الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

#الهالووين- الرعب في السينما المصرية.. بدايات مبشرة والكوميديا كلمة السر!

  • 1/10
  • 2/10
  • 3/10
  • 4/10
  • 5/10
  • 6/10
  • 7/10
  • 8/10
  • 9/10
  • 10/10

إلى هذه اللحظة لا نستطيع بأي حال من الاحوال أن نضع خصائص شافية كافية للفيلم الذي يمكننا أن نصنفه فيلما مرعبا، فالغموض و التشويق تجده عاملا مشتركا بين الرعب وأفلام التشويق وأفلام الخيال العلمي وافلام الأكشن، والأشلاء و الدماء والدمار ستجده في أفلام الأكشن وافلام الخيال العلمي، الجو الكابوسي القاتم والسودوية ستجده في أفلام "الفيلم نوار" وبالتالي لن تجد سمات مميزة لأفلام الرعب إلا أذا قررنا أن الأفلام المرعبة فقط هي التي تدخلنا إلى عوالم ميتفازيقية مرعبة كعوالم الجن و الشياطين، ولكن السينما العالمية قررت ان هذا ليس صحيحا أيضا.

وليكن المفهوم او الخاصية التي تمكننا من أختيار فيلم الرعب أنه الفيلم الذي يرعبنا و يبث في نفوسنا الخوف والقلق والتوتر بعيدا عن التصنيف الشكلي، ليأخذنا هذا إلى سؤال أخر هل قدمت السينما المصرية أفلام الرعب؟ نعم نحن نقدم أفلام الرعب صحيح أنها تقدم على فترات متباعدة ولكنها في النهاية متواجدة من حيث الكم العددي أما الكيف والتنفيذ فيمكننا أن نطلق دراسات حول سينما الرعب في مصر.


البداية كانت عام ١٩٤٥ على يد يوسف وهبي الذي قدم كمؤلف ومخرج وممثل فيلمه الشهير "سفير جهنم" وبعيدا عن رسالة الفيلم التي تنحصر في جملة "أنعم أنت بفقرك فالأثرياء أتباع الشيطان" إلا أن هذا الفيلم قدم الرعب من جهتين:

الجهة الأولى رعب الحالة أو رعب المصير والذي يظهر في انتقال بطل الفيلم عبده من حالة الفقر إلى حالة الغنى هو وعائلته وانتشار الفساد فيها بمعاونة أعوان الشيطان والمصير المظلم الحالك المقبلة عليه.

الجهة الثانية العوالم ذات الطابع الميتافيزيقي عن طريق عالم الشيطان الذي يقرر الظهور إلى بنى الإنس لأداء دوره الأبدي في إفسادهم، ليسهم الفيلم في البداية بأهم خاصيتين لأفلام الرعب في السينما المصرية وهي مستويات الرعب وتنوعها بين الرعب البصري والرعب الفكري أو ما يمكن تسميته بالرعب الضميري الذي يستغل الهامش الأخلاقي للمتلقي ويبدأ في مغازلته وإثارة هواجسه.


وفي عام ١٩٥٢ عرض الفيلم الأول للمخرج كمال الشيخ والذي حمل اسم "المنزل رقم ١٣" ليصبح علامة هامة في تاريخ أفلام الرعب المصرية، الفيلم الدائر حول طبيب يستغل قدرته على التنويم مغناطيسيا ويدفع أحد مرضاه بإرتكاب جريمة قتل للتخلص من زوج عشيقته يضع أساسا هاما وخاصية أساسيا في مسار أفلام الرعب المصرية وهي أن تكون الحالة العامة للفيلم قادرة على إثارة خوفك دون أن يرفضها عقلك أو ما يمكننا تسميته بالإقناع بالحالة أو القدرة على حبك حالة عامة للفيلم يقبلها عقلك و تثير مخاوفك، فتيمة التنويم المغناطيسي إن كانت وقتها تيمة مستغربة نوعا ما على المتلقي المصري واستخدامها في مجال غير الكوميديا كان أيضا جديدا ومختلفا ولكن تماسك حبكة الفيلم والجو الذي خلقه كمال الشيخ استطاع تجاوز كل تلك العوائق، إضافة إلى أن الفيلم يوضح بقوة فكرة أن الرعب هو درجة من درجات التشويق ويكشف مبكرا عن تلك المنطقة الرمادية التي تقع فيها سينما الرعب بين سينما التشويق والإثارة والجريمة والخيال العلمي والأكشن.

