الارشيف / ثقافة و فن / في الفن

تسريب اسماء فنانين! هل يلجأ "القاهرة السينمائي الدولي" إلى طريقة "الصندوق الأسود"؟

يبدو أن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لا تملك ردا صريحا وواضحا على أزمة دعوة العديد من الشخصيات من ليست ذات الصلة بالشأن السينمائي والكومبارس والذين يظهر بعضهم في مشاهد صامتة، وأخرون لا نعلم عنهم شيئا، لحضور افتتاح الدورة الـ38 لمهرجان القاهرة السينمائي، وهو الأمر الذي وصل إلى أن نجد سما المصري تسير على السجادة الحمراء برفقة فنانين وفنانات مغمورين.

الصحافة الفنية في مصر سهرت ساعات طويلة في مساء حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ38 لتفتش في صور الحضور، ويسأل الصحفيون زملائهم: هل تعرف من في الصور! ولا نقصد هنا السخرية من الكومبارس على الإطلاق أو من أصحاب الظهور في مشاهد ثانوية، وبما أيضا يقدمونه، ولكن بجدوى وجودهم في مهرجان القاهرة السينمائي واحتلالهم المشهد، وهذا خطأ إدارة المهرجان وليس خطأ الفنانين بالتأكيد.

لكن فجأة ووسط هذه الأزمة كشفت مصدر من إدارة المهرجان لصحيفة "المصري اليوم" رفض ذكر اسمه عن اسماء 133 فنانا وجهت لهم الدعوة لحضور المهرجان لكنهم لم يأتوا، وهو التصرف الذي يقترب من التسريبات، على طريقة برنامج عبدالرحيم علي الشهير "الصندوق الأسود" الذي كان يعرض فيه تسريبات ومكالمات هاتفية لعدد من الشخصيات العامة،

وربما يعتقد ذلك المصدر من إدارة مهرجان القاهرة السينمائي - إن لم تكن إدارة المهرجان نفسها هي من تكلفت بذلك- أنه بذلك التصرف تبرئ الدورة 38 نفسها من الفشل في تنظيم حفل افتتاح يحضره نجوم كبار، دون أن يتم توجيه السؤال لأنفسهم حول سبب غياب الفنانين، ولماذا يحضرون مهرجانات سينمائية عربية ولا يحضرون مهرجان القاهرة؟ وربما يكون "أيام قرطاج السينمائية" خير دليل على ذلك، والذي حضره عادل إمام وجميل راتب وهند صبري والعديد من الفنانين.

لكن الحقيقة أن الكشف عن اسماء الفنانين الذين تم توجيه الدعوات لهم، هو سقطة أخرى لدورة العام الحالي، التي تكتفي فقط بأن تحمس النجوم لحضور المهرجان تحت شعارات ومصطلحات "الوطنية" و"مهرجان مصر" مرددين كلاما على مسامع النجوم من نوعية "لازم تيجي علشان مصر"، ولكن يبدو أن ذلك الابتزاز الوطني لم يعد مؤثرا مثلما كان في دورة سابقة عندما صرخت إدارة المهرجان في وجه النجوم وقالت إن إسرائيل تحاول خطف الصفة الدولية من القاهرة في حالة تأجيله، وهو الأمر الذي كشفه المخرج مجدي الهواري عبر صفحته بموقع Facebook وقال نصا إن هذه اللعبة لم تفلح هذا العام.

لقد عالجت إدارة المهرجان سقطة وجود كومبارس - وليس فقط سما المصري- وتوجيه الدعوة لهم لحضور حفل الافتتاح، بهذا التسريب على لسان مصدر، لترتكب خطأ أخر وتنزل إلى مستوى التسريبات، فليس معنى أنك دعوت فنان إلى مهرجان ما أنه سوف يحضر، والأولى من ذلك أن تعمل بنفسك وأن تجد أدوات ووسائل لجعل النجوم تتسابق على حضور المهرجان، بدلا من تبادل الاتهامات واللجوء إلى التسريب،

لسنا هنا في موقف للدفاع عن الممثلين والفنانين وعدم ذهابهم إلى المهرجان، فكل منهم قادر على الرد وبعضهم بدأ بالفعل في ذلك ومنهم السيناريست عمرو محمود ياسين الذي كشف أن الدعوة وصلته في ساعة متأخرة قبل افتتاح المهرجان بيوم واحد! لكننا نتساءل عن ذلك الأسلوب الذي تلجأ له إدارة مهرجان دولي، وتعتقد أنها تفعل الصواب، وأنها تقول للإعلاميين وأصحاب الشأن: لقد دعوناهم ولم يحضروا، لنتذكر المقولة الشهيرة بالسينما المصرية عندما يخرج طبيبا من غرفة العمليات والمريض على شفا حفرة من الموت ويقول الطبيب لأهل المريض أو المصاب : احنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا.

إدارة المهرجان يجب أن تطرح على نفسها التساؤلات حول سبب عدم ذهاب الفنانين إلى حفل الافتتاح، وربما تجد في دورة مهرجان الإسكندرية السينمائية رقم 30 الإجابة الشافية وهي الدورة التي حضرها أكثر من 70 فنانا، نعم أكثر من 70 فنانا بحق ذهبوا من القاهرة إلى الإسكندرية لحضور حفل الافتتاح وهي الدورة التي حملت اسم نور الشريف، وإذا كانت تجد في ذلك عيبا فربما تستعين بأيام قرطاج السينمائية، أو دبي السينمائي، وكفى تحججا بضيق ذات اليد وقلة الميزانية وهي الجملة "الإكليشية" التي يسمعها أي صحفي يغطي فعاليات المهرجان منذ سنوات، بل لا يوجد محرر سينما لم يسمعها طيلة عمر تغطيته للمهرجان.

اللعب على مشاعر الوطنية وترديد جملة "تعالى علشان مصر" لم يعد مفيدا، ونقول لإدارة المهرجان "اشتغلوا أنتم علشان المهرجان"، ونرجوا ألا نرى هذا المشهد السئ في ختام المهرجان.

لمراسلة الكاتب

https://www.facebook.com/mahmoud.alturkey

اقرأ أيضا

القاهرة السينمائي38- فيلم Toni Erdmann..كوميديا ألمانية تحمل الكثير من المشاعر الإنسانية

خالد الصاوي يرد على تسريبات القاهرة السينمائي 38

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى