استنادًا إلى أحداث القصة الحقيقية، يقدم المخرج كلينت إيستوود فيلمه الـ35 في مشواره الفني Sully. الفيلم الذي يمزج بين الدراما والوقائع والأحداث التاريخية، التي تعود إلي عميلة هبوط اضطراري لأحدي الطائرات الأمريكية فوق سطح نهر هادسون، في 15 يناير عام 2009.
"لقد مر وقت طويل منذ أن سمعت مدينة نيويورك أخبارا جيدة، خاصة إذا كانت هذه الأخبار متعلقة بطائرة"، هكذا يصف أحد الشخصيات الواقعة، فالقصة ترجع إلى هجوم مجموعات من أسراب الطيور على محركي طائرة، وقاموا بإغلاقهما، عقب إقلاع الطائرة بدقيقتين، من مطار لاجورديا شمال مدينة نيويورك.
فاضطر الطيار اﻷمريكي "تشيزلي سولنبيرجر" الشهير بـ "سولي"، إلى أن يقوم بعملية هبوط اضطراري بطائرته، ولكن لم يستطيع العودة إلى المطار، فقرر أن يهبط فوق سطح نهر هادسون، وبذلك أنقذ حياة 155 من ركاب الطائرة.
الواقعة تم تكرارها أكثر من مرة خلال الفيلم الذي كتبه تود كومارنيسكي، لأن الموقف الذي اتخذه "سولي" وأنقذ على أثره حياة عدد كبير من الأشخاص، تم التشكيك به من قبل "المجلس الوطني لسلامة النقل"، إذا أكد المجلس أن الطيار كان بإمكانه العودة إلى المطار مرة أخرى.
وتسببت التحقيقات التي تلت الحادثة في الانهيار النفسي والجسدي للطيار "سولي"، خاصة مع تلميح البعض أنه اختار أن يهبط على النهر كي يحدث ضجة إعلامية، وينسب الفضل لنفسه دون التفكير في حياة الركاب.
" frameborder="0">
رسم شخصية "سولي" جاء كالشخصيات المثالية النمطية التي تظهر في الأفلام على مدار السنوات، فحينما قال على لسان الممثل توم هانكس "أنا لا أشعر أنني بطل، لقد كنت فقط رجلا يؤدي عمله"، بدت الجملة وأنها مستوحاة من أفلام السبعينات.
ولكن أعتقد هذا ما أراده له المخرج كلينت إيستوود، الذي تجاوز من العمر 80 عامًا، ومع ذلك من الصعب أن يترك عامًا يمر دون أن يصنع فيه فيلم جديد، بطريقته الخاصة. فهو بالتأكيد رأي أن أفضل ما يعبر عن شخصية هذا الطيار هو ما فعله لإنقاذ حياة العشرات.
وبالتدقيق في القصة والسيناريو الذي تشاهده على مدار 96 دقيقة، وهو بالمناسبة من أقصر أفلام "إيستوود"، تجد أن الفيلم لا يدور فقط عن الواقعة وتسجيل ما حدث بها بل على العكس هو يركز في تفاصيله على ما حدث بعدها وما مر به الأبطال من مواقف تختبر مبادئهم وقناعاتهم في الحياة.
هناك عدد من المشاهد المثيرة والجذابة صورها مدير التصوير توم سترن، التي تبدو رائعة حينما تشاهد الفيلم في سينمات IMAX. فهذه المشاهد تظهر جوانب جديدة لهذه السينمات، خاصة مع وجود المؤثرات البصرية والصوتية عالية الاحتراف والمستخدمة على مدار الفيلم. والحقيقة أن الفيلم يبدو متوهجًا في جميع جوانبه الفنية والتقنية.
الفيلم يختلف عن جميع ما أنتجه إيستوود على مدار 4 عقود من الإخراج والإنتاج. فالفيلم أحداثه سريعة وتشعر أن المشاهد تأتي واحدة تلو الأخرى لتكمل قصة مثيرة وتستحق المشاهدة حتي النهاية، كما أن الحوارات الإنسانية فيه تلمس القلب، فستشعر أنك أمام فيلم من الكلاسيكيات.
فيما يخص "توم هانكس" الذي بدى أكبر سننا من عمره الحقيقي، فقد حمل الفيلم على عاتقه وقدم أداء تمثيليا رائعا وأنيقا، ولكن على العكس الشخصيات الثانوية في الفيلم كمساعديه في الطائرة لم يكن لشخصياتهم أبعاد وجاءت سطحية.
الفيلم عرض ضمن أفلام مهرجان تيلورايد السينمائي، وهو الفيلم الرابع في أفلام السيرة الذاتية التي يقدمها المخرج كلينت إيستوود، وهو من بطولة توم هانكس، وجيري فيرارا، وجاري ويكس، وبريت رايس، وفاليري مهافي.
ومن المقرر أن يطرح في دور العرض في التاسع من سبتمبر الجاري، أما في مصر فسيصدر 5 أكتوبر المقبل.
اقرأ أيضًا:
تعرف على تفاصيل مهرجان فينسيا السينمائي في دورته الـ73
توم هانكس يفاجئ الجميع ويشيد بـ فيلم "La La Land"
بعد 18 عامًا.. الثنائي توم هانكس وميج رايان يجتمعان من جديد في Ithaca