فعلى الرغم من أننا في الموسم الثاني قد تخطينا ما حدث في الموسم الأول من اختراق لأنظمة كمبيوتر حكومة الولايات المتحدة وحتى نهايته، والآن في العالم الواقعي بعد مرور أشهر، افتتاحية الحلقة الرابعة من الموسم الثاني أعادتنا قليلا للخلف.
في أول مشهد بالحلقة فلاش باك يعيدنا سريعا قبل أحداث الموسم الأول، "إيليوت" يحتفل مع "دارلين" بمشاهدة فيلم خيال علمي، لنرى بطل الفيلم يرتدي قناعا، اتخذته فيما بعد جماعة المخترقين كرمز لها، ثم يتبدل الحال فجأة لنرى أمامنا مستر "روبوت".
طريقة الأداء بين الثنائي رامي وسلاتر تجعل المشاهد يتساءل إذا ما كان صناع المسلسل قد خلطوا صوتي الاثنين ليخرج لنا صوت واحد مهيب، إضافة إلى موسيقي الفيلم الذي كانا "إيليوت" و"دارلين" يشاهدانه، كل ذلك أثر بقوة على المشهد.
الحلقة ركزت بقوة على "إيليوت" ليس جانبه الذي يظهر في كل حلقة وحالته النفسية، لكن رامي مالك في كل مرة يتألق في تقديم أنماط مختلفة من شخصيته.
"إيليوت" يحب تخيل النهايات السعيدة، عالم يكون محاطا فيه بدعم من أصدقائه وعائلته، الأحداث تسير وفقا لما يخطط له، والجميع بخير عدا "روميرو" بالطبع، لكن معركة "إيليوت" برزت من مخيلته إنه لا يرغب في تدمير النظام فقط، بل يريد عالما سعيدا للجميع ومستقبلا أسعد بعد السقوط سينهض من جديد هكذا يرى الأمر.
إن بقاء مستر "روبوت" الدائم في عقولنا قبل كل شيء هو نجاح تام للشخصية، وكأنه في كل حلقة يقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة، ربما كان مشهد الفلاش باك قد أعادنا لبداية مجموعة المخترقين واستعمالهم للقناع والظهور الأول لشخصية مستر "روبوت"، لكن هناك حضور قوي له، خصوصا حينما يتحدث لا تشعر أبدا إنه "إيليوت" أو أنه شخص خيالي.
لدى "وايتروز" وجيش الظلام خطط كبيرة ومحبطة للغاية من أجل "إيفل كورب" والمباحث الفيدرالية ولم نعرف بعد ما التالي على قائمتهم، ربما تكشف الحلقات المقبلة مخططات أقوى وأكبر.
قضت معظم الوقت خلال الحلقة تحاول القبض على من قتل زوجها، ولكن أبرز لحظة لها في المشهد التي أخبرت الشخص الذي تواعده أن قلة أمواله هي ما تحبه فيه، ربما نرى لتلك الشخصية أبعادا أكبر خلال الحلقات المقبلة بكل تأكيد سيكون أمرا مخيبا للآمال إن توقفت الشخصية في مرحلة ما قريبا.
قبل "إيليوت" أن يساعد "راي" في عملية النقل الإلكتروني الذي يريدها وذلك من أجل أن يتصل بأخته ويخترق المباحث الفيدرالية، وكأننا سنعود شيئا فشيء لأجواء الموسم الأول وعمليات الاختراق، لكن في الموسم التالي الأمر مختلف قليلا، هناك الكثير من الأحداث المتشابكة التي يتم الكشف عنها شيئا فشيء، أداء رامي مالك تطور أيضا وأصبح المسلسل يتحدث بلغة سينمائية أكثر من تلفزيونية لنرى تنوعا في الشخصيات والأبعاد والأحداث حتى وإن شعرت بالملل فأنت لن تستطيع تجنب مشهدا ما فقد يربط شيء بشيء ما.