الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

رسالة أفيخاي أدرعي بـ"مفيش صاحب يتصاحب".. هل يسخر من حالنا بعد 43 عاما على انتصار أكتوبر؟

أفيخاي أدرعي الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في الإعلام العربي، والذي يجيد تحدث العربية بطلاقة، مسؤول في هذا المنصب منذ 2005 إلا أنه بدأ يأخذ شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، والجزء الأكبر من شهرته في الوطن العربي تعود لكونه يقوم بأمور يراها البعض غريبة أن تصدر من مسؤول يمثل دولة إسرائيل، حيث يهنئ الجميع بشهر رمضان أو عيد الفطر وغيرها ليكون حاضرا في كل المناسبات ويخلق حالة من التواصل مع العرب رغم أن الغالبية العظمي من ردود الفعل على هذه التصرفات تأتي بما لا تشتهي سفن أفيخاي.

وبالأمس الخميس كانت كل شاشات ماسبيرو وشبكاته الإذاعية والقنوات الفضائية تحيي ذكرى انتصار حرب أكتوبر العظيمة من خلال إذاعة عدد كبير من الأغاني الوطنية والتي تعد أيقونة ووثيقة تاريخية شارك بها كبار المطربين للتعبير عن هذا النصر العظيم، الأمر الذي يجعل المشاهد وأصحاب القنوات لا يلجئون إلا لهذه الأغاني التي تعطي إحساس النصر والفخر بإنجاز حرب أكتوبر المجيدة.

وفي صباح يوم الكرامة 6 أكتوبر كان من الصعب على أدرعي أن يهنئ الشعوب العربية كما هو معتاد أن يظهر روح التعايش السلمي فأي تهنئة يقولها هنا هل سيقول لقد أذقتمونا الذل والعار.. لقد حطمتم مقولة الجيش الذي لا يقهر أو يهزم... هل يقول لقد أنهيتم حلم الكيان الإسرائيلي، أو أن نجده مثلا يقوم بمشاركة لأغاني أكتوبر "عاش اللي قال"،"الله أكبر" ، "دولا مين ودولا مين"، "حلوة بلادي"، "أم البطل"، أو أوبريت "الوطن الأكبر"، أم سينشر فيديو لأنور السادات أو حسني مبارك وهما يشرحان تفاصيل تحطيم أسطورة جيش الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة.

الحقيقة أن أفيخاي ذهب بمكر شديد إلى ما هو أبعد من ذلك، فبخلاف أنه تجاهل المناسبة تماما وهو أمر معروف دوافعه خاصة أنه اليوم السنوي للحزن والانكسار والذل نظرا لألم الصفعة التي وجهت لهم من الجيش المصري، قام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بنشر ما يسمى بأغاني المهرجانات وهي أغنية "مفيش صاحب يتصاحب"، تحت مسمى أنها تلقى قبولا عندهم في اسرائيل، وكأنه أراد أن يوجه رسالة مفادها أن ما نفتخر به من أغاني في هذا اليوم من أعمال فنية خلدت النصر العظيم هي كلها من الماضي وأن هذه الأغنية نموذج مما قدمته يد الجيل الحالي ليشير بطريقة أو بأخرى لما نعيشه من أزمة أو هزيمة فنية.

يبدو أن أفيخاي أدرعي أراد أن يبعث برسالة بين السطور وينبش في دفاتر الجيل الحالي ليقدم لنا نموذج للحالة الفنية التي نعيشها اليوم ضاربا المثل بالأغنية التي تعد ضمن سلسلة من أغاني المهرجانات والتي طفت على الساحة، خصوصا أن "مفيش صاحب يتصاحب" قاربت على الوصول إلى 100 مليون مشاهدة عبر موقع يوتيوب.

للتواصل مع الكاتب
https://twitter.com/sherif_nady_

https://www.facebook.com/sherif.nady.56

اقرأ للكاتب أيضا
إليسا "سهرنا يا ليل": محاولات الوصول للكمال الفني (1).. كل هذه الرومانسية

إليسا "سهرنا يا ليل".. محاولات الوصول للكمال الفني(2).. أسماء مكررة وألحان تركي

إليسا "سهرنا يا ليل".. محاولات الوصول للكمال الفني (3) .. روح جديدة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى