المنافسة لن تكون سهلة، محمد سعد يريد استعادة أمجاده، رمضان يحاول التأكيد على شعبيته الجارفة بالتربع على عرش السينما، أحمد فهمي يريد التأكيد على إمكانية نجاحه بعيدا عن الثنائي هشام ماجد وشيكو، والأخيرين يخوضان المنافسة سعيا للتأكيد على أن نجاحهما مستمر حتي لو غاب أحد أفراد الثلاثي، ومحمد رجب يحاول مناطحة الكبار وإثبات وجوده، وأخيرا يسعى حسن الرداد للتأكيد على أنه نجم شباك قادر على الاستمرار والنجاح.
وفى هذه السلسلة يقدم لكم FilFan.com تحليل للمنافسة التي سيشهدها هذا الموسم بين هؤلاء النجوم.
البداية مع الفنان محمد سعد الذي يعود للسينما بفيلم "تحت الترابيزة"، الذي يتعاون فيه مع المؤلف وليد يوسف، المخرج سميح النقاش، والمنتج وائل عبد الله، ويشاركه البطولة نرمين الفقي، منه فضالي، حسن حسني، عزت أبو عوف، لطفي لبيب وتميم عبده، وفى هذا الفيلم يظهر محمد سعد بشخصيته الطبيعية بعيدا عن الشخصيات المعتادة التي يظهر بها، فهل سينجح أم لا؟ .. هذا ما تحدده العوامل التالية.
بعدما قدم محمد سعد فيلم "اللمبي" عام 2002، ومن بعده "اللى بالي بالك" عام 2003، طالبه النقاد بالتخلي عن هذه الشخصية وعن تقديم الشخصيات المشابهة عموما والظهور كمحمد سعد، والاعتماد على موهبته التمثيلية الكبيرة التي أشاد بها الجميع، فـ"اللمبي" لم يكن الظهور الأول لمحمد سعد، فقد عرفه الجمهور قبلها بأعوام من خلال فيلم "الطريق إلى إيلات"، "من الذي لا يحب فاطمة"، ومسرحية "رد قرضي" التى تألق فيها هو وأشرف عبد الباقي، ومن بعدها الصعود بسرعة الصاروخ من خلال فيلم "الناظر" الذي ظهر فيه للمرة الأولى بشخصية "اللمبي"، ثم فيلم "55 إسعاف" الذي شاركه بطولته أحمد حلمي.
كل تلك النجاحات اعتمد فيها سعد على موهبته بعيدا عن "الكاراكترات"، وحقق شعبية كبيرة قبل أن يدخل البطولة الأولى في "اللمبي"، لذلك كان الجميع يخاف عليه من السقوط في منحدر "الكاركتر" وعدم قدرته على النهوض مرة أخرى، لكنه صمم على سلك هذا الطريق، حتى وصل به الأمر لتقديم 4 شخصيات مختلفة فى فيلم "كركر" عام 2007، وكانت بعض تلك الشخصيات تحقق النجاح وبعضها الأخر لا ينجح النجاح المنتظر.
وبعد 14 عاما، استجاب أخيرا محمد سعد لنصائح النقاد ومتابعي السينما وقرر الظهور بشخصيته العادية خلال فيلم "تحت الترابيزة"، كما أنه لن يغن خلال أحداث الفيلم كما اعتاد فى أعماله، كل ذلك يبشر ببداية جديدة ومختلفة لمحمد سعد، وهو ما يجعل الأمر أشبه بالظهور الأول لنجم جديد في عالم السينما، ينتظره الجمهور ليرى ما سيقدمه.
كانت القصة في البداية تدور حول محامي يقع فى العديد من المشاكل، بدأ محمد سعد تصوير الفيلم وانتهى ليؤكد أن القصة ليست كذلك، ليتضح أن القصة تعرضت للعديد من التغييرات بعدما وجد أن هناك تشابها بين قصة الفيلم وفيلمه السابق "اللمبي 8 جيجا".
لم تكن القصة وحدها التي تم تغييرها، فاسم الفيلم تم تغييره ثلاث مرات، فى البداية كان "أنا عندي شعرة"، ثم "حنكو فى المصيدة"، وأخيرا تم الاستقرار على "تحت الترابيزة".
كما أن المرشحة لدور البطولة فى الفيلم كانت إلهام شاهين، ولكن فى النهاية تم الاستقرار على نرمين الفقي.
هذه التغييرات قد تكون جاءت بعد ملاحظات عديدة حسنت من جودة الفيلم، وهو ما يوضح أن محمد سعد أصبح مرن أكثر من أي وقت سبق، ويحسب كل شيء "بالمسطرة" هذه المرة، خاصة بعدما كان معروفا عنه أنه يتمسك برأيه كثيرا، لذلك توضح هذه التغييرات أنها جاءت نتيجة تفكير مستمر وجماعي، وهذه نقطة أخرى تجعلنا نأمل فى رؤية محمد سعد بشكل مختلف خلال هذا العمل.
فى بداية الألفية الجديدة اكتسح محمد سعد الجميع منذ أول بطولة مطلقة قدمها، "اللمبي" كان كالقطار الذي لا يتوقف، تم طرحه فى السينمات ليطيح بكل من وقف أمامه من نجوم السينما، وحقق إيرادات قياسية في وقتها، ليصبح محمد سعد رقم 1 بلا منافس، وعزز مكانته فى السينما بعد ذلك بفيلم "اللى بالي بالك" في العام التالي، وأصبح الكوميديان الأول فى مصر متفوقا على كل من سبقوه.
وقتها حذره الجميع بالتخلي عن هذه الشخصية وطالبوه بسرعة التغيير، لكنه صمم على رأيه وأكمل طريقه بشخصيات مختلفة فى أفلام "عوكل"، "بوحه"، "كتكوت"، ومرت تلك الأفلام بسلام واستمر في القمة، وإن كانت أسهمه تنزل مع كل فيلم، ليأتي فيلم "كركر" علم 2007 ليطيح بمحمد سعد من على القمة، وقتها لم يحقق النجاح المعتاد لمحمد سعد، وكذلك فيلمي "بوشكاش" و"اللمبي 8 جيجا" على نفس المنوال.
وبعد قيام الثورة قدم محمد سعد ثلاثة أفلام على التوالي وهي "تك تك بوم" عام 2011، "تتح" 2013، وأخيرا "حياتي مبهدلة" 2015، وهي الأفلام التي لم تتخطى إيراداتها الـ 10 ملايين جنيها، ليصبح محمد سعد مهددا ليس بكونه لم يعد رقم 1 ولكن بفقدان شعبيته الكبيرة.
وربما هذا هو ما دفعه للتخلي عن الكاركترات فى فيلمه الجديد، والتفكير في كل الخطوات للعودة للقمة مرة أخرى، فهذه المرة يتحدى محمد سعد نفسه لاستعادة مكانته.
الانطباع الأول لا يدوم، خاصة مع التكرار، ولكن الانطباع الأخير يظل عالقا فى الذهن حتى يأتي شيء جديد يغيره، قد تكون مهمة محمد سعد صعبة بعد الانطباع الأخير الذي تركه للجمهور في أخر أعماله برنامج "وش السعد" الذي كان يقدمه على شاشة MBC.
فالبرومو كان ينبأ بعمل جيد ومختلف، ولكن المنتج النهائي لم يكن جاذبا للجمهور، ونال الكثير من الانتقادات، ليس بسبب الشخصيات المقدمة التي صمم محمد سعد على الظهور بها في البرنامج أيضا، ولكن جودة السيناريو والحوار لم تكن على المستوى المنتظر من محمد سعد، لذلك فإن الإعلان الدعائي للفيلم سيكون عليه عامل كبير لجذب الجمهور لقاعات السينما.
فى السطور الماضية تحدثنا كثيرا عن تخلي محمد سعد عن الظهور المعتاد بشخصية ما، ولكن المفاجأة فى أحداث الفيلم أنه سيكون هناك "كاركتر" ولكن ليس بشكل أساسي، حيث أن الشخصية الأساسية صاحبة المساحة الأكبر فى الأحداث هي الشخصية الطبيعية، ولكن هناك "كاركتر" سيستخدمه سعد للتخفي والتهرب من بعض الأشخاص، وهو ما قد يكون نقطة تحول لصالحه فى حالة استخدامه بشكل غير مبالغ فيه.
فالجمهور اعتاد على محمد سعد فى شكل "كاركتر"، حتى لو كان بعضهم يطالبه بالتخلي عن ذلك الأمر، لذلك فهي حركة ذكية جدا لإرئاء الجميع، وفي نفس الوقت لتلافي مشكلة التغيير المفاجيء التي قد لا تعجب البعض.
اقرأ أيضا
صورة- محمد سعد ومنة فضالي يسوقان لفيلمهما "تحت الترابيزة"
محمد سعد بديلا لأحمد السقا في "الكنز" مع محمد رمضان
منة فضالي لـ "في الفن" : فيلمي مع محمد سعد أصبح "تحت الترابيزة".. ولا أعلم السبب