ترصد الرواية التحولات التي مر بها المجتمع المصري منذ نكسة يونيو 67 وحتى عام 2011، حيث تغير واقع الحياة في القرية، وتغير مجتمع المدينة أيضًا وملامح شوارع القاهرة في الستينيات واختلفت الشخصية المصرية مرورًا بفترة الثمانينات وما بعد الانفتاح الاقتصادي وما صاحبه من انقلاب في الذوق العام حتى في الموسيقى وأشكال الغناء وظهور الاستوديوهات الخاصة وشركات الإنتاج وذلك من خلال شخصية "ماهر" بطل الرواية والذي يجعلك تري من خلاله تعاريج الزمن وتحولات الحياة بالمجتمع المصري منذ فترة الستينيات وحتي ثورة يناير.
وأعرب الروائى حسين نوح عن بالغ سعادته بخروج روايته الجديدة والأولى للنور بعد ثلاث سنوات من الكتابة والبحث لتلخيص واقع معاناة الانسان المصرى لأكثر من 50 عامًا، حيث تنطلق أحداث الرواية من عام 67 وحتى مطلع عام 2011 فهي تقدم تشريحًا اجتماعيًا لمصر خلال أكثر من نصف قرن.
ويقول نوح: روايتي التي جاءت في مرحلة متأخرة من العمر لتحقق حلمًا قديمًا ظل ينقر في الذاكرة سنوات طويلة حاولت أن أرصد من خلالها فترة هامه من تاريخ مصر، ولكن بشكل درامى بسيط حول مجموعه من الأشخاص البسطاء بإحدى محافظات مصر، فهي رواية مصرية تبدأ من الريف من طين هذه الأرض بكل حكايات الريف الجميلة، وقد صارت بيوته الطينية عمارات شاهقة بعد أن اختفت ملامح القرية والريف الذي أعتدنا عليه وطغت على كل ذلك أثار التمدن والعمران الذي قضى على المساحات الخضراء.
وأضاف.. الهدف من هذه المناقشة هو الوصول إلى ما وراء الرواية من تفاصيل وغموض أتناول من خلالها بشكل غير مباشر ما حدث في هذه الفترة الزمنية التي شهدت أهم التحولات والتغيرات في تاريخ الانسان المصرى.
يذكر أن المؤلف حسين نوح وهو أحد أهم الفنانين التشكيليين فى مصر والمبدعين الذي عاش وتربى في حياة فنيه فهو شقيق الموسيقار الفنان الراحل محمد نوح، إلى جانب دخوله مجال الانتاج الدرامى من خلال مسلسل "بنت من شبرا"، و"ثمن الخوف" و"سوق الحلاوه" و"الحصيده " و"انت المطلوب" لعلي الحجار، و"سحلب "لحسين فهمي ،و"عقد الياسمين" لصلاح ذو الفقار ، وأقام العديد من المعارض خارج وداخل مصر ، اخرها معرض يحمل عنوان "هي"، الذي أقيم بمركز الهناجر بدار الاوبرا المصرية.