الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

ما بين قلة الإبداع وتيمة الماضي.. إعلانات رمضان فاقدة للفكرة

يمكنك أن ترى جميع ما تشاهده حاليا في إعلانات رمضان 2016 على الشاشة الصغيرة وفي الطرقات كما لو كانت رؤية من الماضي، لكن لا تقلق ليس ذلك من تأثير الصيام بل لأنها أفكار مكررة بنسبة كبيرة وتعاني من حالة كبيرة من نقص شهية الإبداع.

في عام 2013 ظهر فؤاد المهندس الممثل الذي رحل في 2006 عن عالمنا في إعلان شركة "بيبسي" ولاقى الإعلان قبولا كان السمة السائدة لشهر رمضان في ذلك العام، لدرجة أن السؤال الدائم وقتها كان: "هل شاهدت فؤاد المهندس؟ إنه إعلان ممتاز".

لكن فيما بعد افتقرت الإعلانات للإبداع وأصبحت الحملات متكررة وهي ذاتها كم كان لدينا ماض جميل؟ لماذا لا تجتمع العائلة مثلما كانت تفعل في الماضي؟ هذا الإعلان هو السمة السائدة لدى شركات الهواتف المحمولة عدا شركة واحدة وشركات المشروبات الغازية عدا شركة واحدة.

شركة موبينيل "أورانج حاليا" اكتفت بإصدار أغنية في كل عام وكم كانت كلماتها رائعة ولا بأس بها، شركة أخرى للمشروبات اتخذت من العدائية سمة سيئة للغاية للدعاية لمنتجها كما لو كان شرط الرجولة هو أن تشرب مشروبهم فقط وبالتالي واجهت ردود فعل سلبية.

" frameborder="0">

تلك هي السمة السائدة، هل نذكر إعلان "كوكاكولا" في عام 2013 "نرجع تاني واحد ليه لأ"؟ وأيضا كان شعار "موبينيل" كان اسمها دايما مع بعض في ذلك العام لكنها كانت رائعة لا بأس في ذلك (كانت ملهمة للبعض ولا شك في ذلك) لكن استمرت تلك التيمة معنا، الشركات لم تكررها لكن شركات أخرى منافسة التقطت طرف الخيط وسارت على نفس النهج مفتقرة للإبداع.

شركة "بيبسي" كان إعلانها في عام 2014 يسمى "يلا نكمل لمتنا" واهتم بجمع شتات العائلات، وإعلان "بنك مصر" الشهير الذي رقص فيه الجميع، وإعلان اتصالات "اللي مبيجددش بيختفي" وإعلان "ماونتن فيو"، ثم موبينيل "عشان مبنجمعش في رمضان"، وإعلان هاني رمزي لـ "قطونيل".

في عام 2015 التقطت شركة فودافون طرف الخيط وكان عنوان الحملة "قوتك في عيلتك"، وتبعتها "بيبسي" و"شيبسي" بنفس الطريقة "هنكمل لمتنا"، الفكرة كانت رائعة في البداية لكنها مع التكرار من قبل أكثر من شركة أصبحت مبتذلة.

ظهرت موجة أخرى تعتمد على الألفاظ والإيحاءات الجنسية وكأنها طريقة أقرب للوصول للمستهلك على الرغم من أنه إعلان موجه لمجتمع بالكامل لأنه منتج عام لكن تم تقديمه بطريقة سيئة للغاية، وإعلانات أخرى لشركات الملابس الداخلية وبكل تأكيد عبرت عنها بأسوأ طريقة ممكنة.

دائما نرى نفس الطريقة والتيمة "الماضي الجميل" و"لمة العائلة" والأغاني القديمة حتى وإن قررت شركة ما أن تستخدم لاعبي كرة القدم للدعاية فلم تقدم الإعلان بطريقة أفضل على العكس سار بطريقة سيئة للغاية.

هيا بنا نتعلم الدرس ونعترف.

" frameborder="0">

بطريقة أو بأخرى لا يوجد ضرر من الاعتذار للمستهلك عما تم تكراره وتقديمه بشكل متكرر هناك شركات معينة تنتظر بشدة إعلاناتها مثل شركة "نايكي" لإنتاج الملابس الرياضية تلك الشركة قدمت إعلانا ملهما للكثيرين من دون أن تعتمد على العائلة أو الحنين إلى الماضي على العكس بل اتجهت لتجعل الشباب ينظر للمستقبل بطريقة أفضل.

طرحت الشركة إعلانا جديدا اليوم وتخطى المليون مشاهدة عبر القناة الرسمية لهم على موقع يوتيوب، الإعلان يتضمن كريستيانو رونالدو وشاب صغير كلاهما اصطدم رأسه بالآخر وتبدلت حياتهما، مفاده أن تحلم لا يهم أين أنت من أنت المهم ما ستقدمه وما ستثبت نفسك فيه أنت من يرسم المستقبل كل ذلك كان في 5:57 دقيقة ولن تمل من مشاهدة الإعلان أكثر من مرة وذلك هو الفارق الكبير بين استهلاك الأفكار واستثمارها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى