ففي عام 2002 طرح الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو، فيلم "رجال لا تعرف المستحيل"، وفي ذلك الوقت لم يكن الإنترنت قد انتشر في مصر، فكان الجمهور وخاصة الشباب يتبادلون شرائط الفيديو كي يشاهدوا الفيلم. الذي كان ملئ بالمشاهد الكوميدية الرائعة، فهو فيلم كوميدي ساخر ينتقد المعالجة السينمائية المصرية للبطولات والأحداث التاريخية، متخذًا من فيلم "الطريق إلى إيلات" مثال للمبالغة في تقديم الوقائع والأحداث، ونجح الفيلم في لفت انتباه المنتجين والمخرجين للثلاثي الذين قدموا بعد ذلك فيلم "ورقة شفرة" وفيلم "سمير وشهير وبهير".
كما أن هذا العام يشهد صدور فيلم "زي عود الكبريت" للممثل حسين الإمام والذي انطلق في دار عرض سينما زاوية منذ أسابيع، ويعد أخر أعمال الفنان حسين الإمام وأول تجاربه الإخراجية. ويقوم الفيلم على نفس النمط من المحاكاة الساخرة أو "البارودي"، فيقدم قصة وهمية بمشاهد يظهر فيها حسين وزوجته سحر رامي على مقتطفات من أفلام الأبيض والأسود، ويسخر فيها "الإمام" من الأداء التمثيلي في هذه الفترة ويتهكم على الخطوط الدرامية للأفلام آنذاك.
ومع ذلك تعد تجربة فيلم "تيتانيك النسخة العربية" الذي صدر مع بداية عيد الأضحى، مختلفة نوعًا ما عن هذه التجارب التي ذكرناها، فالفيلم يروج له أصحابه على إنه أول فيلم يتم تصويره بجودة وتقنيات التصوير السينمائي لعرضه على الإنترنت.
لذلك اهتم منتجوه بجميع العوامل التقنية والفنية كي ينجح؛ فاستعانوا بالمصور المعروف أحمد جبر، الذي اشتهر بأعماله "نيللي وشريهان" و"ظرف أسود" و"طرف ثالث"، لكي يضمنوا صورة متميزة. كما أن مخرج الفيلم هو خضر محمد خضر الذي اشتهر بالبرنامج الساخر "ربنا يستر" علي قناة القاهرة والناس وهو أيضًا مصمم لعدد من أفيشات الأفلام، ولكن فيلم "تيتانك النسخة العربية " أول تجاربه الإخراجية.
ولكن مع ذلك يعاني الفيلم من العديد من المشاكل رغم تميز صورته، أولها السيناريو والحوار الذي كتبه شادي سرور، فليس هناك أسوء من مشاهدة فيلم كوميدي لا ينجح أن يجعلك تبتسم ولو للحظة أثناء متابعته، وجاء السيناريو ضعيفًا وأشبه بالجمل التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالفعل يواجه صناع الفيلم اتهامًا بأنه مسروق من صفحة ساخرة على موقع Facebook تحمل اسم "تمت الترجمة"، سبق ونشرت عدد من "الإيفهات" على الفيلم العالمي الشهير، ولم يأخذ منتجوا الفيلم رأي صاحبها في استخدام الفكرة أو الجمل التي نشرها، داخل حوار الفيلم.
نأتي للمشكلة الأكبر وهي التمثيل، فالاعتماد على الاستظراف ونطق الكلمات بطريقة بها الكثير من المغالاة لا يمكن أن تساعد على صناعة فيلم كوميدي ناجح، والحقيقة أن شادي سرور بالغ في الحديث باللهجة البورسعيدية كما أن بشرى اعتمدت على الصورة النمطية التقليدية التي قدمت بها الفتاة الشعبية في أكثر من عمل فني، فعل سبيل المثال طوال الفيلم تقحم حرف "التاء" على جميع الجمل التي تقولها.
وهنا نتساءل لماذا قبلت بشرى بهذا الدور الذي يعد خطوة للوراء بالنسبة لها، فهي شاركت في أعمال كوميدية أفضل بكثير من هذا الفيلم، منها اشتراكها مع محمد هنيدي في فيلم "وش إجرام"، أو حتى تقديمها البطولة المطلقة في فيلم "الحكاية فيها منة"، فهذه الأعمال رغم الاختلاف عليها أفضل بكثير من "تيتانك النسخة المصرية".
فالفيلم يظهر وكأنه نسخة مشوهة من الفيلم العالمي غير مضحكة بالمرة، وبالرغم من العبارة المكتوبة في أول الفيلم والتي تشير إلى أنه مجرد فيلم ساخر لا يقلل من حجم المأساة التي تعرض لها الفيلم العالمي، وأكد فيها أصحاب العمل على جملة " هدفنا هو تقديم جزء من القصة بنكهة مصرية خالصة"، إلى أن الفيلم يبعد تمامًا عن خفة الدم المصرية، فتشعر أنك أهدرت نصف ساعة من وقتك وأنت تشاهد هذا العمل.
" frameborder="0">
اقرأ أيضا
5 ملامح من إيرادات أفلام عيد الأضحى.. حلمي لا ينتهي والسبكي يصدق .. وحيلة محمد سعد تفشل
"لف ودوران".. كل هذا الإحباط!
"حملة فريزر".. فكرة قديمة وعناصر طازجة
"كلب بلدي".. انفصال ضروري وخطوة للخلف
"البس عشان خارجين".. مغامرة كوميدية مستمرة
رسالة لوكارنو السينمائي(4)- "الماء والخضرة والوجه الحسن".. يسري نصر الله يصالح السينما الفنية والتجارية
بالفيديو .. "الضحك لم يكن بالقدر الكافي" و أفضل دور لنسرين أمين فى "حملة فريزر" .. من مراجعة "فيلم جامد"
تعرف على إيرادات أفلام عيد الأضحى.. 31 مليون جنية حصيلة الإيرادات و حلمي يحتفظ بالمقدمة وسعد يتراجع للأخير