الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

مسلسل "جراند أوتيل": نسخة مصرية مع إعادة خلق لكارثة إسبانية من بداية القرن العشرين

جذب مسلسل "جراند أوتيل" الأنظار إليه منذ الأيام الأولى لعرضه، طريقة خط سير الأحداث والخيط الزمني والغموض الذي يحيط الكثير من العلاقات والأحداث جعله يتربع على عرش قلب المشاهد.

ما يجعل الأحداث أفضل هو تحقيقات "خوليو" عفوا؟ ماذا؟ لا يوجد من يسمى "خوليو" في المسلسل؟ إنه "جران أوتيل" المسلسل الإسباني صحيح؟ حسنا تلك هي النسخة المصرية وبطلنا اسمه "علي" من هنا تبدأ الأحداث وتدور حوله.

في عام 1905، وصل الشاب الصغير "خوليو" إلى "جران أوتيل"، مكان بوسط الريف، هدفه هو التحقيق في اختفاء شقيقته، بعد فشله، يتجه للحصول على وظيفة نادل، ويتقرب من فتاة جميلة هي ابنة مالك الأوتيل.

يقع في الحب معها وتكون هي الوحيدة التي تساعده في اكتشاف الحقيقة حول اختفاء شقيقته واكتشاف الأسرار داخل "جران أوتيل".

تركزت أحداث المسلسل في حقبة بداية القرن الجديد، في تلك الفترة، كان لدى إسبانيا ما يسمى بجيل 1898، بعد كارثة الحرب الأمريكية الإسبانية، وكان ذلك الجيل مجموعة من المتحدثين اللبقين الذين يطالبون بالتغيرات اللبرالية من الحكومة الجديدة، ومع بداية القرن العشرين رأينا في إسبانيا تفشي فوضوية اليسار وفاشية اليمين.

تلك هي الحقبة التاريخية التي كانت تدور خلالها أحداث المسلسل الإسباني "جران أوتيل"، وتميز المسلسل بالحبكة الدرامية الممتازة والرومانسية المتقنة، إضافة إلى الشخصيات التي لها أكثر من بعد والعمق في الأحداث، إضافة للعلاقة بين "خوليو" و"أليسيا".
فيما يخص عائلة "أليسيا" هناك الكثير من الغموض، القتل، والرومانسية والجمال مع طابع الريف الإسباني كل ذلك أضاف للمسلسل الإسباني.

" frameborder="0">

الأحداث تدور في حقبة زمنية قديمة أيضا، ثورة يوليو أي في الخمسينيات، أي أيضا بعد كارثة وظهور جيل جديد، مصر لم تمتلك جيل 1898 مثل إسبانيا، لذا اختار صناع مسلسلنا حرب 1948 وكارثة تلك الحرب، والتي خلقت جيلا أيضا جديدا من الضباط الأحرار الذي قام بثورة 1952.

لذا الخلفية السياسية للأحداث توفرت بفعل تواجد عامل مساعد ليلقي بظلاله على شخصيات المسلسل، واللمحة التاريخية مثلما حدث في النسخة الإسبانية وتلك كانت نقطة جدية.

بطلنا عمرو يوسف لا يشبه خوليو في شيء، عمرو أقوى وأضخم بدنيا منه، إلا أن "خوليو" كان يقاتل في الشوارع ويجيد الملاكمة، لا نعرف بعد إن كان "علي" مثله أم لا، لكن أيضا كلاهما يتسم بالرومانسية والذكاء، اتخذا نفس الخطوات تقريبا.

لم تقدم أمينة خليل البعد الدرامي الذي قدمته أمايا "أليسيا"، ربما ترجع ذلك لمحاولة إضفاء اللمسة المصرية من الكتاب على شخصية "نازلي" وأضر ذلك بعض الشيء بحضورها، مقارنة بحضور "أليسيا" القوي، خصوصا على صعيد الدراما.

" frameborder="0">

لا شك بأن أنوشكا تألقت في دور "قسمت" في المقابل كان لدينا أدريانا أوزوريس التي قدمت دور "دونا تيريزا" مالكة الفندق، شخصية مساندة ممتازة يهيمن حضورها على الشاشة ويأسر المشاهد وتجعله يتسائل دوما عن اللحظة التالية.

شخصية "أندريس" في المسلسل الإسباني كانت متميزة للغاية، ورائعة، ويعرف بسر "أليسيا" و"خوليو" ومتميز للغاية كشخصية مساعدة، الحال ذاته لـ"أمين" مع تألق محمد ممدوح.

كلاهما كان مهووس بحبية "خوليو" أو "علي"، لكن بيدرو ألونسو تألق بشدة من أجل إغاظة المشاهد وجعله يقف في صف "خوليو" و"أليسيا" على طول الخط، الحال ذاته مع داوود و"مراد" مع بعض الفروق في الصراع الوشيك بينه وبين "علي".

الداهية ميجان مونتانير كانت قوية للغاية في المسلسل الإسباني، دورها كان متميزا للغاية، ودينا الشربيني لم تقدم أقل من ذلك بالعكس.
ملحوظة المسلسل المصري أعطى بعض القيمة لشخصيات كانت ثانوية وتظهر بشكل أقل في النسخة الإسبانية، مثل "آمال" و"سكينة" دراميا دورهم في النسخة المصرية أثقل بعض الشيء عن نظيرها الإسباني الذي فضل أن يخدم بهم الأحداث.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى