لكن الأحذية تمثل علامة فارقة في تحديد هوية الشخصية الدرامية. من ينسى مثلاً حذاء تزلج كاسي كارلايل في فيلم The Ice Princess 2005، والذي اشترته لها مدربتها جديداً لامعاً، متصورة أنها هكذا ستكسب مسابقة التزلج على الجليد، فقط ليؤذي قدميها ويجعلها تتراجع في ترتيب المتسابقات، ومن ينسى أحذية كاري برادشو الكاتبة في Sex and the City "المانولو بولونيك" و"الكريستيان لوبوتين" والتي بسببها أفلست كاري ولم تعد قادرة حتى على دفع إيجار شقتها الفاخرة بضاحية مانهاتن.

لذلك يلقي "في الفن " الضوء على أشهر 12 حذاء في تاريخ السينما، إما أنهم كانوا أبطالاً منفردين بذواتهم، أو أنهم صنعوا لمرتديهم مجداً خاصاً في عالم الموضة والثقافة الشعبية.

1) حذاء ماري فيور الجوتشي – The Wedding Planner (2001)

هل يمكن أن تفقد امرأة حياتها من أجل حذائها الجديد؟ نعم، خاصة إذا كان ماركة "جوتشي"، هذا هو ما فعلته "ماري فيور" (جنيفر لوبيز) في فيلم The Wedding Planner، عندما لم تبال بأن تدهسها سيارة في مقابل إنقاذ حذائها "الجوتشي" الجديد، وربما كانت ضربة من القدر لينقذها الطبيب الوسيم والذي يقوم بدوره ماثيو ماككونوجي لتبدأ بينهما قصة حب هوليوودية تقليدية ساحرة.

2) حذاء مارتي ماكفلاي "النايكي" – Back to the Future II (1989)

على عكس توقعات فيلم "روبرت زيميكس"، في العام 2015 ، لا تمتلئ السماء بالسيارات الطائرة، ولم يخترع العلماء معطف يتغير طبقاً لحجم وهيئة من يرتديه، ولا حتى حذاء مارتي "النايكي" بالرباط الذي ينعقد من تلقاء نفسه أصبح موضة فعالّة، وإن كان معظم محبي الفيلم مازالوا يطمحون أن تصدر شركة "نايكي" حذاء مشابه.

الحذاء الأنيق، ما إن تضع قدمك فيه حتى ينضبط وينعقد الرباط من تلقاء نفسه. Nike-Power Laces مازالت على قائمة أكثر الأشياء التي تمنى محبو الفيلم أن تتحقق في 2015، ربما أكثر حتى من الـ Rehydrator الذي يصنع بيتزا حجم عائلي من ميني بيتزا في غضون ثواني.

3) بوت فيفيان وارد – Pretty Woman (1990)

كل شيء في هذا الفيلم أيقوني، من فستان جوليا روبرتس الأحمر إلى جوليا روبرتس نفسها كأيقونة نسائية للثقافة الشعبية، والحذاء الذي ترتديه "فيفيان" (جوليا روبرتس) في بداية تعرفها إلى المليونير الوحيد إدوارد (ريتشارد جير)، مع ع الباروكة الصفراء جعلا منها أسطورة نسائية، سندريلا وليست مجرد عاهرة فقيرة.

وجدير بالذكر أن الحذاء طويل العنق knee-high boots لم يكن موضة وقتها، وارتداء جوليا له جعل منه صيحة عالمية، خاصة وهي تملك الساقين الجميلتين الملائمتين له.

4) حذاء راعي البقر ويل ماني – Unforgiven (1992)

أداء كلينت إيستوود لدور راعي البقر يستدعى دوماً للذهن موسيقى العبقري إنيو موريكوني، وجو الغرب الأمريكي الموحش، الذي يتلاشى فيه الخط ما بين البطل والشرير hero-villain.

ستايل إيستوود شكل صورة ذهنية جوهرية لرعاة البقر في أفلام السباجيتي ويسترن، حتى أن الحياد عنها أصبح مستحيلاً، وقد ارتدى إيستوود عدداً لا يستهان به من الأحذية المميزة، لكن الحذاء الذي ارتداه في فيلم Unforgiven يعد أيقونياً كونه من مجموعة إيستوود الخاصة، وكون هوية مصممه مازالت مجهولة حتى الآن. الحذاء نفسه كان قد تم عرضه لفترة في معرض سيرجيو ليون بمتحف جين أوتري للتراث الغربي في لوس أنجليس.

5) حذاء دوروثي جايل السحري – The Wizard of Oz (1939)

هل يتخيل أحد حذاء دوروثي بلونه الأحمر الياقوتي المميز، وقد تم تنفيذه كما كتب في القصة الأصلية باللون الفضي الباهت؟ ربما لو حدث هذا لما خلد هذا الحذاء كأشهر مقتنيات الأفلام على مدار تاريخ السينما العالمية.

6) "نايكي" العداء فورست جامب – Forrest Gump (1994)

"اركض يا فورست، اركض".

هذه الصيحة الشهيرة لم تكن لتكتمل دون حذاء يتواءم ومرحلة من حياة "فورست جامب" جاب فيها أمريكا على قدميه -ركضاً.

لم يكن هناك أفضل من حذاء "نايكي" الرياضي "الإير كورتيز" ليكمل رسالة البطل قليل الذكاء، صاحب الحياة الأمريكية الحافلة بالصخب والأحداث.