ويأتي أبو سيف بفيلم رمادي اللون هو الأخر حمل اسم "ريا وسكينة" في تعاون بينه وبين نجيب محفوظ ولكن الفيلم المصنف على أنه فيلم جريمة وتشويق وتناول قضية ريا وسكينة الشهيرة، كان يحمل بداخله خاصية جديدة من خصائص "سينما الرعب" وهي خاصية "الرعب القريب".

في سينما هيتشكوك كان قليلا ما يلجأ إلى الأشلاء المتطايرة والدماء وكان يلجأ إلى "الرعب القريب"، أو غير المتوقع من كائنات واشخاص في دوائرنا القريبة أو يخفون أكثر مما يظهرون وهو رعب يلعب على أوتار المشاعر البشرية نمط يثير الرعب النفسي لا الرعب البصري وهو ما تفنن فيه في مصر كمال الشيخ وأيضا صلاح أبو سيف في فيلم "ريا وسكينة".


في عام ١٩٥٣، قدم المخرج عيسى كرامة نمط جديد من أنماط سينما الرعب حين قدم مع إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري واستيفان روستي فيلم "حرام عليك" و القائم على فكرة العالم الشرير الذي يحاول إحياء جثة عن طريق نقل مخ أحد البشر إليها ويساعده في ذلك طبيب واقع تحت تأثير العالم عن طريق تحويلة لمذؤوب في الليالي المقمرة.

ليقدم عيسى كرامة خاصية جديدة لسينما الرعب، وهي القدرة على التقولب في أشكال عديدة أي انه من الممكن ان نقدم فيلم رعب في قالب كوميدي جيد الصنع بل وإن هذا القالب الكوميدي يجعلنا كمشاهدين نتغاضي عن "أفورة" وتقديم ثيمات غريبة عن ثقافتنا فيقدم عيسى كرامة ثيمتين من ثيمات الرعب الغربي الأولى ثيمة تشبه ثيمة فرانكنشتاين الوحش المعاد تجميعة والتي قدمتها ماري تشيلي في روايتها الأشهر، و الثيمة الأخري هي ثيمة المذءوب وهي ثيمة تخص أوروبا الشرقية تحديدا وعلى وجه الخصوص رومانيا فكيف أقنعنا بها كرامة في فيلم مصري، كلمة السر للإجابة على هذا التساؤل هي الكوميديا والقالب المختلف.

وبعد تلك الأفلام تنتاب السينما حالة غير مفهومة من البعد عن سينما الرعب فبين الخوف من فشل الأفلام إلى افتقار الصناعة للتقنيات اللازمة إلى الخوف من تقديم حبكة غير متقنة الصنع كل تلك اسباب و غيرها أدى إلى غياب سينما الرعب عن الشاشة حتى بداية الثمانينات و امتدت إلى بدايات التسعينات أيضا، حينما ظهرت مرة أخرى على الساحة أفلام تحمل رائحة الرعب في أحداثها مثل فيلم الطاووس عام ١٩٨١ للمخرج كمال الشيخ، "أنياب" لمحمد شبل في العام نفسه، ويمكننا أعتبار عام ١٩٨٥ هو عام الرعب في السينما المصرية حيث تم تقديم أفلام استغاثة من العالم الأخر للمخرج محمد حسيب، و فيلم الكف للمخرج نفسه، فيلم الإنس و الجن للمخرج محمد راضي.


وفي عام ١٩٨٧ قدمت السينما المصرية أفلام "قاهر الزمن" للمخرج كمال الشيخ، "التعويذة" لمحمد شبل، وفي عام ١٩٨٨ قدمت السينما فيلم "عاد لينتقم" إخراج يس إسماعيل يس، وفي عام ١٩٨٩ قدم المخرج محمد شبل فيلم كابوس، وفي عام ١٩٩٢ قدم المخرج نفسه فيلم "غرام وانتقام بالساطور"، بينما في عام ١٩٩٣ قدم المخرج علاء محجوب فيلم "الرقص مع الشيطان".

أغلب هذه الأفلام استخدم خصائص الرعب في السينما بينما فشل أغلبه في تحقيق اي نجاح لأسباب مختلفة فمثلا أجواء الرعب الغربية في أفلام "قاهر الزمن" و"أنياب" فالأول يتحدث عن عالم مجنون يستطيع تجميد البشر وجاء الفيلم مطابقا لأفلام الرعب الإنجليزية القديمة حيث عربات تجرها الخيول و متلازمة البطل الذي يقع في غرام إبنه العالم الرقيقة ومشهد غحتراق معمل العالم الشريف و غيرها من كلاشيهات قتلتها السينما الغربية.

