الأمر ليس تقليلاً من المسلسل ولا من صناعه، ولكنه توصيف لما حدث، فالأمر يتوقف على عوامل عديدة بدأت مع بداية تصوير المسلسل الذي لم ينال الكثير من "البروباجندا" التي نالها مسلسلات أخرى مع بدء تصويرها، ولكن بعد عرضها لم تحقق نص ما حققه "جراند أوتيل".
ففي البداية بدأ تصوير المسلسل فى هدوء تام فى أحد الفنادق الشهيرة بأسوان، وقضي فريق العمل فترة طويلة هناك، وكانت هناك بعض الأخبار التى تنشر عن تصوير المسلسل ولكن لم تنل الإهتمام الكافي، ولم يعرف أحد أن هذا المسلسل "فورمات" مكسيكى تم تقديم أكثر من 150 نسخة منه فى بلدان مختلفة حول العالم، وحقق نجاحاً كبيراً.
ومع إقتراب شهر رمضان وتعاقد قناة CBC على عرض المسلسل بشكل حصرى، لم يتم عمل الدعاية الكافية له، سواء فى الشارع أو على شاشة القناة أو فى الصحف والمجلات، ولكن المسلسل تفوق على هذه المعوقات، وأصبح أحد أهم المسلسلات فى رمضان، ونال نسبة مشاهدة كبيرة، هذا غير الإشادة بنجومه المختلفين بشكل فردي وجماعي.
بالصور- أسباب تجعل "جراند اوتيل" مختلفا
ياسمين صبري: ندمت لأنني فضلت "الأسطورة" عن "جراند أوتيل"
ولكن لماذا "جراند اوتيل" هو الحصان الأسود؟ .. لأنه جمع عناصر النجاح جميعاً ووصل لمرحلة متقدمة فى السباق، ربما لم يكن هو رقم 1 ولكنه على الأقل دخل المربع الذهبي، بلغة كرة القدم، فما هي عناصر النجاح التي جمعها؟.
1 - عمرو يوسف يعتبر هو النجم الأبرز فى المسلسل ولكنه سبب أخر من أسباب نجاحه، ليس لأنه رقم 1 فى المسلسل، ولكن لأنه لم يهتم كغيره من أبطال دراما رمضان فى الجلوس مع مؤلف العمل وتفصيل المسلسل على مقاسه بما يخدمه هو فى المقام الأول، ولكنه تعامل مع المسلسل على أنه بطولة جماعية.
مدحت العدل ووفاء عامر يشيدون بأداء عمرو يوسف في "جراند أوتيل"
2- لم يملك "جراند أوتيل" حجم الدعاية الكبيرة التى نالتها مسلسلات أخري، مثل "مأمون وشركاه"، "راس الغول"، "فوق مستوي الشبهات"، "الخانكة" وغيرهم، ولكنه تفوق عليهم جميعاً فى نسب المشاهدات لأنه كان أكثرهم تماسكاً من حيث السيناريو والإخراج والأداء الجماعي.
3- البطولة الجماعية التى تميز بها المسلسل أحد أبرز سمات نجاحه، فلم يكن هناك النجم الأوحد الذي يسعى المخرج لتلميعه وإظهاره فى شكل البطل الخارق، لذلك لم يقع محمد شاكر خضير فى هذا الفخ وتعامل على أن المسلسل هو البطل.
4- المهارات الفردية تصنع الفارق فى مباريات كرة القدم، وكذلك فى المسلسلات والأفلام، فالبداية كانت مع عمرو يوسف الذي كان له دور فى تسليط الضوء على المسلسل خاصة فى المشهد الذي علم فيه بوفاة شقيقته مما صنع الفارق للمسلسل، ثم جاء بعده محمد ممدوح بأدائه المختلف وتركه لبصمات كثيرة فى بعض المشاهد فى الحلقات الأخيرة، التى تداولها بعضاً من الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي، وظن البعض أن ممدوح حالة خاصة فى المسلسل، ليجدوا دينا الشربينى تضع بصماتها الخاصة ومعها أحمد داود، ومن ورائهم أنوشكا فى أفضل أدوارها، والمخضرمة سوسن بدر صاحبة اللمسات الخاصة، مما زاد من شعبية المسلسل وبالتالي زيادة متابعيه.
عمرو يوسف لـ محمد ممدوح: أنت تغرد منفردا
5- ليس من السهل أن تأتى بعمل أجنبى وتقوم بتمصيره بالشكل الذي يجعلك تراه وكأنه مصري خالص وغير مقتبس، تامر حبيب نجح فى هذا الأمر، والأهم هو أنه كما قلنا من قبل، لم يهتم بإبراز دور أحد فوق أحد، ولكنه اهتم بالقصة عامة، فالقصة هى البطل وجميع الممثلين يخدمون عليها، والخطوط الدرامية متناسقة ولا يوجد بها ثغرات لإنهاء المسلسل بالشكل الذي يوافق هوى صنّاعه.
6- إختيار مكان التصوير كان عامل من عوامل نجاح المسلسل، ومتابعو المسلسل أشادوا بالأماكن الرائعة التي ظهرت فى أسوان والتي لم يكونوا يعلمون بوجودها فى مصر، حيث استخدم المسلسل من جانب أخر للترويج للسياحة الداخلية.
اقرأ أيضا
بالصور- أبطال "جراند أوتيل" يحتفلون بنجاحه في بيروت