ويحكي الفيلم عن مُدرّسة فلسطينية تضع مولودها الأول في سجن إسرائيلي، فتواجه أصعب التحدّيات من أجل حماية ابنها والحفاظ على بصيص من الأمل، ومع تصوير الفيلم في سجن حقيقي ومشاركة طاقم عمل يسوده النساء.
لكن هذه القصة الدرامية ليس الشيء الملفت الوحيد في الفيلم، لذلك يقدم لك "في الفن" 10 أشياء يجب أن تعرفها قبل أن تشاهد "3000 ليلة".
وُلَدَت فكرة "3000 ليلة" قبل عدة سنوات عندما كانت المخرجة مي مصري تقوم بتصوير فيلم في بلدتها نابلس خلال الانتفاضة الأولى، حيث قابلت امرأة فلسطينية أنجبت طفلها في أحد السجون الإسرائيلية، بعد ذلك، أمضت مي أشهر عديدة تُجري خلالها المقابلة تلو الأخرى مع الأسيرات الفلسطينيات، خاصة الأمهات الشابات اللواتي أنجبن أطفالهن في السجون الإسرائيلية حتى تتمكن من خلق الشخصية الرئيسية للفيلم والأحداث التي تمر بها.
مي مصري مخرجة شهيرة بصناعة الأفلام الوثائقية الناجحة الحاصلة على عدد كبير من الجوائز والتكريمات في مهرجانات السينما الدولية، فبعد أن عُرضت أفلامها عالمياَ، حصلت على أكثر من 60 جائزة دولية منها جائزة لوتشينو فيسكونتي في إيطاليا 2003، جائزة الشاشة في آسيا والمحيط الهادئ في أستراليا 2007 وجائزة Mipdoc Trailblazer في مهرجان كان السينمائي 2011.
الفيلم الذي يحكي قصة أسيرة فلسطينية تنجب ابنها داخل السجن يعتبر فيلم نسائي، ومن أجل هذه الروح، مع طبيعة وجود النساء في سجن السيدات، فقد كان حوالي أكثر من 90% من أبطال الفيلم من النساء، فيما يتعلق بالممثلين أمام الكاميرا، وهو ما يتضح للجميع، ولكن ما قد لا يعلمه الكثيرون هو أن معظم فريق العمل خلف الكاميرا كنَّ سيدات أيضاً: المخرجة مي مصري، المنتجة سابين صيداوي (شركة أرجوان للإنتاج السينمائي)، المنتجة المشاركة شارلوت آوزو (Les Films d’Ici)، مونتاج ميشال تيان، مصممة الصوت رانا عيد وأخريات.
تم تصوير "3000 ليلة " في سجن عسكري مهجور يقع بمدينة الزرقاء شمال العاصمة الأردنية عمان، حيث قام مصمم الديكور حسين بيضون وفريقه بإعادة إحياء الأجواء التي كانت سائدة في سجن إسرائيلي في الثمانينيات، وبعد الحصول على موافقة السلطات الأردنية، أعيد طلاء جدران السجن وأضيفت له أقسام أخرى كما تم تصميم قضبان صدئة وجدران غليظة ومهترئة أعادت إلى ذلك السجن المهجور الأجواء الواقعية التي كانت تسوده، مما جعل موقع التصوير أقرب إلى الحقيقة، ليصبح فريق التمثيل أكثر تفاعلاً، مما أضاف إلى المضمون النفسي لشخصيات الفيلم.
تم تصوير 3000 ليلة في 34 يوماً، أبدى خلالها طاقم العمل التزاماً كاملاً، فمع صعوبة وقسوة القصة التي يحملها الفيلم، كان لابد لأبطال العمل أن يتوحدوا مع الشخصيات التي يؤدونها في هذه الفترة القصيرة المكثفة، وكأنهن سجينات وسجانات في الحقيقة.
التحدي الأكبر بالنسبة للمخرجة كان العمل مع الطفل زيد قدع الذي لا يتجاوز عمره السنتين، حيث احتاج الطفل إلى وقت طويل حتى يعتاد على أجواء السجن وعلى ميساء عبد الهادي (التي تؤدي دور ليال والدته في الفيلم)، وعلى الرغم من إن معظم المخرجين يحاولون تجنب التعامل مع الأطفال، إلّا أن مي أصرت على وجوده، لأن خبرتها في العمل مع الأطفال في أفلام سابقة كانت عاملاً مساعداً، حيث تعلمّت أنّ العمل مع الأطفال يرتكز على تأسيس علاقة ثقة معهم، ومعرفة التقاط تعابيرهم تلقائياً وفي اللحظة المواتية.
شاركت ابنتا مي مصري في التمثيل بالفيلم، فلعبت هانا دور الأسيرة الفلسطينية المراهقة فداء، ونور دور حارسة إسرائيلية قاسية.
المثال الأبرز على ذلك كان ختام إدلبي التي تؤدي دور زئيفا؛ السجينة الإسرائيلية وتاجرة المخدرات المحنكة والمعادية الشرسة للعرب. لكن ختام لم تتردد في الموافقة على الدور بعد قراءة النص وتخيل تلك الشخصية العنيفة التي تثير الاشمئزاز، معتبرة أنه إذا كره المشاهد شخصيتها فذلك دليل على نجاحها في تقمص الشخصية. وقد أكسب دور زئيفا خبرات جديدة قامت بها ختام للمرة الأولى وفي يوم واحد كما في مشهد تحضيرها لحقنة المخدرات التي تتطلب معرفة في كيفية تحضيرها. شعرت بعلاقة وثيقة مع فيلم "3000 ليلة " لأن أخاها يوسف قضى 15 عاماً في السجون الإسرائيلية وتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت عام 1985، وبموجبها تم الإفراج عن أخيها ضمن 1100 سجيناً أمنياً.
عُرض فيلم "3000 ليلة" لأول مرة عالمياً في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي (كندا)، وكان العرض الأول في العالم العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال مسابقة المُهر الطويل في ديسمبر – كانون الأول 2015، بالإضافة إلى أكثر من 10 مهرجانات أخرى حول العالم.
في جولة المهرجانات حصل الفيلم على 3 جوائز تمثلت في جائزة لجنة التحكيم في العروض الدولية لأفلام وتلفزيون المرأة بالولايات المتحدة الأمريكية، جائزة الجمهور في مهرجان بلدوليد السينمائي بأسبانيا وجائزة الجمهور في مهرجان الفيلم الأول الدولي 2016 في أنوناي بفرنسا.
Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by