عندما كانت تُنتج مسلسلات حلقات المنفصلة كانت تحقق نجاح ملحوظا، فالحلقة الواحدة تتضمن قصة وأحيانا كثيرة يتغير الأبطال، وحتى وإن كانوا ثابتين فتنوع القصص كان يحمس الناس لمشاهدتها، نذكر مسلسل "اللقاء الثاني" للنجم محمود ياسين والنجمة بوسي، أو مسلسل "حكايات زوج معاصر" لأشرف عبد الباقي، حتى أن القنوات كانت تحفضل هذه المسلسلات وكثيرا ما تكرر عرضها بين كل فترة.
مؤخرا بدأت تجربة جديدة في المسلسلات، فليست حلقات منفصلة بل "ثلاثيات"، القصة تأخذ ثلاثة أيام فيها تبدأ وتنتهي، حلقة أولى تعريفية وحلقة ثانية بداية للأحداث وحلقة ثالثة نهايتها، وبالفعل تم إنتاج أكثر من مسلسل بهذه الطريقة، منها مسلسل "نصيبي وقسمتك" للفنان هاني سلامة وهي التجربة التي حققت نجاحا وسنستعرض بعض الأسباب التي ساهمت في نجاحها.
بداية كان لاسم هاني سلامة عامل كبير لجذب الجمهور للعمل، فهو النجم الوسيم الذي يحتفظ بمكانته في قلوب الفتيات، وهو الممثل الموهوب أيضا، كما أن مسلسله في رمضان 2013 حقق نجاحا كبيرا، فكان الجميع يريد أن يرى جديد هاني هذا العام.
وخلال المسلسل استطاع هاني تقديم أكثر من شخصية، وهو مجهود كبير أن يتقمص الفنان شخصية ويدخل في المود الخاص بها ويعود ويخرج منها ويدخل في أخرى، ولكن هاني استطاع النجاح في هذا الأمر.
هاني سلامة هو العامل المشترك في جميع الحلقات، أما البطلة أمامة فهي متغيرة، يمكن أن نجدها بطلة لحكاية أو اثنين، وهو يساعد البعض في الشعور بالتجديد وتنوع البطلات اللاتي يفضلن رؤيتهم ورؤية أزيائهن وأشكالهن طوال الحلقات، ويجعل المشاهد لا يشعر بالملل بل وكانه يشاهد فيلم أو يتابع مسلسل جديد كل مرة.
تتميز كل قصة من "الثلاثيات" بأنها بسيطة وسلسلة لا تشعر فيها بالتعقيد، كما أنها متنوعية فلا تسير على منوال واحد، فأحيانا البطل الشاب الغني، وفي أحيان أخرى المكافح، تنتهى القصة مرة بنهاية سعيدة وأخرى حزينة، ومرة كأنه حلم، كما تناقش القصص بعض القضايا والمشاكل التي يعيشها المجتمع.
ميزة أن يكون المسلسل 3 حلقات، فهو ليس حلقة واحدة تشعر أن الأحداث تمر بسرعة، وليس مسلسل طويل تشعر بملل من مشاهدة، فالقصة تأخذ وقت جيد، وإذا لم تعجبك قصة ما فما عليك سوى أن تنتظر ليومين فقط وتبدأ في قصة جديدة، وكانك تشاهد مسلسل جديد كل 3 أيام.
يعمل على إخراج هذا المسلسل 3 مخرجين، وهو ما يعطي تنوع في تناول القصص وأداء الممثلين، فكل مخرج له رؤيته الخاصة التي يرى بها القصة وأداء الممثل وهو ما يعطي تنوع في القصص والأحداث.
بمجرد أن سمع الجميع اسم عمرو محمود ياسين كمؤلف وكان هناك حالة من الاستغراب، فمن المعروف عن عمرو أنه ممثل وشاهدناه من قبل في عدد من الأعمال، ولكن كمؤلف، وهو ما جعل البعض يريد أن يرى عمرو كمؤلف هل سينجح، خاصة وأن عمرو له تجربة أخرى وهامة وهي الجزء السادس من المسلسل الشهير "ليالي الحلمية"، فأي نجاح سيحققه مع مسلسل "نصيبي وقسمتك" سيكون نقطة في صالحة لكي يتحمس الجمهور لمتابعة الجزء السادس من المسلسل الجديد.
من العوامل الهامة التي ساعدت في نجاح المسلسل هو "المكياج"، فهاني سلامة يظهر في كل الحلقات وأحيانا كثيره تكون الشخصية لشاب مرتاح ماديا ووسيم، وهنا يأتي دور المكياج والاستايلست، ليظهر هاني بشكل مختلف في كل حلقة، فمرة هو شاب وسيمو بذقن وشوارب تميزة، ومرة أخرى حليق الذقن والشوارب، مرة بشعر طويل أخرى بشعر حليق، ومرة بجسم مترهل وكرش، وبهذا ظهر هاني بأشكال متنوعه.
من فترة وبدأت فكرة أن تكون هناك مسلسلات جديدة في موسم غير شهر رمضان المعظم، وهو أمر مفيد وحققت هذه المسلسلات نجاح، خاصة وأن في الفترة قبل الشهر الفضيل كان كل القنوات تتسابق في عرض مسلسلات رمضان الماضي، وبهذا ندخل رمضان ونحن متشبعين بنفس الأبطال الذين سنراهم مجددا.
ما كان يعيب هذه المسلسلات أنها كانت من نوعية المسلسلات ذات الحلقات الطويلة "60 حلقة" وكثيرا ما كان تتدور حول قصة حب واحدة، فكان المسلسل به الكثير من الممل ومط وتطويل للأحداث.
لكن الأمر مختلف مع مسلسل "نصيبي وقسمتك" فهي قصص مختلفة وكم الرومانسية بها طبيعي، فلم يحاولوا تقليد المسلسلات التركية أو إعطاء جرعة رومانسية للجمهور.