بكل تأكيد كان ذلك واضحا منذ اللحظات الأولى أنه الجزء الثاني لـMan Of Steel، وبناء عليه "باتمان" مجرد ضيف شرف على أحداث الفيلم، مهما طالت مدة وجوده فالبطل الرئيسي وصاحب مجرى خط سير الأحداث هو هنري كافيل أو "سوبرمان"، هو البطل الرئيسي للفيلم.
الفيلم يدور فيما بعد وصول "سوبرمان" إلى كوكب الأرض والدمار الذي خلفته معركته مع الجنرال "زود" والعواقب لنتيجة أفعاله وقتاله وتقبل كوكب الأرض له، "باتمان" مجرد ممثل مساعد في هذا الفيلم، المباراة بالكامل على ملعب "سوبرمان".
بكل وضوح صناع الفيلم وأبطاله وجهوا رسالة الفيلم للجماهير وليس للنقاد أو المشاهدين، بل حددوا فئة معينة، وذلك لأن قارئ القصص المصورة سيستوعب إلى حد كبير تلك الأحداث التي يراها وهو من سيحكم بدقة على الأحداث عكس المشاهد العادي الذي بمجرد أن يشاهد "باتمان"، يقارنه بـ ثلاثية كريستوفر نولان، وكذلك بـ كريستيان بيل، والنسختان مختلفتان تماما عما عرض في فيم Batman V Superman، فقارئ القصص المصورة يعرف أنه يوجد نسخ كثيرة من "باتمان" أحدها مصاص دماء وآخر هو "توماس واين" والده المقتول.
الفكرة تكمن في معرفة القارئ وتفهمه للصراع بين الثنائي وفكرة تطور الأحداث، قارئ القصص المصورة سيكون لديه خلفية قوية تجاه الأحداث، وبالتالي سيكون حكمه على الفيلم سيكون أفضل من حكم من لم يقرأ القصص المصورة وكذلك النقاد الذين لا يقرأون القصص المصورة. بكل تأكيد مقارنة عمل سنايدر مع نولان ظالمة للغاية نظرا لاختلاف كل شيء، الأول يتحدث حتى عن "سوبرمان" والآخر عن نسخة محددة ومعينة من "باتمان".
ما لا يفهمه البعض حول العوالم المترابطة للأفلام المقتبسة من القصص المصورة هو أن هناك ضربة بداية، فـ "دي سي كوميكس" اختارت فيلم Man Of Steel كضربة البداية الخاصة بالعوالم المترابطة وكمقدمة لما سيأتي بعده وصولا لرابطة العدالة، لم يتم ذكر ثلاثية نولان من قريب أو من بعيد، الفكرة الرئيسية تتمحور حول بداية طريق جديد في عالم الأفلام الخاص بـ "دي سي كوميكس"، وثلاثية نولان منفصلة كليا عن ذلك الخط الزمني، ولنا في أفلام X-men عبرة في نقطة الخط الزمني هناك ثلاثية تم تصويرها ثم وبالعودة إلى الماضي اختلف المستقبل بلعبة جميلة للغاية، من فيلم "سوبرمان" الأول ستخلق سلسلة أفلام، ونولان لا علاقة له بالأمر.
مشكلة الثنائي ديفيد جوير وزاك سنايدر تتركز حول عشقهما للقصص المصورة وهو ما دفعهما للاقتباس من القصص المصورة: The Dark Knight Returns و The Death of Superman، لم يضيفا أية لمسات تخص الواقع وفضلا استهداف فئة معينة فقط دون غيرها.
ثلاثية نولان كانت من أفضل أفلام الأبطال الخارقين على مر التاريخ، والتي تربعت على عرش أفضل أفلام شركة دي سي كوميكس، حب المشاهدين لنولان دفعهم لمقارنة أعماله مع الفيلم على الرغم من أن الطرح مختلف كليا.
"أخبرني إذا لم تكن تريدني أن أخرج تلك الأفلام"، هكذا تحدث سنايدر إلى نولان عن رأيه في إخراجه للفيلم.
وهذا كان رد نولان حسب تصريحات سنايدر لمجلة "إمباير":"حسنا، لا نملك تلك الشخصيات، إن لم تقم بعمل أفلام لـ"باتمان" شخص غيرك سيقوم بذلك".
المخرج في عام 2014 فضل أن يثير فضول الجميع بمعلومة خاطئة حول الفيلم وربطه بثلاثية نولان، لكنه صحح الأوضاع مطلع العام الحالي بتصريحاته لـ"جيمز رادار"، وفيها أكد أنه لا يوجد أي رابط بين فيلمه وثلاثية نولان، وأوضح أنه يرغب في أن يعرف المشاهدون هذا الأمر.
"هذا واقع مناقض ومختلف كليا عن ذلك الواقع الذي خلقته أفلام كريستوفر نولان"، حسب تصريحات سنايدر.
وأضاف "إنه عالم آخر، لذا لم نكن لنتمكن من ضم كريستيان بيل إلى طاقم العمل إن أردنا ذلك، لأنه ليس موجودا في عالمنا كـ "باتمان".
بكل وضوح سنايدر وضح الفكرة الرئيسية، ثلاثية نولان كانت في اتجاه ولها فكرتها وقدمت بأفضل طريقة تاريخية ممكنة، ولا يجوز أبدا مقارنتها بهذا الفيلم، ولهذا هو وجه فيلمه لقراء القصص المصورة وليس النقاد، والحل الوحيد كي تشاهد الفيلم أن تكون من محبي القصص المصورة.
Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by