نتحدث عن النجم الهندي الكبير والملقب بـ "الأسطورة" أميتاب باتشان، الذي يحتفل اليوم 11 أكتوبر بعامه الـ 73، ولا زال يشارك في أفلام ناجحة ويغني ويرقص بالأغنيات الترويجية لأفلامه.
في بعض الأحيان نجد أن الاسم الذي يحمله شخص ما يناسب صفاته، أو ما يصل إليه في الحياة، وهو الحال مع أميتاب باتشان، ولدى اسم النجم الكبير قصة طويلة.
فلأن باتشان وُلد في فترة كانت فيها الهند مستعمرة بريطانية وكان الشعب وقتها يناضل من أجل الاستقلال، ولكون والده شاعر مهتم بقضايا النضال قرر إطلاق اسم Inquilab "إنكويلاب" على طفله الأول، وهي الكلمة المستوحاة من عبارة Inquilab Zindabad، والتي تعني "تحيا الثورة"، وكانت تستخدم كثيرا في هذا الوقت بين المناضلين.
ولكن تغير اسم الطفل، بعد أن اقترح صديق لوالده اسم أميتاب، والذي يعنى "الضوء الذي لا يختفي بريقه"، ويبدو أنه اسم على مسمى، فلأميتاب باتشان شهرة واسعة ونجاح مزدهر ومستمر.
حصل أميتاب باتشان على بكالوريوس العلوم من جامعة دلهى كما حصل على ما جيستر في الآداب، وكأغلب الفنانين الكبار تكون بدايتهم بها الكثير من الصعاب، ومنهم من لم يكن يخطط أو حتى يريد أن يصبح ممثلا، ولكن تشاء الأقدار وتوجهه الظروف إلى هذا المجال ليتألق فيه ويصبح نجما لامعا.
فمثلا أميتاب باتشان لم يخطو أولى خطواته في السينما الهندية فور التخرج، بل عمل أولا في بداية حياته "كوسيط شحن في شركة للنقل البحري" في مدينة كلكتا الهندية، وكان أول راتب يحصل عليه النجم الكبير هو 500 روبية، أي ما يعادل 60 جنيها مصريا.
بداية أميتاب باتشان في السينما كانت من خلال صوته، فهو مشهور بصوته الجهوري، فعمل كراوي لقصة فيلم Bhuvan shome، وذلك في سنة 1969، وبعدها في سنة 1971 بدأ كممثل في بعض الأفلام وحقق فيها بعض النجاح والفشل أيضا، ليأتي 1973 ليكون بداية النجومية من خلال فيلم Zanjeer، ومن وقتها وبدأ يُعرف باتشان بـ "الشاب الغاضب" في السينما، واعتبر أفضل أداء في تاريخ بوليوود، وحصل على العديد من الجوائز.
" frameborder="0">
في سنة 1973 وبعد نجاح فيلمه Zanjeer، تزوج باتشان من شريكته في الفيلم الممثلة جايا بهادوري، وأثمر زواجهما عن صبي هو الممثل أبهشيك باتشان، وفتاة تدعي شويتا ناندا.
توالت الأعمال الناجحة لباتشان حتى جاءت سنة 1982 ليحمل معه كارثة للنجم الكبير، فأثناء تصوير فيلم Coolie، أصيب النجم الكبير أثناء تصوير أحد المشاهد الخطيرة، والتي كان يقوم بتصويرها بنفسه، والذي تطلّب منه أن يقفز على طاولة ثم على الأرض، ولكنه عندما قفز ضرب بجانب بطنه في أحد أركان الطاولة، وأصيب طحاله واستلزم إجراء عملية لاستئصاله.
فقد باتشان وقتها الكثير من الدم، وظل في حالة حرجة في المستشفى لشهور، وتجمع محبيه من كافة أرجاء الهند ومن بمختلف الديانات للصلاة من أجل شفائه، بعد أن كان يصارع الموت.
واستجاب الله لدعوات محبي باتشان، وبعد فترة طويلة من الراحة، استرجع باتشان صحته وعاد للعمل مرة أخرى، واستكمل تصوير الفيلم الذي تم تغيير نهايته، فبعد أن كان من المفترض أن ينتهي الفيلم بموت البطل، قام المخرج بتغيير النهاية بعد نجاة باتشان من صراع مع الموت، وبعد أن وجد أن الرجل الذي تصدى للموت في الحياة لا يجب أن يموت في نهاية الفيلم.
وكأي فنان هناك فترات من الفشل والركود تضرب مسيرته الفنية، فمر أميتاب باتشان بفترات لم تحقق أفلامه نجاحا، حتى شعر أن النجومية بدأ ضوءها ينخفض، فقرر أن يتقاعد لفترة مؤقتة ويتجه إلى الإنتاج، وهو ما حدث بالفعل مع إنشائه لشركة إنتاج، ولكن ما أنتجته تلك الشركة لم يلق النجاح، ولم يحقق ما يطمح إليه باتشان بأن تصبح شركته من كبرى الشركات الترفيهية في الهند.
بعدها بفترة، بدأ باتشان العودة من جديد إلى التمثيل لكن أول تجاربه مع العودة للأضواء لم تكن ناجحة، ففشل فيلمه Mrityudata سواء جماهيرياً أو حتى من جانب رأي النقاد وذلك عام 1997.
النجاح صعب والمحافظة عليه أصعب، ولكن بالجد والاجتهاد والعمل والمثابرة وعدم اليأس تستطيع الوصول لهدفك، وعلى الرغم من محطات الفشل التي تعرض لها أميتاب باتشان إلا انه لم يستسلم وظل يشارك في أعمال إلى أن جاء الاختيار الصحيح والنجاح مجدداً.
عام 2000 وهو بداية عصر جديد وألفية جديدة ونجاح جديد للنجم الكبير، في هذا العام قدم فيلم Mohabbatein وحقق الفيلم نجاحاً كبيرا وحصل باتشان عن دوره في الفيلم على جائزة Filmfare وهي من أهم الجوائز بالهند.
وفي هذا العام حديث نقلة لمشوار باتشان المهني بعد أن تعرف عليه الجمهور كمقدم برامج فقدم النسخة الهندية من برنامج المسابقات الشهير "من سيربح المليون" وحقق باتشان نجاحا كبيرا في هذا البرنامج لمدة 8 مواسم وحصل على العديد من الجوائز عنه.
ومع الألفية الثالثة قدم عددا كبيرا من الأفلام الناجحة واستطاع الحصول على الجوائز، كما أطل على المشاهد الهندي لأول مرة عام 2014 كممثل تلفزيوني من خلال مسلسل Yudh.
يمتلك أميتاب باتشان عددا كبيرا من السيارات، ولكنه لم يصل إلى هذا العدد بسهولة، فأول سيارة أمتلكها في حياته كانت سيارة مستعملة ماركة "فيات" وقد اشتراها أثناء تواجده في مدينة كلكتا في بداية حياته.
أما الآن فأصبح يمتلك يمتلك 11 سيارة من طراز:
سيارة من ماركة Lexus
سيارتان من ماركة BMW
ثلاث سيارات من ماركة Mercedes
أما سيارته المفضلة فهي Lexus المضادة للرصاص.
أما شغفه فهو جمع الساعات، وماركته المفضلة هي Longines، كما يهوى جمع "الأقلام" ويحب الحصول على أقلام قيمة كهدايا في عيد ميلاده خاصة لو من ماركة Mont Blanc.
حصل النجم الكبير على جوائز عديدة، وفى عام 2001 تم تكريمه "كممثل للقرن" من مهرجان الإسكندرية، كما حصل على مواطنة فخرية لمدينة دوفيل الفرنسية.
ويعد باتشان أول ممثل آسيوي يُضع له تمثال شمعي في متحف"مدام توسو" في لندن عام 200، كما وضع له تمثالين أخريين في نيويورك وهونج كونج عام 2009.
يمكن للأجيال الحديثة ألا تفهم أهمية الأفلام الهندية التي كانت تعرضها شاشة التلفزيون المصري في أيام العيد كاحتفالات، كان بطل هذه الأفلام هو النجم أميتاب باتشان.
فترة التسعينات كان هوس الفتيات وقتها بالنجوم العالميين ومنهم أميتاب باتشان، وبالطبع لم يكن الإنترنت متاحاً فكان وسيلة التقارب من النجم هو انتظار أفلامه أو برنامج يتحدث فيها عن نفسه، وشراء المجلات والملصقات وتزيين الغرفة بها.
وجاء عام 1991 بالفرح لكل المصريين بعد أن تم الإعلان عن زيارة أميتاب باتشان لمصر، خلا هذه الزيارة تم استقبال باتشان استقبالا حافلا وسط صراخ ودموع وإغماءات من الفتيات.
" frameborder="0">
وتكررت الزيارة خلال هذا العام وتحديداً نهاية شهر مارس الماضي، حضر باتشان إلى مصر من أجل حضور حفل افتتاح مهرجان "الهند على ضفاف النيل"، وتم استقباله استقبال كبير من جانب نجوم مصريين.
بالصور- الرداد ويسرا وليلى علوي يستقبلون أميتاب باتشان
أميتاب باتشان نباتي ولا يأكل المكسرات.
- البلدان التي يُفضل زيارتها " لندن والتي يمكث فيها في منطقة قريبة من قصر باكنجهام وسويسرا.
- أبناؤه شويتا وأبهشيك لم يفضلا أن يزورهما والدهما أميتاب باتشان في المدرسة لأنه كان يتسبب في ضجة كبيرة.
- بعد أن ترك الفن لفترة اتجه للسياسة ولكنه لم يستطع النجاح بها ووصفها ب "البالوعة".
- النجم الكبير يكره كلمة "بوليوود" وهى الكلمة المستخدمة لوصف صناعة السينما الهندية.
- يشتهر الآن أميتاب باتشان بلقب "Big B"
- حمل النجم الكبير الشعلة الأوليمبية عام 2012 في محطتها الأخيرة ساوثوورك في لندن.
- يلتقي باتشان بمحبيه ومتابعيه في ساحة أمام منزله في صباح كل أحد.