حفل الأحلام بالنسبة للفتيات ..وتنتظره الأمهات بفارغ الصبر..
حفل كان حتى زمن ليس ببعيد .. بسيط وعفوي.. تحكمه
الأعراف والتقاليد... زهوره موسمية.. ومأكولاته
محلية... ومعظم مدعويه من الأقارب من كبار السن .. إلا ما
رحم ربي من الأصغر سناً... حفل رمزي لا يختلف عن باقي
المناسبات إلا باللون الابيض الذي ترتديه العروس.. وهي غالباً
ما تكون محمّرة و خجولة.. بسبب خوفها من رهبة الحضور.. فالأنظار والتحديقات
والهمسات كلها تدور حولها.. تجلس بإستحياء شديد.. وتعلق نظرها بأمها والتي بدورها
تدلها على ما يجب فعله.. ولا يخلو الحفل من الكثير الكثير من المواقف والعثرات.. التي
غالباً ما تترك أثراً مضحكاً مع مرور الوقت..
وطبعاً لا بد أن نتكلم قليلاً عن العريس .. الذي يكون بدوره عفوياً ذو حركات آنية.. يخطأ
دوماً في إغلاق عقد العروس.. يقف منتصباً بجانب عروسه لالتقاط الصور... وقفة جدية
و عسكرية.. أما الآن... فهذه الحفلات أصبحت ذات تكاليف باهظة.. وتقاليد مستوردة
لا تمتُّ لمجتمعنا بصلة.. أغلب الحضور من الأصدقاء على حساب الأهل والأقرباء..
تتمختر فيه العروس دون استحياء.... ترقص وتضحك دون اكتراث لعرف أو إحترام
لمقام... تتبرج بكل الألوان.. ولا تترك تكلفة أو مادة إلا وتستعملها بحكم أنها عروس
ويجب أن تكون أميرة الأميرات.. على الرغم من كره العريس بشكل خاص والرجال بشكل
عام .. لكل هذه الأنواع من الزينة والتسريحات... لتصبح نسخة معدلة عن نفسها وشكلاً
أخراً لا يمت لها بصلة.. لا بالشكل ولا بالألوان... تُصرف المبالغ الخيالية على الزهور وعلى
تنسيق الألوان.. فلقد أصبح لكل مفردة من مستلزمات الحفل متعهد ومهندس.. مهندس
للصوت.. ومتعهد للصور الداخلية.. و آخر للتصوير الخارجي.. والكثير الكثير من التفاصيل
العديمة الأهمية..
يبدأ الحفل أو بالأحرى المسرحية.. فكل شيء مدروس ومكتوب.. لا مكان للخطأ أو
الارتجال.. فكل خطوة وكل لقطة وكل ضحكة مسجلة في مخطط الحفل.. حتى أنني
أحياناً أخشى إن افتعلت العروس أية حركة عفوية .. أن يقف مخرج الحفل ويقول لها
..أعيدي المشهد... فالذي فعلتيه غير مكتوب...
ولكن بالنهاية.. إن كان الحفل على الطريقة القديمة أو الحديثة.. فالعروسين بالنهاية ليس
لهم حق التدخل في عيش أكثر لحظات حياتهما أهمية ... بحرية وصدق..
#ميس_بازرباشي