ولكن بالرغم من ذلك هناك 4 علامات استفهام مرت ضمن أحداث المسلسل غير مقنعة.
"الكام فرد خرطوش اللي بيجيبولي 30 ولا 40 ألف جنية في الشهر.. ما هو أنا لو عايش لوحدي هعيش بيهم ملك.. كان زماني راكب أحسن عربية إنما أنا شايل حمل عيلة"، هكذا رد "رفاعي" على شقيقه "ناصر" عندما طالبه بترك تجارة السلاح في أولى حلقات المسلسل.
تخيل أن 40 ألف جنية غير كافية لرفاعي وعائلته ليعيشوا حياة مرفهة، حتى أنه لا يعيش في منزل فاحش ولا يصرف على ملابسه أو سيارته وغيرها من الأشياء الأساسية، كما أنه يمارس تلك المهنة منذ أعوام كثيرة، فلك أن تتخيل أن "رفاعي" يحقق ما يقرب من نصف مليون جنية كل عام وهم يعيشون في حارة، لنكتشف بعد قتله أنه لم يترك لعائلته مبلغ كبير لتعيش منه، أمر غير منطقي بالطبع.
تاجر سلاح كبير مثل "رفاعي" من الطبيعي أن يكون مسيطراً على منطقته، له في كل منزل تابع، وخيره على الجميع ويتمتع بحب الناس مثلما أظهر المسلسل، حتى عندما تشابك مع "عصام النمر"، عدوه اللدود، قامت الدنيا وشاهدنا رجاله الذين لا عدد لهم وهم يسدون عين الشمس، هل يعقل أن يقتل هذا الشخص في وضح النهار أمام منزله ويهرب الجاني؟ بالطبع لا.
لو وقع أمر مماثل بالتأكيد أهل المنطقة سيتمكنون من إيقاف السيارة بأي طريقة، أضف إلى ذلك أن القاتل استقل سيارة "بيجو" كبيرة، وطبيعة المناطق الشعبية حارات ضيقة ومزدحمة، وليس من السهل القيادة فيها بسرعة حتى لو كانت الشوارع خالية، فما بالك بسيارة "بيجو" تجرى في حارات ضيقة في وضح النهار.
"مروة" التي تقوم بدورها الفنانة الشابة هاجر عفيفي لا تطيق عائلة والدها "مختار" الذي يقوم بدوره هادي الجيار، وبينها وبينهم ما صنع الحداد، ودائماً ما تطلب منه الابتعاد عنهم، هذا هو ما أظهره السيناريو خلال المشاهد التي ظهرت فيها "مروة" تتحدث مع والدها وتؤكد كرهها لهم بعدما قتلوا والدتها، وتأكد هذا الشعور بعدما ذهبت لمنزلهم وسبتهم بعد القبض على والدها، ولكن فجأة وبدون سابق إنذار تظهر معهم في خطوبة "ناصر" ومن ثم تظهر معهم في ليلة الفرح ولا توجد أي مشاكل بينها وبينهم، ثم بعد حبس والدها تذهب لتعيش مع "الحاجة توحة" والدة "رفاعي" و"ناصر" في منزل العائلة التي تكرهها، وتؤكد لها الحاجة توحة في دقيقة أنها تحبها ولا توجد مشاكل بينهما وأنها وابنها رفاعي ليس لهما ذنب في قتل والدتها، فتقتنع "مروة" بكل سهولة.
من شاهد الحلقات الأولى من المسلسل سيتأكد أن نسرين أمين التي تقدم دور "سماح" تضع زوجها "أمين" الذي يقوم بدوره محمود حافظ كخاتم في إصبعها، ويعيش معها في منزل عائلتها "الدسوقي" بعدما ترك عائلته "النمر"، وهما عائلتين بينهما عداوة شديدة، ليترك عائلته ويقاطعهم بعدما قرر الزواج من سماح.
هذا كله حدث والأوضاع مستقرة، لك أن تتخيل أن "سماح" تحولت هي لخاتم في إصبع زوجها، وتركت عائلتها وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل عائلته بعدما عاد إليهم وتركها، ضع في حسبانك أن ذلك كله حدث بعدما قتلت عائلة زوجها شقيقها "رفاعي" وتسببت في حبس شقيقها "ناصر" وعمها "مختار"، تحول غير مبرر.
كل تلك المواقف حدثت دون أي مبرر درامي، لعلها تكون مجرد خدع في السيناريو سيتضح فيما بعد، فربما نكتشف أن "سماح" ذهبت لمنزل أهل زوجها لغرض ما، أو أن رفاعي ترك كنز لعائلته سيكتشفونه فيما بعد أو غيرها من الحلول، لكن لو كانت الأمور كما هي بدون خدع فإنها ثغرات غير مقبولة في السيناريو والإخراج.