الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

على خطى مايكل كيتون وماثيو ماكونهي.. هل يعود محمد سعد؟

عرفه الجمهور في بداية التسعينات من خلال ظهوره في أدوار صغيره في عدد من الأفلام والمسلسلات أبرزها "الطريق إلى إيلات"، "من الذي لا يحب فاطمة" و"أيام المنيرة". محمد سعد أظهر إمكانيات فنية مبشرة لنجم كوميدي ودرامي قادم ينتظره فقط فرصة للانطلاق.

الفرصة جاءت على يد المخرج شريف عرفه في عام 2000 عندما قدمه في الفيلم الكوميدي الاستثنائي "الناظر" من خلال شخصية "اللمبي" التي كانت حينها فاتحة خير على محمد سعد ولكنها أصبحت بعد مرور عقد من الزمن سبب انتكاسته.

في عام 2002 قدم محمد سعد بطولته السينمائية الأولى في فيلم "اللمبي" الذي حقق رقما قياسيا في الإيرادات حينها ووضع محمد سعد على عرش الكوميدية في مصر، استمر سعد عدة سنوات محتفظاً بمكانته على عرش الإيرادات وحب الجمهور له حتى بدأت الانتكاسة الأولى من خلال فيلم "كركر" الذي لم يحظ بإعجاب الجماهير وبدأ الجميع يلاحظ أن أسهم محمد سعد في انخفاض ولكنه لم يدرك هذا واستمر في نفس الطريق والنهج ليقدم لنا مجموعة من الأفلام التي لا تليق بموهبته الكبيرة على الإطلاق كأفلام "تك تك بوم، حياتي مبهدلة" ثم جاءت الصدمة الكبرى هذا العام عندما هاجم الجمهور برنامجه "وش السعد" ووصفوه بالمفلس فنياً ثم تذيله لإيرادات العيد عن فيلمه "تحت الترابيزة" ليُعلن رسمياً نهاية محمد سعد إكلينيكياً.

كان محمد سعد بحاجة إلى صدمة قوية ليغير المسار ويدرك قيمة موهبته التي يهدرها، ويبدو أن محمد سعد أدرك ذلك أخيراً فمن المنتظر أن يعود سعد للتعاون مرة أخرى مع شريف عرفة الذي منح سعد الدفعة الأولى لانطلاقته سينمائياً أملاً في أن يعطيه المخرج الكبير دفعة أخرى للأمام تنقذ مسيرته. لكن الملفت للنظر في العمل القادم المنتظر أن سعد لن يقوم بالبطولة المطلقة وأن الفيلم ليس كوميدياً، سعد يكسر أخيراً الثوابت التي ظل متمسكاً بها حتى انهار، الفيلم سيكون بطولة مشتركة مع محمد رمضان، و لا أرى عيباً في أن يستفيد سعد من شعبية رمضان الكبيرة حالياً ليعود مرة أخرى بشكل جديد على الساحة.

سيناريو سعد يذكرنا بعدد من النجوم العالميين الذين وقعوا في نفس فخ سعد ولكنهم في مرحلة ما في مسيرتهم أدركوا أنهم عليهم أن يستفيقوا ويصححوا مسارهم، ومن أبرز الأمثلة ماثيو ماكونهي الذي قدم عدد كبير من الأفلام الكوميدية والرومانسية ضعيفة المستوى حتى أعاد اكتشاف نفسه في عام 2010 من خلال فيلم The Lincoln Lawyer ويقرر تغيير طريقته في اختيار الأفلام تماماً و يقدم أداء فني عبقري مغاير تماماً و يحصد جائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي عن فيلم Dallas Buyers Club.

هنالك نماذج أخرى عديدة مشابهة لمعضلة محمد سعد، جون ترافولتا الذي عاش فترة انتكاسة كبيرة في بداية التسعينات بعدما كان من أبرز النجوم في الثمانينات ولكنه عاد مرة أخرى بشكل قوي في عام 1994 من خلال فيلم Pulp Fiction الذي أعاد ترافولتا مرة أخرى على الساحة ويقدم بعدها مجموعة من أبرز أفلام الأكشن كـ Broken Arrow و Face/off.

أما النموذج الذي قد يكون الأقرب لمحمد سعد هو نموذج مايكل كيتون، النجم الأمريكي الذي كان على القمة في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من خلال تقديمه لعدد من الأفلام الكوميدية المميزة بالإضافة إلى تقديمه لشخصية "باتمان" في عام 1989، واستمر كيتون في التنوع في أدواره حتى بدأ في السقوط تدريجياً في نهاية التسعينات ثم انهار تماما مع بداية القرن الـ 21 و استمر في الانهيار حتى عام 2014 عندما عاد بشكل جديد وقوي مع المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس ايناريتو في فيلم Birdman الذي نال عنه ترشيحاً للأوسكار، ثم قدم بعدها فيلم Spotlight الفائز بجائزة الأوسكار كأفضل فيلم، ليعود كيتون مرة أخرى كوزن تمثيلي ثقيل تعرض عليه الأدوار المميزة.

لذا يصبح التساؤل هو، هل سيستغل محمد سعد الفرصة ونراه بشكل جديد على طريقة كيتون وماكونهي، أم تنتهي ظاهرة محمد سعد تماماً في السينما المصرية؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى