الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

أورسون ويلز.. من "المواطن كين" إلى الـ"بورنو"

  • 1/2
  • 2/2

"لا تقلق بشأن المال، فلن تحصل عليه في طريق الصعود.. المالُ يأتي أثناء الهبوط".

جملة قالها أورسون ويلز ذات مرة ويمكن وصف حياته بها، فهو رجل صعدت به عبقريته للقمة مبكرا جدا، وأبعدته ثورته الدائمة عن فرص النجومية الهوليوودية، فظل حياته يكافح للبقاء.

في عمر الـ23 كانت صورته على غلاف مجلة الـ"تايم" الأمريكية لنجاحه الساحق على المسرح، وبعدها بشهور أصيب سكان نيويورك بذعر بعد أن أعلن أورسون على الراديو بصوته الواثق القوي أن الغزو الفضائي للأرض قد بدأ!

وامتلأت الشوارع بالسيارات وسجلت محاولات انتحار بعد تبنّي أورسون لرواية "حرب العوالم" وتحويلها لبرنامج إذاعي يسير في ثلثيه الأولين كنشرة أخبار.

بسبب الذعر الجماعي الناتج صدر قانون بمنع إذاعة البرامج الدرامية بصيغة إخبارية.

" frameborder="0">

عام 1940 اتجه "أورسون" للسينما فصنع فيلم "المواطن كين"، الذي حافظ على لقب "أعظم فيلم في التاريخ" في المعهد البريطاني للأفلام لمدة 50 عاما.

استقبل الفيلم بحرب عنيفة من الصحافة الصفراء أثرت تأثيرا فادحا على سمعة صانعه، وطُرد أورسون من العمل بشركة إنتاج RKO بعد عدم إتمامه لفيلم وثائقي عن كارنفالات البرازيل في العام التالي.

" frameborder="0">

قبل وفاته بـ8 أيام قال "أورسون": "لم أغير يوما أفلامي ليرضى المنتجون، وعملتُ بكل شيء لتوفير المال لأثبت للعالم خطأ منتجي هوليوود".


بهذه الجملة وصف أورسون ويلز العمل بالإعلانات، فأخرج ومثّل في الكثير منها في أمريكا وأوروبا لجني المال.

صوّر "أورسون" سلسلة من إعلانات الخمور الناجحة للشركة الإنجليزية "دوميك"، صوّرت الإعلانات في "القلعة السحرية" بهوليوود، نفس المكان الذي صوّر فيه أورسون عرضه السحري.

" frameborder="0">

كما صور أيضا حملة إعلانات نبيذ أخرى مع شركة "بول ماسون" استمرت لـ3 سنوات.

" frameborder="0">

يلخص الفيديو التالي جزء كبيرا من حياة أورسون في الإعلانات، فكان كثير الضجر والخطأ، قليل الإفاقة من الخمر!

" frameborder="0">

أما هذا الإعلان فقد خسّر أورسون أكثر ما أربحه حين أخلّت شركته بعقد البث مع الشركة المنتجة اليابانية، ما كلّف أورسون خسارة صناديق "كونياك" مدفوعة الثمن لـ 5 سنوات قادمة!

" frameborder="0">

التعليق الصوتي:

خبرة أورسون ويلز بالراديو وصوته المميز فتحا له مجالا للعمل بالتعليق الصوتي على الإعلانات.

في تسجيل مقتطع من إعلان لشركة أغذية سويدية، يبدي أورسون تذمّره الشديد من رداءة النص المكتوب ممليا تعديلاته على المخرجين.

ونقلت شركة WB التسجيل في أحد مشاهد كارتون "بينكي وبرين" بصوت أورسون في شخصية "برين"، وورد في التسجيل المقطع التالي:

"المخرج: أنا آسف.
أورسون: أنت دائما آسف!"

" frameborder="0">

في عام 1984، صدر فيلم Revenge of the Nerds بطولة ممثلين مغمورين، فكان لابد من صوت نجمٍ مثل أورسون في الإعلان لتسويق الفيلم.

" frameborder="0">

وفي أوروبا علّق "أورسون" صوتيا على إعلان مياه معدنية فرنسية عام 1979.

" frameborder="0">

مرحلة العهر الحقيقي:

كان فيلم "الجانب الآخر من الريح" أمل أورسون ويلز للعودة إلى دور العرض مرة أخرى، لكن "تروح فين الشمس من قفا الفلاح؟"

تعثّر الفيلم إنتاجيا واستمر تصويره لمدة 7 سنوات عجز خلالها أورسون عن دفع مرتبات العاملين، ما دفع "جاري جرافر"، مدير التصوير، للعمل بالأفلام الإباحية لجني المال.

كشف المؤرخ السينمائي "جوزيف مكبرايد" عام 1977 عن مساهمة أورسون في مونتاج أحد مشاهد فيلم "بورنو" من إخراج "جاري" بعنوان "الـ3 صباحا.. موعد الجنس"، وهو مشهد جنسي في دورة المياه بين فتاتين.

ورغم فعل كل شيء ليخرج الفيلم للنور، لم يستطع أورسون أن ينهي فيلمه الأخير قبل وفاته، ما دفع منتجين لتنظيم حملة على موقع indiegogo لجمع 2 مليون دولار لإنهاء فيلم أورسون ويلز الأخير.

ربما لم تتحقق آخر أمنيات أورسون التي أعلنها على التلفزيون أن يتذكره الناس بـ"الرجل الطيب وليس بالعبقري صعب المراس"، فبكل ما فعل في حياته وكل ما قيل عنه وما قاله.. لا يمكننا سوى التعاطف مع أورسون ويلز لكونه ضحية عبقريته الفذّة!

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى