وأطلت صبا مبارك رمضان الماضي فى واحدة من أبرع الأدوار الصعبة التى صاغها نجيب محفوظ وشكلها العبقري محمد ياسين، فكانت درية فى "أفراح القبة"، وكان لموقع FilFan.com هذا الحوار معاها لنكشف تفاصيل الدور وما هى خطواتها القادمة فى عالم الفن :
- فى البداية كان هناك إشاعات عن مشاركتك في مسلسل "السبع بنات" وخاصة بدلاً لدور علا غانم، ما صحة هذا الكلام؟
الكلام غير صحيح ولم أتلق أي عروض لمسلسل "السبع بنات"، وحتى إن عرض علي لا استطيع تنفيذه بسبب الاتفاقات الأخرى التى وقعت عليها
- وماذا عن مسلسل "حكاية بنات" هل ستشاركين فيه ؟
- بالنسبة لـ"حكاية بنات" أنا أحب الجزء الأول بشكل كبير، وعندما أنتهينا منه لدى المنتج طارق الجناينى فكرة لعمل موسم أخر وجميعنا رحبنا بالفكرة، والسنوات الماضية جميع فريق العمل كان مشغول بالإضافة إلى ضيق الوقت، لكنني سأشارك بكل تأكيد فى الموسم الجديد منه.
- بالحديث عن أخر أدوارك فى "أفراح القبة"، ماذا عن تجربة العمل مع المخرج محمد ياسين، وخاصة أن هذة التجربة الثانية بعد "موجة حارة" وكيف استعديت لدور درية؟
- تجربة العمل مع محمد ياسين دائماً تجربة غير سهلة، فهو مخرج حقيقى، فهو أولاً يبدي رأيه بصراحة للمثل في كل التفاصيل، وثانياً لديه فكرة واضحة وجاهزة عما يريده من الشخصية الخاصة بالممثل التي يؤديها، وهذا يبدأ من اختياره للممثل، فهو يعلم لماذا اختار كل شخص، ويراه بعين مختلفة فى منطقة لا يرى الممثل أحياناً نفسه فيها.
من ناحية أخرى محمد ياسين مخرج رفيع المستوى من أهم الأسماء الموجودة في الوطن العربى، وأنا محظوظة لأنني استطعت أكون متواجدة معه في مشروعين مختلفيبن تماماً عن بعض، فقدمت معه فى "موجة حارة" شخصية بعتبرها من أصعب الأدوار التى قدمتها في حياتي، بالرغم صغر مساحتها فقدمت 30 مشهدا فقط في المسلسل، لكننى كنت أشعر بتقديمي لدور صعب جداً بجد و بعيد تماماً عن أى منطقة قدمتها من قبل.
- هل محمد ياسين اكتشف أشياء جديدة في صبا مبارك؟
انا شخصياً لم أكن أتوقع أنني استطيع تقديم هذه الأدوار سواء فى "موجة حارة" أو "أفراح القبة" وعندما عرض علي الدور فى "موجة حارة" رفضت في البداية لأنه مخيف ومرعب، لكنه كان مؤمن بي وكان نص كلامه " هو دة اللي أنا شايفة دة هو دة اللى آنا عايزه، اللى راعبك دة هو اللى هتقدرى تعملى فيه حاجة" بالرغم من أن الشخصية عمرها ليس قريبا من عمري، ولا منطقها من منطقى ولا تمثل أي قيمة اخلاقية ولا مجتمعية أنا بحبها، فهي شخصية غريبة، تتاجر بالبشر والمخدرات ومحجبة في الظاهر وليست محجبة في الباطن، وعندها شبكة علاقات غريبة، كان الدور من أكتر القرارات التي لم أكن أريد أن اتخذها، ولكن محمد ياسين قال لي: "هتعملى الدور ده غصب عنك".
- هل تخافين من المغامرة، حتى لو استفزك دور ونال إعجابك؟
لا أخاف من المغامرة، لكن هناك فرق بين مغامرة عن أخرى، فأنا أخذ وقتا كبيرا فى التفكير، لأن كمية الاحكام المسبقة والأراء الجاهزة عن كل الشخصيات ومشكلة وضع الممثل في نمط أو دور معين فى وطننا العربي، فمثلاً لو قدمت الممثلة شخصية فيها بعض الإغراء سيتم تمنيطها ممثلة إغراء مثلاً.
لكن مع المخرج محمد ياسين عند قرارك بتقديم دور غريب وفيه مغامرة ستبعتد عن التتنمط، لإن لديه حد فاصل ما بين المبتذل ومابين كيف تقدم الشئ في منطقة مختلفة تماماً كممثل وتقدم شئ فعلاً رفيع المستوى، أنا أظن إن هذا الرجل استطاع أن يحقق هذه المعادلة الصعبة لأى ممثل فلا يوجد شخصية من شخصيات محمد ياسين يتم الحكم عليها أثناء عرض العمل، ثم تأتى مع نهايته تستعجب وتردد "ايه دة ليه عامل كدة ليه عاملة كدة".
كيف كانت أبعاد شخصية درية فى "أفراح القبة"؟
درية عند محمد ياسين كانت لها مستويات مختلفة ومعقدة من التفاصيل التى تكونت من الشخصية، أدت إلى وصولها لهذا المكان، فشخصية درية، تتمتع بكمية شر كبيرة، فهي مغرورة، أنانية، حقودة، عصبية، فهي تتطلب من الممثل شغل كثير، ومن خلال المسلسل نراها بأشكال مختلفة لا نسطتيع الحكم عليها فى البداية، فهي إنعكاس لشخصيات أخرى، وعلى جانب أخر فهى تقدم على المسرح دور تحية، فكل النسيج الخاص بالعمل سواء في الأزمنة أو الأماكن يجعل المشروع دة بحث، فشخصية تحية تشبه البشر المتواجدين في الحياه المكونين من تفاصيل وسنين وآلم وخيبات أمل وإنكسارات ونجاحات فهما مثل درية مجموعة كبيرة من التفاصيل، فبدون شك هو أكيد من أصعب الأدوار التى قدمتها وسعيدة إن الموضوع لم يتوقف عند فكرة أنها شخصية شريرة فقط.
هل "أفراح القبة" عوضك عما حدث فى مسلسل "حق ميت" العام الماضي؟
افراح القبة لا يمكن يقارن بأعمال أخرى قدمته، فالمسلسل بالنسبة لى مختلف عن كل التجارب، أما بالنسبة لمسلسل "حق ميت" فهو مشروع لم أشعر فى داخله بالسعادة على المستوى الشخصي والفني، وآلوم نفسى أنني لم أوفق فى الأختيار، وأنني تعاملت بنوع من انواع الثقة الزيادة، بالإضافة إلى أن محمد ياسين أشارك معه فى الأعمال دون عقود أو مقابل.
وما الدور المستفادة من تجربتك في "حق ميت" ؟
أنني لن استطيع المشاركة فى عملين فى أن واحد لأن التركيز فيهم سوياً صعب للغاية، ويجعلني أتنازل عن بعض الأشياء وهذا ما حدث مع "حق ميت" لم أركز في تفاصيله جيداً، بالإضافة إلى أن الأشتراك فى عملين يشكل ضغط كبير وجهد والأدوار لن تظهر بمستوى جيد، وخاصة أنني شخصية تحاسب نفسها بشكل كبير، وتعلمت أنه يجب أن تكون إتفاقاتي واضحة ومسجلة، لأنني شعرت فى المسلسل بالظلم وأسوء إحساس هو الظلم.
- لماذا لم تقاضي صناع المسلسل أو توضحين ما حدث معك؟
فضلت الاحتفاظ بما حدث لشخصي، وأريد أن أوضح أن الموضوع ليس له علاقة بالممثلين الذين اقدرهم جميعاً، المشكلة كانت مع الشركة المنتجة التى لم توفى بإتفقاتها، وأكتفيت فقط بكتابة "بوست" على الـFacebook بأنني التى طلبت حذف اسمى من على التتر كي لا أكون مثل النعامة التى دفنت رأسها فى التراب، ووضعت لنفسي تحديا إذا قدمت دور جيد فالناس ستبحث عني وتعرف اسم، وإن لم أقدم الدور بمستوي جيد فالأفضل أن يحذف.
لماذا قرر محمد ياسين إن يضع أسامي الشخصيات حسب الظهور رغم أنه شارك فى "أفراح القبة" أكبر الأسماء من الفنانين فى مصر والوطن العربي؟
ليستطيع أن يحدد الشخصيات المتواجدة فى كل حلقة، وليوصل النور لأشخاص لم يأخذوا حقهم مثل رؤساء الاقسام والمنفذين الرئيسيين للعمل فقدموا مجهود جبار مثل كل المشاركين فيه.
- بالنسبة للسينما قدمتى مؤخراً فيلم "الثمن" وهو يحكي عن قضية اللاجئين السورين فى الوطن العربي، كيف كانت أجواء العمل؟
عندما عرض على الموضوع كان بالنسبة لى مثير للاهتمام جداً فهو يتناول قضية مهمة، وهى اللاجئين السوريين الموجودين فى كل المجتمعات العربية و تحديداً المجتمع المصرى، وكنت الفكرة كفيلة بأنني أوافق عليه.
تصنفي ضمن الفنانات المهتمات بالشئون السياسية خاصة فى السينما وخاصة بالقضية الفلسطينية؟
أنا أهتم بالمنظور الاجتماعي وليس السياسي، فأن أتعاون مع المنظمات الإنسانية وأعمل كثيراً على ملفات اللاجئين، فبالنسبالي من أصعب الأشياء أن يفقد الإنسان وطنه، لأن هذه المعاناة كنت أمر بكل تفاصيلها مع أمي الفلسطينية.
- ما سبب قلة الأفلام التى تتحدث عن قضية فلسطين؟
لا يوجد شخص لدية الجرأة بإنتاج مثل هذه النوعيات، فالمنتج يرد أن أمواله ترد إليه مرة أخرى، ومن يقوم بصنع مثل هذه الأفلام هى المنظمات الأجنية التى تعمل بمحاذير معينة.
والأفلام التى تنتج الأن عبارة عن حمامة سلام وحمام أبيض وأنا أرى أن هذا الأسلوب مبتذل فى التعبير عن القضية الفلسطينية ولا أحب أن أشارك فيه، ومن عبر بصدق كانت قلة قليلة مثل فيلم الأستاذ نور الشريف عندما قدم شخصية ناجي العلي.
- هل ترى صبا مبارك أن الظروف التي يمر به الوطن العربي جعلنا ننسى القضية الفلسطينية؟
لا نستطيع أن ننسى، لكن نعم ما يمر به الوطن العربي الآن صعب للغاية، لكنني اريد أن نعمل ما باستطاعتنا،ه، وكل شخص يؤدي ما بوسع فأنا مثلاً إذا عرض لى عمل يحكي عن المعاناة الفلطسينة بحق وصدق سأشارك فيه، وسأظل أقول فلسطين لأخر يوم فى عمرى حتى لو الك عارضني.
- لماذا لم تتجهي لإنتاج فيلم من هذه النوعية بتصورك وتخيلك؟
أنا بالفعل أعمل على مشروع حالياً لكنه يحتاج إلى وقت طويل من بحث تاريخي ومعلومات ومازال أمامي وقت طويل لأنه صعب للغاية، وانا لم أنتج بأموالي، أنا أشارك فقط فى كتابة السيناريو، والتصوير وتطوير المادة الفنية فية، وأتبع كل تفاصيله.
- أنتى قليلة فى أعمالك السينمائية بمصر لماذا، هل ترفضي الأفلام التجارية وماهي معاييرك فى الاختيار ؟
إي فيلم ناجح هو فيلم تجاري، هناك أفلام لم يتم تجويلها لتجارية لانها نخبوية بعض الشئ، لذلك فأنا لست ضد الأفلام التجارية، فالتجاري ليس بالضرورة أن يكون " شتيمة"، فكلمة تجارى معناها نجاح الصناعة.
هل المنتجين يفضلون صبا فى الدراما أكثر من السينما؟
هذا السؤال يوجه للمنتجين، لكن السينما بالنسبة إلى رقم واحد رغم القفزة التطورية التى حدثت فى الدراما فأصبح هناك تصوير بعدسات سينمائية، لكن ستظل السينما حلم.
- على المستوى الإنساني في لقاءك مع الإعلامية منى الشاذلى صرحت بأن حياتىك تشبه البدو كثير الترحال، فوالدتك فلسطينية ووالدك أردني وابنك تونسى وأنك ولدتي فى السعودية.. لماذا ؟
أنا جئت إلى مصر وأنا لدى عامين، واستقريت بها حتى عمر الأربع سنوات، ثم أن ووالدتى درست فى القاهرة وتخرجت منها، فهي كانت تقيم لدى عائلة مصرية وكنت أزورهم إلى أن توفاهم الله جميعاً، فأنا كنت دائمة المجئ لمصر، فمصر بلدى الثانية وأشعر فيها بالأمان.
اقرأ أيضاً
صبا مبارك تكشف لـ"في الفن" تفاصيل خوفها من الرقص مع منى زكي
بالفيديو - تعرف على فاطمة سرحان مطربة "حبك شمعة " في "أفراح القبة" وأفضل أغانيها
صبا مبارك بعد حذف اسمها من تتر "حق ميت": أتمنى لهم التوفيق