ولد سعيد طرابيك في ١٧ أبريل عام ١٩٤١ وفور تخرجه، عمل بالمسرح والتلفزيون، كانت بدايته في مسرحية "كوبري الناموس" (١٩٦٤) ثم مسرحية "القاهرة في ألف عام" (١٩٦٩)، وظل سعيد طرابيك يقدم أدوارا صغيرة في المسرح والتلفزيون حتى عام ١٩٧٦ حينما قدمت مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" والتي كانت نقطة تحول في مسيرة طرابيك، ليسافر بعدها إلى ألمانيا لدراسة المسرح لمدة ٨ سنوات.
وفور عودته قدم مسرحية "كعبلون" مع النجم سعيد صالح قبل أن يتركها للمخرج حسن عبد السلام ويكتفي هو بتقديم دور العفريت.
في "شاهد ماشفش حاجة" قدم طرابيك دور وكيل النيابة ومن بعدها ارتبط بشراكة فنية مع النجم عادل إمام فقدم دورا في مسلسل "أحلام الفتي الطائر" (١٩٧٨)، وفي عام ١٩٨٠ دورا في فيلم "رجل فقد عقله"، وشارك إمام أيضا في أفلام "الإنسان يعيش مرة واحدة" و"عصابة حمادة وتوتو"، و"حب في الزنزانة" و"الغول"، و"رمضان فوق البركان" وغيرها.
ودخل بعدها طرابيك في شراكة فنية أخري مع سعيد صالح ولكن هذه المرة في المسرح، فقدم معه مسرحية "كعبلون" (١٩٨٨)، و"البعبع" (١٩٩٠).
وبسبب تألق سعيد طرابيك في الأدوار الصغيرة من حيث المساحة تم حصره فيها بشكل مبالغ فيه لدرجة أنه لم يبدأ في تقديم أدوار أكبر من حيث المساحة إلى مع بداية الألفية الثانية وربما كان أكبرها دوره في فيلم "وش إجرام" مع النجم محمد هنيدي.
وعلى الرغم من حصره في الأدوار الصغيرة إلا أن سعيد طرابيك كانت له أدوار مضيئة للغاية منها على سبيل المثال، دوره في فيلم "سلام يا صاحبي" ودوره في فيلم "المولد" (١٩٨٩)، ودوره في فيلم "شمس الزناتي" (١٩٩١)، ودوره في فيلم "الإرهابي"(١٩٩٣)، ودوره في فيلم "ميت فل" (١٩٩٦).
ويظل المظهر الخارجي هو المدخل السري لكل شخصيات سعيد طرابيك، وينطبق الأمر أيضا على دور شعلان في فيلم "الإرهابي"، فطريقة السير البطيئة نوعا ما إضافة إلى نبرة الصوت الجافة للغاية تكشف الكثير مما لا تسمح به مساحة الدور، ويمكن قياس كل الشخصيات التي قدمها طرابيك من هذا المنطلق لنجد أننا أمام فنان يفهم ويعي الشخصية التي يقدمها قبل أن يظهرها للجمهور.
وفي شخصية الصاوي في فيلم "المولد"، يتحرك سعيد طرابيك مرة أخرى بحرية شديدة داخل الشخصية ليستغل كل كادر ظهر به ليظهر لنا مقدار الشر التي تخفيه تلك الشخصية، تحت مظاهر الطاعة التي يقدمها لرئيسها.
يمتاز أداء سعيد طرابيك بالقدرة على خلق الكوميديا وتصديرها للمتلقي في أبسط المواقف والجمل الحوارية، إضافة إلى قدرته على الدخول في الشخصية التي يؤديها مهما كان حجمها ومساحة عرضها على الشاشة.
وإذا كانت السينما قد ضاقت بموهبة بحجم سعيد طرابيك فالمسرح كان فضاء رحبا استغله طرابيك كل الاستغلال ليقدم لنا لمحة جديدة من موهبته وتحديدا القدرة على خلق الكوميدية، وظهرت تلك القدرة جليا في مسرحية "قاعدين ليه" التي قدمها مع سعيد صالح أيضا في منتصف الألفينات على مسرح السلام، والتي لم تذاع إلى الآن.