الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

١٠ أوجه شبه بين "ذئاب الجبل" و"الملك الأسد The Lion King"

  • 1/10
  • 2/10
  • 3/10
  • 4/10
  • 5/10
  • 6/10
  • 7/10
  • 8/10
  • 9/10
  • 10/10

أحياناً تكون التشابهات بين عمل فني وآخر قريبة لدرجة التطابق، وأحياناً تكون أجزاء دقيقة من الفسيفساء تحتاج عين حساسة للضوء ونهم للثقافة الشعبية والربط بين تيمة وأخرى.

قد لا يتخيل أحد وجود شبه بين "أرض العزة" من فيلم كارتون ديزني الشهير "الأسد الملك" و"هوارة" من المسلسل الأكثر شعبية في الوطن العربي، وبخاصة في صعيد مصر؛ "ذئاب الجبل".

قد يتساءل البعض عن أوجه الشبه بين "سكار" و"علوان"؟ وهل يمكن أن يكون "البدري بدار" هو "سيمبا"؟

تعرف على أوجه الشبه بين أشهر مسلسلات الوطن العربي وفيلم الرسوم المتحركة المستوحى من هاملت:

المكان هو واحد من أهم عناصر أي عمل إبداعي، وفي فيلم "الأسد الملك" أرض العزة هي الوحدة التي منها تنطلق رحلة البطل "سيمبا" على غرار كتاب جوزيف كامبل المحكم "البطل بألف وجه" والذي يفسر فيه كامبل رحلة البطل الأسطوري، ويحدد فيها خطوات هذه الرحلة منذ المراحل الأولى إلى الخلاص النهائي، وباستخدام نماذج التحليل النفسي يشبه رحلة البطل بما يمر به كل إنسان من اكتشاف الذات.

والرحلة التي تكون عند البطل من بلد لأخرى، تكون عند الانسان العادي مغامرة داخل مجاهل اللاوعي من الأنا العليا إلى الأنا الداخلية.

والنداء هنا أتى لـ "سيمبا" و"البدري بدار" سواء، ليتركا حياتهما العادية –لو أمكننا أن نصفها بهذا- ويرحلا إلى المجهول. ويعيشا حياة متواضعة متخفيين عن حقيقتهما؛ "سيمبا" الوريث الشرعي لعرش أرض العزة، و"البدري بدار" كبير هوارة الذي يترك بهتون الجبل وأرضه وأملاكه ووضعه الاجتماعي المرتفع. صحيح أنهما غادرا مرغمين، لكن من قال أن رحلة البطل يجب أن تكون اختيارية؟

البطل في العملين شاب، حتى لو كان أسد شاب، اضطر لترك حياته العادية بعد أن وقع حادث زلزل اتزانه.

هذا ضمن مرحلة "النداء للمغامرة" في المراحل السبعة عشر كما وصفها جوزيف كامبل، ومرحلة النداء هي الأولى. لكن "سيمبا" و"البدري بدار" يمران بالكثير من المراحل بتشابه كبير في الظروف. كلاهما يضطر للتخفي هرباً من جريمة لم يرتكبها، كلاهما يعيش على هامش المجتمع مع سناكيح –المعلم أبو دبيكي في حالة "البدري"، و"تيمون وبومبا" في حالة "سيمبا"- وكلاهما يمر بالرحلة وقد خرج منها إنسان آخر، أفضل مما كان، وأكثر نضجاً.

كلاهما أيضاً قابل عون خارجي مده بالحكمة، واجتازا العقبة الأولى (قطع الصحراء والهروب من الأخطار) بالقضاء على الصعاب (الضباع المتوحشة لـ "سيمبا"، والديابة والمطاريد لـ "بدري") وهكذا تمت ولادتهما من جديد.

المثير للدهشة وأيضاً للتأمل، هي أن البطل لا يكتشف نفسه بشكل كامل سوى من خلال نقيضه؛ وفي مسلسل "ذئاب الجبل"، نقيض البطل هو الضابط "عصام" والشرير هو "علوان"، بينما في الأسد الملك نقيض البطل هو نفسه الشرير "سكار"، وهنا يكمن الاختلاف نسبياً، ومع هذا يمكن بسهولة تجاهله في السياق العام للعملين شديدي التشابه مع اختلاف الثقافة وحتى الوسيط الفني.

يمثل كلاً من هذين الشريرين مثال الشرير الظريف خفيف الدم والذي يداري وراء خفة دمه ولامبالاته شراسة وطموحاً لا يقدرا بثمن. "علوان" آلة قتل متحركة، بينما "سكار" خرق القوانين الإنسانية بارتكابه للخطيئة الأولى؛ قتل أخيه. لا ندري أيهما أكثر شراً، لكن خفة ظلهما يمكن قياسها بالـ one-liners وفي هذا يتفوق "سكار".

ربما تعد هذه أكبر المحفزات لتجعل كلا البطلين يستمرا في طريق الرحلة/الهرب دون توقف. يستغل "سكار" حالة "سيمبا" النفسية المتردية بعد مقتل أبيه، ويخبره بأن عليه أن يهرب ولا يعود لأرض العزة مجدداً، كما يستغل "علوان" –عن طريق دبور مساعده الأكبر في إدارة شئون هوارة- ظروف الهرب والرعب التي يمر بها "البدري" ليوصل له رسالة عن طريق مساعده بأن يهرب ولا يعود لبهتون الجبل مرة أخرى.

لكل من "سيمبا" و"البدري" رفيق طريف مثير للاشمئزاز قليلاً لكن قلبه طيب إن لم يخلو من المكر الذي يتمتع به ابن السوق (أو الشارع). في "الأسد الملك"، لدى "سيمبا" رفيقه "بومبا" من الطفولة للرجولة، بينما "أبو دبيكي" هو رفيق وحدة "البدري"، والشاهد الأكبر على تحوله من رجل ذو حمية وعصبية إلى إنسان عركته الأيام والسنين وتركت علاماتها عليه رقة وتفهماً للضعف البشري.

عندما ظهرت ميرنا وليد على شاشة التليفزيون، أخذ الناس بجمالها ودلالها الطبيعي. يمكنها بسهولة أن تلعب دور أميرة من أميرات ديزني، و"نالا" حبيبة "سيمبا"، رغم أنها ليست أميرة بالمعنى الـ "بشري" إلا أنها شديدة الجمال والدلال، وهل ينسى أحد كيف أوقعت "سيمبا" في حبها، وأغنية Can you feel the Love tonight تدوي في الخلفية؟ حبيبة البطل (أو حبيب البطلة لو كانت الرحلة لامرأة) جزء هام من الرحلة، قد تكون فيها المعلم أو المعين الأسطوري أو الخلاص. في حالة "سيمبا"، "نالا" أحد المحفزات على استكمال الرحلة بينما "نورا" لحد كبير هي المخلص لعذابات البدري في رحلته.

على الرغم من اختلاف دوريهما في الحدوتة، فالأول "صلاح" لا علاقة مباشرة له بالبطل "البدري" في "ذئاب الجبل"، ولا يؤثر في رحلته، والثاني "تيمون" جزء أساسي من رفقة البطل في مشواره الملحمي في "الأسد الملك"، إلا أن كليهما يمثل عنصر كوميدي طريف في الرحلة الميلودرامية. "صلاح" و"تيمون" ثرثاران، شديدي الاعتداد بنفسيهما، وإن كانا طيبا القلب، كما أنهما مثال للصديق "المدهول" أحياناً، وإن كانت شخصية "تيمون" أكثر قيادية من "صلاح" الذي يقوده الجميع بداية من الريس "أبو دبيكي" إلى زوجته.

هذه هي الخطوة السابعة في رحلة البطل، وكل من "سيمبا" و"البدري" يقابل معلم شديد الخصوصية، وشديد الاختلاف عن العالم الذي ألفه. "الحاج حسين" مثل الرجل المستنير الذي يمثل الحماية والأمان والاستنارة لـ "البدري"، بينما كان المعلم "رافيكي" هو نقطة التحفيز التي احتاجها البطل لينطلق في رحلة العودة.

"زازو" طائر الكاتب/صقر الجديان الثرثار (تشريفات الملك) والذي يعمل كناقل الأخبار، ومنظم جداول الملك "موفاسا" في "الأسد الملك"، يماثله "ياسين" في "ذئاب الملك" والذي يعتبر عين "الشيخ بدار" كبير هوارة في بهتون الجبل، ومعاونه في جميع المقابلات والاجتماعات والمشكلات أيضاً.

الأب في العملين دوره شديد الأهمية، خاصة مع رمزية "موت الأب" فيهما كونها النداء الحتمي للرحلة.

فموت "الشيخ بدار" يمثل بداية طريق الاختبارات والعقبات التي على "البدري" اجتيازها للتأهب لرحلته وأهمها زوال قوته، وكذلك موت والد "سيمبا"، والذي يمثل النداء والبداية لسلسلة العقبات أيضاً التي يسمر بها حتى يصل للخلاص (أو الذروة) بالمواجهة مع نقيضه؛ عمه الشرير "سكار".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى