الارشيف / ثقافة و فن

معرِض الكتاب

يجتاح صدري، شعوراً بالخفقان والارتعاش، أكنت هكذا من قبل! أجزم بأنها كانت الأولى في حياتي، والتي تركت في ملامحي شعوراً بالشغف، بالفضول، بالاستماع إلى صوت خطواتهم المتجهة إلى الوجود الحقيقي الذي يمتزج ما بين الفكاهي والجدّي. في الصباح أو المساء لا يزال عُرساً في وسط الزحام، وفي ظلمات الفساد لا يزال النور قائمًا مستظل بأمل العِلم والإطِّلاع. حنينٌ ورائحة مختلفة لا توجد في العطور ولا في زهور العالم مهما اقتطفت منها لن تكفي ولن تجدي نفعاً، أجل ممتلئة بالأرواح تتخاطر فيما بينها، وتُحلِّق في أجواء غير متوقعة.

وكُلما اتخذتُ قراراً بأن أتشبث بيده، يناديني الآخر، وكذلك من هناك يصارع من أجلي، وهذا يتشاجر ليكون الأول بيدي، يبعثرون فكري وقلبي، لا أدري إن أمسكت بهذا فهل سيموت الآخر! أم أنه لديه فرصة أخرى ليحيا مع أجساد أخرى.

 


لا عَليَّ إلا أن ابتسم لوجود تلك الأرواح، فهي بالنسبة لي مرآةٍ لذاتي، ومعطفٍ لردائي، وسلاحاً لمعركتي، ومجدافاً لمركبتي، وشمساً لبصيرتي، فهل اعتنيتُ بها جيداً أو لسبباً من الأسباب جعلني أبدو بهذا الاهتمام، لا أدري ولكني سعيدة. فحينما رحلت رغم التعب الذي واجه ملامحي، بتُ في روحي أرفرف، وكأن يوم ولادتي. مع ذلك بدأت النهاية تشرف على أبواب المعِرض والمسؤولين أعلنوا الفرح في سماء الرياض، انتشرت في الصحف وشرعوا أقلامهم وكتبوا في المقالات، أحصوا عدد الزوار والقرّاء، وكان دعم الملك سلمان-حفظه الله- دعماً أشعرنا بالرونق والفخر، ولا يزال في أول الانطلاق وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي يطرق في مسامعنا وأحاديثنا، فغادروا دور النشر مع حبيباتهم الصغيرات، الكبيرات في العقول، وسجلوا أجمل عُمر في التاريخ.
وأصبح الموقع خالي لا يحشوه أي كائن إلا الذكرى تسامر الزمان، وتعبر لوحدها دون أن تنقطع، أو تختفي؛ لأنها صنعت بداخل القلوب مضخة التأثير.
ولأجل ذلك عادت الذكرى بصورة أخرى، تنتظر أحبابها بشوقٍ، ترسم عبر السماء الطموح العظيم، ولأن الانتظار يستحق العودة عادت، فزهر الربيع، وحلَّ علينا صيف الثقافة، ينهمر علينا بندى الحياة، ليحيا الموت ويميت الثُقل الذي قيّدنا. حالة إنسانية ظهرت على المعِرض القادم ،وقفة مع جنودنا البواسل، فهم السقيا على بذرة الوطن، والدافع على حمايتها، لتعيش على سجيتها بكل انسجام وراحة.

 


لاحَ المعرض والاستعدادات بدأت تبرز، متشوقة أكثر من الأم لابنها، ومن المطر لأرضها، ومن الزهرِ للقاحِها، ومن الصديق لصداقتهما.
فاح عطرها على أنفاسي، وزارتني في أحلامي، وشغلت بالي، إنها موقعي الحقيقي، فهل تلوموني على عشقها! ما أدراكم كم هيَ غذاءٌ لحياتي!
في شهر جمادى الثاني الذي يقابله بالميلادي شهر مارس، ستنبعث وتفتح شراعِها لتنطلق في سبيل نجاحاتها الكبرى، لتبصم على وجنات البشر : لا تتوقف في سبيل المعرفة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا