الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

الفيلم الهندي Queen.. رحلة إعادة اكتشاف الذات والعالم

"الألم يغذي الشجاعة، فلن تستطيع أن تكون شجاعا إذا لم يحدث لك سوى الأشياء الرائعة".. مقولة شهيرة للممثلة الأمريكية ماري تايلور موور، ولكنها تنطبق تمامًا على "راني" الفتاة الهندية البسيطة التي تعيش في مدينة "نيو دلهي"، وهي بطلة قصة الفيلم الهندي Queen التي جسدتها الممثلة كانجانا راناوت ببراعة وصدق يلمس القلوب.

فـ"راني" أو "كوين" كما يحب أن يناديها خطيبها، فتاة تقليدية تسير حياتها مثل فتيات عديدة في العالم كله وليس الهند فقط، فهي تحلم فقط بالزواج ممن تحب وسط فرحة عائلتها، ولكن هذا الحلم البسيط يتعثر تحقيقه بسبب خطيبها الذي يلتقي بها قبل يومين من العرس ليخبرها بأنه لن يستطيع إتمام الزواج لأنها أصبحت لا تناسبه فكريًا فهو يتغير وهي كما هي منذ أن عرفها!

تصاب "راني" بالاكتئاب وتغلق غرفتها عليها وتنعزل عن العالم كي تبكي وتتذكر؛ تتذكر ذكرياتهما معًا وكيف كان يلاحقها كي تتحدث معه، وتسترجع وعوده التي أخلفها جميعًا، ثم فجأة تتوقف عن البكاء على الأطلال وتقرر التغلب على محنتها بالسفر إلى شهر عسلها بمفردها، فهي خططت لزيارة باريس، حلمها منذ الصغر، وأدخرت الأموال لفترة طويلة كي تحقق الحلم وقد آن الأوان لتحقيقه، ومن هنا تبدأ القصة.

"يبدو العالم مظلمًا لمن يغط عينه" حكمة هندية، يعلمها بالتأكيد صناع فيلم Queen، فهم يفتحون أعينهم وأعيننا باستمرار وفي كل مشهد بالفيلم سواء بالحديث بين الأبطال أو بالرقص والمزيكا أو تصوير المعالم السياحية في باريس وأمستردام، على العالم الحقيقي الذي نعتقد أننا ندركه ونحن نجهله تمامًا.

عندما تسافر "راني" إلى باريس أولاً، تتعرف على النادلة التي تعمل بالفندق الذي تقيم به، نصف فرنسية ونصف هندية، وتلعب دورها ليزا هايدون، في بداية علاقتهما تكون "راني" كثيرة الشكوى والضجر ولا تتمكن من الاستمتاع بالرحلة، ولكن بصحبة صديقتها الجديدة تبدأ في إدراك أن الحياة فاتتها فيما سبق، وأنها دون أن تتخلى عن مبادئها وأفكارها تستطيع أن تعيش بحرية وانطلاق، بعدها تنتقل إلى أمستردام بمفردها أيضًا، مترددة بعض الشيء، ولكنها في النهاية تذهب وهناك تلتقي بثلاث شباب يقيمون في نفس الفندق الصغير الذي تعيش به، تصدهم وتخشاهم ولكن بعدها تنشأ بينهم صداقة حقيقية، حتى إنهم يساعدونها في العمل الذي يعرض عليها.

الموسيقى والاستعراضات المصاحبة للفيلم، كانت مميزة وساهمت بشكل كبير في وصف ما تمر به البطلة على مدار الأحداث، وفي بعض الأحيان كانت كافية لوصف موقف معين تتعرض له، على سبيل المثال: حينما قررت "راني" ترك خطيبها، الذي ذهب وراءها إلى أمستردام ليستعيدها مرة ثانية، في المطعم، تبدأ موسيقى مفعمة بالحماس والتفاؤل تتبع خطوات "راني" وهي تركض مسرعة دون أن تلتفت وراءها مرتدية فستانها الزهري لكي تصل لأصدقائها وتحضر معهم آخر حفلة قبل أن يغادروا البلد.

وبابتسامة من القلب على وجه "راني" ينتهي الفيلم، بعد أن تخلع دبلتها وتعيدها إلى خطيبها، شاكرة إياه لأنه جعلها تدرك الحياة التي كانت على وشك أن تفوتها.

فيلم Queen صدر في السينمات في مارس عام 2014، ومن إخراج فيكاس باهل و بطولة كل من كانجنا راناوت وراجكومار راو.

" frameborder="0">

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى