وحضر حفل تكريم الفنان العالمي الذي أقيم في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء الجمعة 13 نوفمبر في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية عدد من نجوم الفن وعلى رأسهم ضيفة المهرجان الممثلة الإيطالية العالمية كلوديا كاردينالي والممثلة الفرنسية أندريا فريال وستيف كاترنز، وكاترين مارسكا.
ومن الفنانين المصريين حضر حسين فهمي ويسرا ولبلبة وإلهام شاهين وخالد النبوي وسمير صبري والمخرج هاني لاشين والمخرج عمر زهران إضافة إلى وكيلة الفنان عمر الشريف بفرنسا كاترين ماريسكا وصديقه ستيف كينيث والدكتورة ماجدة واصف رئيسة المهرجان.
في بداية الحفل قالت وكيلة الشريف بفرنسا، كاترين ماريسكا، إن الـ 40 عامًا التي قضتها في العمل مع الشريف كانت مصدر سعادة بالنسبة لها، وأن أول مرة حضرت فيها تكريم لعمر الشريف كان من خلال المعهد العربي للسينما في باريس، حيث كانت ماجدة واصف رئيسة المعهد في باريس، فقالت ماريسكا: "شكرا لها بالأمس وشكرًا لها اليوم".
بالصور- تكريم عمر الشريف على هامش مهرجان القاهرة السينمائي بحضور الفنانين
وأضافت في كلمتها: " كل ما كان يعرض عليه من مصر أو من أجل مصر فكان يوافق عليه دائمًا من أجل تقديمها بشكل لائق، لأن مصر بلد رائع وشعبها مضياف وكريم".
ومن جانبها قالت النجمة الفرنسية أندريا فاريال والتي كانت تربطها علاقة صداقة بعمر الشريف: " نشعر بالأسى اليوم لحضورنا هذا التكريم الذي يذكرنا أننا فقدنا عمر الشريف، خاصة وأنه لعب دورا رئيسيا في حياتي المهنية من سنة 1984 وحتى عام 2012، ومن يعرفه سيقدر ذكاءه وروحه الفكاهية فكان رجل مليء بالمشاعر وكثيرًا ما كان يتحدث عن مصر وعن ذكرياته بها، كما كان رجل يتمتع بسحر غير عادي ورقة لافتة، وأنا حزينة جدًا واشعر بافتقاده، فهو فنان السينما أعطته كثيرًا كما أعطاها كثيرًا، وقد رفع اسم مصر في كل مكان ذهب إليه، وأقول له شكرًا"، ثم أنهت "فاريال" كلمتها ملقية قبلة في الهواء لروح عمر الشريف.
أما النجمة العالمية كلاوديا كاردينالي فبدأت كلمتها موجه الحديث إلى عمر الشريف: "عزيزي عمر لقد قدمت لي أول فرصة في مستقبلي الفني عام 1958 حينما عملنا سويًا في فيلم "جحا" وظللت ألقبك بجحا، وبعدها بـ 30 سنة تقابلنا وشاركنا في فيلم آخر".
وقال الفنان حسين فهمي عن الشريف إنه كان يحب مصر كثيرًا ودائمًا ما كان يريد أن يضعها في أحسن صورة لها أمام العالم، وكان له أهمية كبيرة في السينما العالمية، كما كان شخصية مشرفة لمصر وفنانيها في كل العالم، خاصة بسبب الشخصية القوية التي كان يمتلكها.
أما الفنانة يسرا فقالت إن الفنان عمر الشريف رفع اسم مصر في الداخل والخارج، وكان يتمنى الموت على أرضها، وهي الأمنية التي تحققت.
وأضافت يسرا: "نعيش في رحاب فنه وعظمته، ممكن نتكلم عنه سنين لأنه راقي في فنه وخلقه، برئ، قوي، كان لا يحب أن يغضب منه أحد".
وتابعت يسرا: "عمر أسطورة لن تتكرر لن يملأ أحد فراغه، فقدنا علم عظيم في الفن والإنسانية، وحشتنا، وهنفضل دايما عايشين في رحابك.
أما النجمة لبلبة فبكت على المسرح وحاولت تمالك نفسها قائلة: "لي مع عمر الشريف كثير من الذكريات لا أعرف أروي أي منها، ولكن حينما عملنا سويًا، كان يأتي قبلنا لموقع التصوير، ويدخل غرفته ليشرب قهوته ويراجع ويذاكر، وكان مهتم بأن يكون شكل كل زملائه في أفضل حال في كل المشاهد ومستعد لإعادة أي مشهد من أجل أي زميل له، وكنا أصدقاء وأحكي له كل ما يسعدني أو يحزنني، وآخر مرة قابلته تناولنا العشاء معًا قبل وفاته بشهر في مطعم ابنه طارق، ولم أكن وقتها أنها ستكون الأخيرة.
أما الفنانة إلهام شاهين فقضت الكثير من الوقت في مديح النجم الكبير وقالت: "مهما قلنا عنه لن نوفيه حقه لأنه قدم للسينما المصرية الكثير، وكنا في أي مهرجان بالعالم نتباهى بأننا من البلد التي أنجبت عمر الشريف الذي أصبح نجم ينافس كل نجوم العالم، وحينما كنت ألتقي به خارج مصر كنت أشعر بما قدمه لسمعة مصر، فلا أنسى حينما تقابلنا في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 2010 حيث كان يشارك في المهرجان بفيلمه "المسافر" وكنت أعرض أنا فيلمي "واحد صفر"، ورأيت كيف يستقبله الناس ونجوم العالم، وكنت أقف جانبه وأشعر بالفخر وأشعر أن الفنان المصري قيمة كبيرة، وهذا النجم صنع الكثير لاسم مصر.
وختمت إلهام كلمتها: "عمر الشريف لم ولن يرحل لأنه سيظل باقيًا بأفلامه التي تسعدنا وسنظل نتعلم منها أجيال وراء أجيال".
أما المخرج هاني لاشين فقال: "الحب، الوفاء، الكرم، الفروسية، النبل، وحب الحياة والفن واحترام الناس والذات والآخرين. الحب كان عنوان لعمر الشريف الذي وقف بجانبي في أول أفلامي، وقدم معي الكثير من الأفلام أبرزها فيلم "الأراجوز" الذي نال الكثير من الجوائز، وكان الشريف يرفض أخذها ويطالبني بالاحتفاظ بها لأتذكر نجاح التجربة.
المخرج عمر زهران كانت له كلمة هو الآخر حكى فيها عن أهم موقف يشعره بالدين للشريف راويًا: "من السهل أن يتحدث أي فنان عن مصريته ووطنيته وحبه لبلده، ولكن ترجمة هذا الشعور لشيء عملي يعتبر بمثابة اختبار حقيقي لوطنية أي فنان، وأنا كنت محظوظا بأني عشت كثير من المواقف مع هذا النجم العظيم تعرفت فيها على مدى وطنيته، وروايتي لكل الحكايات التي جمعتني به أفعلها لشعوري بالدين له.
وعاد زهران بذاكرته للوراء: "كنت أعرفه حينما كنت مخرجًا صغيرا في قناة نايل سينما وقتما كانت قناة وليدة بسيطة ليس فيها أي إمكانات على الإطلاق، ولم تكن هناك أي أدوات تساعدنا على منافسة أي قناة عربية وقتها، ولكن في هذه الفترة جاءتني فكرة جريئة ومجنونة وهي أن احتفي بعيد ميلاد الفنان العالمي عمر الشريف من خلال لقاء في القناة، فحصلت على رقم هاتفه في باريس واتصلت به وقلبي يرتجف قبل أن أقول له أنني قناة جديدة وليس لدي ميزانية لتقديم أي مقابل مادي، وبعد مقدمة طويلة مني، رد علي وقال لي انه لم يفهم من مكالمتي سوى أنني رئيس قناة سينما مصرية جديدة، ووعدني بمراجعة جدوله الزمني قبل أن يرد علي، ولكن بعدها علمت أن مديرة أعماله في القاهرة قد تفاوضت بالفعل على لقاء مشابه لعمر الشريف مع قناتين منافستين، ففقدت كل أمل وتملكني اليأس، ولكن وطنية ومصرية عمر الشريف حسمت هذا الصراع بيني وبين تلك القنوات، فحينما جاء للقاهرة قال لي أنه اختار التصوير مع قناتي وضحى بمبلغ مادي أقسم بالله أن لا قناة مصرية تستطيع تقديمه لنجم، ولقاؤه في نايل سينما روج للقناة بشكل لن تتخيلوه، فولدت هذه القناة وولد اسمها، وعمر الشريف كان الاسم الذي فتح لنا بوابتنا على العالم وأعطانا مشروعيتنا".
وروى عمر زهران عن تخطيطه السابق لجنازة عمر الشريف التي كان يريد إخراجها بنفسه، ورغبته في إقامة صلاة على روحه أمام الأهرامات في مراسم دفن يحضرها نجوم العالم، ولكن يسرا حينما علمت بفكرته قالت له أن الناس لن تفهمه وأنه سيتعرض لهجوم، وهو ما حدث بالفعل على حد قول زهران.
وختم المخرج التلفزيوني كلمته بالتأكيد على أنه كان يحاول طوال الوقت تقديم أي شيء لسيرة عمر الشريف.
أما الفنان خالد النبوي فقال أنه يتذكر طوال الوقت جملة قالها له عمر الشريف وهي: "اسكن وأنت بتبني"، وأن عمر الشريف نصحه بأن يعيش حياته خلال مشواره، وشكره لأن نصيحته أتت بثمارها.
أما النجم سمير صبري فقال: "كان لي الحظ بأن يكون آخر حوار لعمر معي في ديسمبر السابق في الفندق الذي كان ينزل فيه في الزمالك، وكل ما قالوه زملائي عن بساطته وشهامته وتعليمه وثقافته وعشقه للسينما ومصر حقيقي جدًا، فكنت أقول له أنهم ظلموه كثيرا ولكنه كان يرد بأنه يكتفي بشعوره أنه مصري ويحب مصر.
وسرد سمير صبري عن رحلة له في الإسكندرية مع عمر الشريف حينما كان الأخير يرغب في تناول أكلة سمك، حيث دخل الشريف في حوار مع صاحب محل السمك المتزوج من أربعة نساء، وطالبه بأن يدعو زوجتين منهم، ودخل في حوار مع واحدة منهن وتسبب هذا الحوار في الإيقاع بين الزوجتين ودخولهم في خناقة كلامية، ولكن في النهاية علم عمر الشريف عن أنهن يحلمن بالسفر للعمرة، فقام بتوفير التأشيرة والتذاكر والإقامة كاملة للسيدتين، لكي يحققن حلمهما، رغم أنه لا يعرفهن، ولكنه فعل ذلك لمجرد أن يكونوا سعداء وهو أمر يعكس كرمه وإنسانيته وانه إنسان لا يستطيع أي ممن عرفوه أن ينسونه.
يذكر أنه في نهاية التكريم تم عرض فيلم "السيد إبراهيم وزهور القران" من بطولة النجم العالمي، إنتاج 2003.