نزل "نايكي إير كورتيز" الأسواق في السبعينيات وحقق مبيعات ضخمة، ازدادت في التسعينيات بعد أن ارتداه "جامب" (توم هانكس) في أكثر مشاهد الفيلم أيقونية، أهمها مشهد الدكة الخشبية في ميدان تشيباوا والتي يتحدث فيها عن الحياة الأشبه بعلبة شيكولاتة.

7) حذاء "البرايد" القتالي – Kill Bill Vol. 1 (2003)

تعد العروس The Bride واحدة من أكثر شخصيات كوينتن تارانتينو النسائية أيقونية. أسلوب ملابسها من بدلتها الرياضية القتالية، وحذائها الرياضي أصفر اللون ماركة Onitsuka (والآن هي ماركة أحذية رياضية عالمية تدعى Asics) والذي صمم خصيصاً لرياضة الـ tai chiالقتالية، توافق تماماً لأن ترتديه أوما ثورمان وهي تمارس مشاهد القتال العنيفة في تحفة تارانتينو الانتقامية Kill Bill. الحذاء أيضاً مستوحى من الـ Onitsuka Tiger Tai Chi الذي ارتداه بروس لي من قبل في فيلم Game of Death.

الطريف هو ما اكتشفه هواة تحليل التفاصيل الدقيقة التي يتركها المخرج للمشاهد الأكثر ذكاء وملاحظة، وهي Fuck U مطبوعة أسفل الحذاء الشهير، مما يعطي البرايد مسحة زائدة من ال badass attitude.

8) حذاء الديسكو تومي مانيرو – Saturday Night Fever (1977)

يكفي المشهد الافتتاحي للفيلم؛ جون ترافولتا وقد عنونّ السبعينيات بستايل الديسكو الصاخب، من بنطلون "تشارلستون" وقميص عريض الياقتين، وعلكة يمضغها باستهتار، وحذاء رقص عالي الكعب، يسير به وقد انطلقت من وراءه أغنية "البي جيز" الشهيرة Stayin’ Alive والتي تبدأ "يمكنك أن تعرفني من الطريقة التي أمشي بها."

كانت الأغنية والحذاء وترافولتا نفسه في دور توني مانيرو عنوان جيل بأكمله.

9) حذاء سندريلا الزجاجي – Cinderella (1950)

لا تخلو قائمة أحذية شهيرة من هذا الحذاء الأسطوري المصنوع من الزجاج. لولا هذا الحذاء الزجاجي الذي يفلت من قدم سندريلا بينما هي تركض هاربة من حفلة الرقص مع الأمير، لما أصبحت للقصة الخيالية تلك الأصالة والهالة الرومانسية في أذهان الفتيات حول العالم.

10) حذاء أبيض لرجل أسود – Do the Right Thing (1989)

المخرج البارع هو من يستطيع التحكم في أصغر تفصيلة بفيلمه في صالح السرد النهائي للعمل كله، وهذا هو ما فعله سبايك لي، الأمريكي المشاكس في فيلمه Do the Right Thing، فقد جعل حذاء "إير جوردان" الرياضي (من نايكي) بطل لمشهد تتصاعد فيه أحداث بشكل غير مسبوق.

مهد لي للتوتر العرقي بين البيض والسود في ضاحية بروكلين بإبراز التنافر ما بين "الإير جوردان" ناصع البياض والرجل الأبيض الذي داس عليه دون أن يقصد، ومرتديه Buggin’ Out الفتى الأسود المثير للشغب، والذي يجن جنونه كون حذاءه "الإير جوردان" –على حسب قول صديقه "تم إفسادهم يا صاح".

11) آني هال والأندروجيني – Annie Hall (1977)

إذا كانت النساء المثيرات شديدات الأنوثة قد شغلن المكانة الأبرز في قوائم الموضة العالمية، فإن هذه المرأة البعيدة كل البعد عن الجنسانية الشبقة، قد احتلت مركزاً هاماً في أذهان النساء بأسلوب ملابسها ثنائي الجنس Androgynous من كرافتة وحذاء رجالي ماركة أوكسفورد Oxford flats من الجلد الطبيعي، والصديري الأسود والقبعة.

أصبحت ديان كيتون أيقونة للموضة الجريئة والمتمردة على مر العصور، إضافة إلى ملامحها المميزة ودورها كأحد أفيونات المخرج الأمريكي وودي آلان اللاتي لا يبرحن الذهن بسهولة.

12) حذاء أندي دوفرين –The Shawshank Redemption (1994)

قصة هروب أندي دوفرين من سجن "شاوشنك" الحصين، سجلت فيلماً هوليوودياً مصنوع بإحكام وبحرفية تجارية عالية، تجعله يخطف القلوب ويشد الأعصاب بنفس القدرة التي يستطيع فيها جذب المشاهدين للتورط عاطفياً مع أبطاله.

حذاء أندي، هو أحد الأشياء التي يستخدمها المخرج للدلالة الرمزية على العوامل المساعدة لهروب أندي، وشهرته لا تقل عن شهرة ملصق راكيل ولش الذي يختفي وراءه النفق، فالحذاء شديد اللمعان ساعد أندي على التمويه للهرب دون أن يلاحظه أحد فكما يقول رفيقه في السجن، ريدنجتون: "أعني، بجد، كما مرة تنظر إلى حذاء الرجل".