خزانة أمي... مغارتي السحرية.. وملاذي الآمن.. ألجأ إليها دائماً عندما كنت إلعب مع اخوتي لعبة الاستغماء... أجلس فيها لأوقات طويلة.. وأنا أعبث بمحتوياتها التي كانت تحيط بي من كل الاتجاهات.. أغوص في عالم آخر .. عالم مليء بالتفاصيل الدافئة... ففيها أشتم رائحة عطر أمي القوية العالقة على ملابسها... وأقلّب بين الصور القديمة أيام الأبيض والأسود.. أفتح صندوقها العجيب الذي كان بالنسبة لي كنزاً متجدداً.. ففيه قصاصات لأوراق أجهل محتواها.. زجاجة عطر قديمة.. بعض أدوات الزينة التي كانت أمي تحفظها.. بطاقات معايدة .. وتذكارات أنيقة.. مفاتيح كثيرة لأبواب مجهولة.. لطالما اعتقدت بوجود باب سري في مكان ما.. وأمي تخفي المفاتيح.. باب يقودنا إلى عالم شبيه بذاك العالم في قصة أليس في بلاد العجائب..
أجلس لوقت طويل في هذه الخزانة وأنا اتسلى ببعض قطع الحلوى التي عادة ما تجلبها أمي معها من زيارتها لصديقاتها.. وأنسى أنني ألعب .. ويجب علي الخروج .. فأصوات اخوتي بدأت تتعالى بالبحث عني.. آأخذ نفساً عميق ..و أخرج من هذا العالم الأخاذ.. كما تخرج أليس من بابها الصغير في بلاد العجائب...
#ميس_بازرباشي