للحفاظ على مشواره الناضج وعلى الجماهيرية التي بدأ حصد ثمارها، وكذلك في فهم العلاقة بين أهدافه الموسيقية والثقافية وأهداف ومتطلبات السوق والجانب التجاري، لذلك وسع دائرة فريق عمله، وأنهى مفهوم فريق العمل الواحد الدائم.

ظهرت أسماء جديدة على أعماله مثل طارق مدكور ورومان بونكا وعصام كاريكا وغيرهم، إلى أن تبلورت نظرته وأسلوبه الجديد في ألبومات "مشوار"، الذي أعاد فيه تقديم أعماله القديمة بتوزيعات مختلفة، وألبوم "عشق البنات 2000" الذي يعتبر عنواناً للمرحلة الثانية في مشروع الكينج، بالاتجاه أكثر تجاه الفئات الشبابية والمبيعات والانتشار.

البوم "عشق البنات"
" frameborder="0">

الموسيقار الألماني "رومان بونكا" له وضع خاص في مشوار محمد منير ولجمهوره أيضا بعد أن أضاف بعداً جديدا لأغانيه بالتجريب والتحديث المستمر للفلكلور واستثماره، وذلك من خلال لقاء روح منير الإفريقية مع شغف بونكا بالموسيقي الشرقية والإفريقية، وتمثل خلاصة ذلك في ألبوم "الأرض والسلام" 2002، الذي تضمن مزيج غريب، من موسيقى بونكا مع الروح الدينية والصوفية للأغاني، التي وضعت رؤيتها الشاعرة كوثر مصطفى مع منير.

ألبوم "الأرض والسلام"
" frameborder="0">


اختلاف كلمات وموضوعات منير الغنائية جزء من شخصيته التي تعلق بها جمهوره، وكتب نهجاً باسمه في اختيار الكلمات والأوصاف والتشبيهات، خاصة العاطفية، وربما النموذج السابق "الأرض والسلام" دليلا على قاموسه الخاص حتى في اختيار الكلمات الدينية المختلفة عن السائد والمعروف، حتى في الاتجاه الوطني مثل أغاني "شجر الليمون"، و "اتكلمي"، و "قلب الوطن مجروح"، و"النيل سؤال"، بالإضافة إلى معجمه العاطفي المختلف، المعتد على الورث الشعبي الجنوبي، مثل "حتى حتى"، "علموني عنيكي"، "يا عندية"، وغيرهم.

"يا عندية"
" frameborder="0">

"حتى حتى"
" frameborder="0">

التنمية البشرية حاضرة بشكلها المختلف أيضا لدى منير وهي الموضوعات التي تفضلها فئات كثيرة في مختلف أنواع الفنون، وقدمها منير بطريقة واضحة وأخرى غير مباشرة، ونجح في تقديمها دون الوقوع في السذاجة أو تقديم نصائح أبوية أو مضمون خطابي كمدرب تنمية بشرية، كما في أغاني " الفرحة"، "لو بطلنا نحلم"، و" ممكن"، وبعض من " بحر الحياة"، "دايرة الرحلة"، و "الكون كله بيدور"، و مؤخرا قدمها منير بطريقة أقل جودة وذكاء من أعماله القديمة في تلك الموضوعات، وربما تكون تلك عنواناً لمرحلة جديدة في مشروعه، مثل أغنية "متحيز"، و "كل المفروض مرفوض".

"الفرحة"
" frameborder="0">

"كل المفروض"
" frameborder="0">


خلفية منير الجنوبية لم يتخلص منها حتى بعد رحيله إلى القاهرة والخارج واحتكاكه بالعديد من الأنماط والثقافات، وهو حال النوبيين عموماً في الاعتزاز بجذورهم، وهو أول سبب جعل منير محافظاً على وحدة مشروعه، وكان ينقصه فقط "الترويض"، خاصة أن روحه الإفريقية لا تعترف بقواعد أو حكمة، فقط الطاقة الكبيرة لديه في الغناء، وحبه له ولجلسات السمر والدندنة هي من تسيطر عليه طوال الوقت، ولذلك أيضا كان للجيل الأول الذي عمل مع منير دوراً كبيراً في ترويض طاقة منير فنياً، وتعريفه بمعنى "الاحتراف".

يعرف جمهور منير جيداً الفرق بين الاستماع لمنير في حفلاته أو في حواراته التلفزيونية، وبين الاستماع له كصوت مسجل في الأستوديو، ربما لهذا السبب تحقق جلساته الغنائية نسب استمتاع وشهرة وانتشار أكثر من النسخ الأصلية، خاصة التي كانت تجمعه بأحمد منيب و رومان بونكا، مثل نسخ "تعالى نلضم أسامينا"، و "صفصافة"، وغيرها من الأغاني.

"صفصافة"
" frameborder="0">

تظهر روح منير المنطلقة في حفلاته والتي يعاندها الحظ دائما، لسوء مستوى صوت الأجهزة والمعدات تارة، وفوضى الجمهور تارة أخرى، والذي حرم الجميع من الاحتفاظ بنسخ رائعة من أغاني منير، وتضح الصورة من خلال مشاهدة حفلات منير الخارجية الأكثر جودة، مثل حفلة مهرجان "موازين" بالمغرب، أو الحلقة التي سجلها مع برنامج "كوك أستوديو"، وفرقة "الويلارز"، في مسقط رأسه بأسوان، والتي أظهرت الجانب الفطري في منير تجاه الغناء، ونتيجة استغلال طاقته بحكمة في عمل مشروع موسيقي مميز.

"الكون كله بيدور" حفل موازين
" frameborder="0">

"قمر رحيلي" من "كوك ستوديو"
" frameborder="0">

جزء من تلك الروح "كاريزما" منير، التي حولته لنجم محبوب حتى في خارج مجال الغناء وأسلوب حياة كما يصفه جمهوره، وساعدت شخصيته وملامحه المميزة، وتعبيراته الجسدية في رسم "كاريزما" منير القوية، التي تعتبر من أهم النقاط التي تربط أي مطرب بجمهوره، ويتحول من مجرد مطرب يقدم أعمال جيدة تستحق الاستماع، إلى "أيقونة"، و الأب الروحي لـ"المنايرية".

"ازيكم" من حفل "السودان"
" frameborder="0">

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى