قف بالشهباء و اخلع نعليك و اركع
و اخفض جناحك و أجلب قلبك و اخشع
يا درّة المدائن يا حمامة السلام يا أرض الغار
في مدحك ضاعت الحروف و تلعثم الكلام و العقل حار
كيف لا أبكيك حبيبتي و أنت عاصمة القدم
و أرض النّور
أيعقل على أرضك اقتربت السّاعة
و نفخ بالصّور
أأبكيك و هل البكاء ينفع
بلغت القلوب الحناجر فطبول الموت كل يوم تقرع
في كلّ ساعة في كلّ لحظة على ترابك زفّة :
أعراس شباب زوّجت من عين حور
و أطفال زفّتها الملائكة للجنة طيور
تناجي ربّ السّماء :
ربّاه بأيّ ذنب نتناثر أشلاء
ربّاه بأيّ ذنب نحرق و نروي التّراب دماء
ربّاه ما حلّ بنا و بأمّنا الشّهباء
أزلزال أم بركان أم طوفان أم إعصار ؟
لا هذا و لا ذاك إنّها الوغى كيوم تشخص فيه الأبصار
لا تبقي و لا تذر إنس و حيوان و حجر
شهباء بحقّ ربّ البشر
أناديك و العين تدمع
انفضي الغبار
وانهضي من الرّكام
فبإذن الّله الرّوح إليك سترجع سترجع سترجع
منار البيك
Manar Albaik