بينما جاء فيلم "أنياب" معتمدا على أسطورة دراكولا ولكن ايضا جاءت فكرته ساذجة وطرحها أكثر سذاجة وصراحة القول لم يشير هذا الفيلم بأي حال من الأحوال ان مخرجه سيقدم واحدة من أيقونات سينما الرعب الناطقة بالعربية بعد سنوات قليلة.

بينما اصيبت أفلام مثل "عاد لينتقم" و"الإنس و الجن" بداء سوء التنفيذ فمشاهد ظهور عادل إمام "الجن" في فيلم "الإنس والجن" جاءت سيئة للغاية بينما جاء تنفيذ خدع "عاد لينتقم" ساذجا جدا إضافة إلى ثغرات ملئت سيناريو هذه الأفلام وفاضت عنه.

بينما استطاع فنان المؤثرات والخدع محمد حسيب تقديم فيلم رعب "هيتشكوكي" من المقام الاول حيث الإقتصاد في المؤثرات والدماء وتهيئة حالة الفيلم لتقديم الرعب النفسي واستخدام الموسيقى والتصوير والإضاءة لتحقيق عوامل التشويق والرعب ليخرج الفيلم بشكل مرضي على الأقل من الناحية المرعبة.



أما الفيلم الأيقونة للمخرج محمد شبل "التعويذة" فهو الذي وضع خاصية هامة وأخيرة في مرحلة تعريف وتأسيس سينما الرعب المصرية وهذه الخاصية يمكن تلخيصها في كلمة واحدة وهي "الحرفية" لا يمكن بأي حاول من الأحوال أن نشكك في حرفية مخرجين مثل صلاح أبو سيف أو كمال الشيخ فهم من أعلام الإخراج، ولكن ما قدمه شبل هذه المرة هو للكمال أقرب من أي فيلم رعب مصري.

أولا: الثيمة المستخدمة في الرعب المصري وهي السحر الأسود والتي يستوعبها عقل المتلقي المصري بسهولة ويسر شديد فليس هناك حاجة لخلق قوانين خاصة بالفيلم او استهلاك وقت لإقناع المتلقي.

ثانيا استخدم شبل لخبرته التي حصل عليها من دراسة الخدع وتصويرها في موسكو ونيويورك لتقديم خدعا متقنة للغاية خلال الفيلم، ايضا الإهتمام بالموسيقي و توظيفها لخلق حالة التوتر والتواتر لدي المتلقي وهي أحد مداخل الرعب، إضافة للتصوير وزواياه والإضاءه وألعابها وإقتصاده في مشاهد الدم ولعبه على فكرة الرعب القريب المسترر، وكل ما سبق يمكن وضعه ببساطة تحت مسمى "الحرفية" التي قدمها شبل في فيلمه "التعويذة".


وحاليا وعلى الرغم من توافر تقنيات عالية تجعل تقديم الخدع السينمائية المطلوبة لتقديم فيلما مرعبا بحق، إلا أن اغلب صناع السينما ظلوا في مأمن من مغامرة إنتاج وتقديم فيلم رعب ليفسحوا المجال لتجارب يمكن وصفها بالمراهقة لتقديم أفلام رعب منها "كامب" و"شارع ١٨" و"الدساس" و"حصلنا الرعب" و"وردة" بينما يمكن احتساب فيلم "أحلام حقيقة" فيلم رعب جيد الصنع ولكنه سئ الحظ.


بالفيديو- أشهر الأفلام الممنوعة من العرض في تاريخ السينما المصرية
٢٥ رداءً تركوا تأثيرًا في الدراما والسينما المصرية
السينما قدمتهم فاسدين.. أشهر ٥ نواب في السينما المصرية
أشهر ٩ مؤمنين في السينما المصرية‎
أشهر اكسسوارات الكفار في السينما المصرية
المشاهد الجريئة في السينما المصرية بين الخدعة والسياق الدرامي
الرياضة في السينما المصرية.. نجوم وأفلام
قبل "شد أجزاء".. هؤلاء لجأوا لـ "الحل الفردي" في السينما المصرية
استعراضات في السينما المصرية تفوقت على الأفلام التي وردت بها
السينما المصرية بعيون نقاد العالم.. "بعد الموقعة" بين المؤامرة والرومانسية
السينما المصرية بعيون نقاد العالم - "إسكندرية ليه؟".. الحياة في الحرب
السينما المصرية بعيون نقاد العالم- "باب الحديد".. انتصار للسينما
شاهد- أول Dubsmash في تاريخ السينما المصرية!
بالفيديو- هكذا تحاملت السينما المصرية على نادي الزمالك
بالفيديو- أطرف مشاهد خطوبة في السينما المصرية.. مواقف تجنّبها مستقبلا

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى