الارشيف / ثقافة و فن

المرآة

عندما تختلف نظرتنا إلى ذاتنا...ونرى في أنفسنا ما لا يستطيع الناس رؤيته... عندما نشعر بتلك القوة الجبارة الكامنة في داخلنا..تدفعنا...تساندنا..تذلل لنا الصعاب...تأخذنا إلى مواقع كنا نخشى الوصول اليها...لنجد أنفسنا في مكانٍ كنا قد تخيلناه في الماضي ... وجعلناه سراً في داخلنا.. أمام المرآة....

مرآة (١)

 

 

يا لهذه الحياة وما تخفيه من أسرار.. فكم من أناس خُدعنا بمظهرهم الأنيق ..وملبسهم الثمين.. وكلامهم الرقيق والعذب .. ليكشف لنا القدر قساوة قلوبهم... ووضاعة أفكارهم.. وكم من ـناس ظنوا بتكبرهم وتعجرفهم ..أنهم بماوصلوا إليه من مناصب وشهادات.. قد بلغوا ذروة المجد..وزاحموا نجوم السماء...وهم بالحقيقة يحملون صفات تجعلهم ينحدرون إلى أدنى مراتب الإنسانية .. ولكن ..وفي هذا الزمن الهائج...انقلبت الموازين..وتغيرت معايير المجتمع..فغدوا ذوو شأن ومكانة..يتحكمون بأخلاق المجتمع وبعاداته..يسّوقون لوسائلهم الملتوية..و أساليبهم الرخيصة...لتصبح شرعةً ومنهاجاً..

ولكنهم و مهما تجمّلوا..ومهما علوا...لا يستطيعون نكران أصلهم ...وإخفاء قبحهم..ولا يتجرأون على مواجهة حقيقتهم ..والوقف أمام ...المرآة....

مرآة (٢)

 

 

نستقبل هذه الدنيا بتفاؤل كبير ..وحماس شديد.. مندفعين...متحمسين ...حاملين آمالاً وأحلاماً كبيرة..نستسهل الصعاب ..ونذلل العواقب..ولا نعير أهمية للتعب أو السنين.. ولكن قساوة الزمن تُجهز على طموحنا..وتطفىء نور أحلامنا الوردية ..وتخفف من اندفاعنا ..لنتعلم معنى الحلم والصبر...شيئاً فشيئاً نجد أنفسنا تغيرنا..وتغيرت أحلامنا...وتحول حماسنا إلى تروّي وحكمة.. فنحن بالطبع لم نعد مثل سابق عهدنا ولن نستطيع إعادة تلك الشعلة النابضة بالتفاؤل والحياة.. وفي مرحلة ما من النضوج الفكري ..نحزن على فراق تلك الأحلام المتكسرة..التي داعبت عقولنا لسنين طويلة..ونتحسر على اللحظات السعيدة التي قضيناها ونحن نخطط لهذه الأحلام.. فنحن وإن بدونا بخير في ظاهرنا..إلا إن في عقل وقلب كل واحد فينا دمعة حزن.. و ألم انكسار ..لا تظهر لأحد..حتى وإن وقفنا أمام ....المرآة....

مرآة (٣)

 

 #ميس_بازرباشي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا