الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

"ورا مصنع الكراسي" إفيه سنيمائي مصري في قلب ميونخ الألمانية

فرانك ريبيري لاعب كرة قدم فرنسي، يملك ٣٢ عامًا، ونحو ٤٥ مليون دولار، قال عنه زين الدين زيدان إنه "جوهرة الكرة الفرنسية"، يلعب مع النادي الألماني "بايرن ميونيخ"، وشارك هذا المليونير الثلاثيني مؤخرًا في فيديو دعائي للنادي مع زملائه من الفريق. الفيديو يحمل سؤال "أين تجدوا منافسي البايرن؟" كعنوان، ويجيب فيه أعضاء الفريق وبكلمات عربية "ورا مصنع الكراسي".

شاهد- ربما علينا أن نذكركم بين الحين و الآخر.. أين تجدوا منافسي البايرن؟


الفيديو يخاطب المشجعين العرب –المصريين تحديدًا- للنادي الألماني العريق بـ"إفيه" خرج من فيلم مصري عُرض في صيف ٢٠١٠، بطولة أحمد مكي، وإخراج أحمد الجندي ومن سيناريو وحوار شريف نجيب. بعد عام من عرض الفيلم في السينمات عُرض أكثر بالفضائيات وانتشر إفيه "ورا مصنع الكراسي" بالثقافة الشعبية بوتيرة أسرع من انتشار قوات الجيش بميدان التحرير، وعُرفت منطقة مصنع الكراسي بإمبابة –جنوب القاهرة- كمنطقة مشبوهة بالنسبة لمن لم يختبرها، في مايو ٢٠١٣ تخطت شهرة "ورا مصنع الكراسي" الحدود، حيث عرف بها كل من قرأ تعليقًا كتبه أحد مشجعي النادي الأهلي المصري على صفحة بايرن ميونيخ بموقع فيس بوك، جاء في ترجمته الحرفية للعربية، حيث كتبه المعلق بالإنجليزية للنادي الألماني، أن "الأهلي هياخدكم ورا مصنع الكراسي" ليحصد تعليقه أكثر من ٤ آلاف لايك في ساعتين ويدفع القائم على الصفحة لسؤاله عن معنى هذا التعبير الذي يبدو أنه أعجبه وأعجب القائمين على النادي حد صناعة فيديو دعائي قائم على هذا الإفيه وحده.


يقول السيناريست شريف نجيب صاحب سيناريو وحوار الفيلم، الأب الروحي لإفيه "ورا مصنع الكراسي" إنه في عام ١٩٩٧، وأثناء العام الأول له بكلية الهندسة اعتاد زيارة إمبابة للدراسة مع صديق له يسكن في المنطقة "ورا مصنع الكراسي" وانتهت دراسته بالكلية واتجه للكتابة السينمائية حتى عام ٢٠٠٩ أثناء كتابة "لا تراجع ولا استسلام" نوّر اسم المنطقة في عقله وكُتبت بالفيلم، ليحقق انتشاره بين أوساط المراهقين والشباب وصناع "الكوميكس" الفيسبوكيين.


التريند الذي صنعه "مصنع الكراسي" دفع كاتبًا يجيد نسج الحكايات لصناعة حدوتة ادّعى حقيقتها التاريخية حول مصنع الكراسي، ببهارات من العصر الناصري والاشتراكية الغابرة، وتحولات الزمن وخصخصة الألفية الجديدة وخلو المنطقة من أثر الحياة ما يجعلها مكانًا مناسبًا لأفعال يجرمها القانون، ما تأكدت بنفسي من مغالطته للحقيقة بالعام الماضي حين كُلفت بتغطية لليلة يحييها المنشد المصري ياسين التهامي، بإمبابة تحديدًا في المنطقة "ورا مصنع الكراسي" ساحة كبيرة نُصب بها شادر يجمع محبي ومريدي الشيخ، بدءًا من صالة التحرير بالموقع الذي كُنت أعمل به وحتى وصولي لمنطقة مصنع الكراسي مع الزميل المصوّر كانت فرصة رائعة لمحبي إطلاق الإفيهات حول مصنع الكراسي، الزملاء بالموقع، سائق التاكسي، سائقي الميكروباص بموقف إمبابة من وسط البلد، وحتى ركاب الميكروباص. الجميع يضحك فور سماع "مصنع الكراسي" حتى وصلنا للمنطقة التي كُنا نعتقد أنها منطقة نائية ميتة في قلب أكثر الأحياء القاهرية ازدحامًا، حتى وجدناها منطقة حية مأهولة بما يمكن اعتبارهم طبقة وسطى، وتهدمت كل الأساطير حول المنطقة المشبوهة التي يعتبرها غير العارفين "غرزة" كبرى تجتذب متعاطي الحشيش وضاربي المخدرات وأي اثنين لا يجدان مكانا لعلاقة حميمة.

بحسب نظرية "تأثير الفراشة" فإنه "لو رفرف جناح فراشة في الصين فإنه بعد أسبوعين قد تسبب عاصفة في نيويورك"، هناك ٣ أركان للمعادلة الفيزيائية التي لا مجال لشرحها هنا، فراشة في الصين+مدة زمنية= عاصفة نيويوركية، يمكنك تغيير بعض المعطيات وتطبيقها على هذه المعادلة. فراشة تحرّك جناحها في إمبابة عام ١٩٩٧، أو فراشة تكتب تعليقًا على فيس بوك في ٢٠١٣ أحدثت عاصفة على الشبكات الاجتماعية في نادٍ أوروبي صنع فيديو بعدد من المليونيرات الشباب الرياضيين سيأخذون منافسيهم "ورا مصنع الكراسي".

مصنع الكراسي تم هدمه تمهيدًا لتحويله مجمع سكني على نيل القاهرة وفي الجنوب منها.

عبد الله غنيم، هو صحفي ثقافة وديسك، وحاليًا مدير المحتوى بموقع "ماركتس فويس.كوم" (marketsvoice.com).

ملحوظة المحرر التدوينة بالأعلى من مساهمات زوار الموقع، ويسعدنا استقبال مشاركاتكم الفاعلة بأفكاركم وآرائكم عبر البريد الالكتروني الآتي: FilFanContributions@sarmady.net.

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى