ويعتبر جيري لويس من أبرز نجوم الكوميديا على شاشة السينما خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وشكّل مع الممثل والمغني دين مارتن واحدا من أشهر "الثنائيات" الفنية، إذ قدما خلال 10 سنوات 16 فيلما، حققوا نجاحات كبيرة في شباك التذاكر.

ونال الراحل جيري لويس تميّزه من نبرة صوته الرفيعة الأشبة بالطفل، ونظراته البلهاء، والتلاعب بقسمات وجهه، ويقول في لقاء معه في 2002 إنه فخور بأنه جنى شهرته ونجاحه من هذا.

وكان جيري لويس من أعلى ممثلي هوليوود أجرا، بفضل أفلامه الناجحة والشهيرة، ومنها The Bell Boy، وThe Nutty Professor، الذي أعاد الممثل الكوميدي إيدي ميرفي تقديمه بنفس الاسم في تسعينيات القرن الماضي.

أيضا من الأدوار الشهيرة لجيري لويس فيلم The King of Comedy، من إنتاج 1983 والذي قدم في أحداثه دورا شبيها له في الحياة الواقعية، وهو ممثل كوميدي شهير له برنامج تليفزيوني، يتعرّض لمطاردات ومضايقات من معجب مهووس به (روبرت دي نيرو)، وهو من إخراج مارتن سكورسيزي.

وفور إعلان خبر وفاة جيري لويس، سارع عدد من نجوم الكوميديا في هوليوود بنعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

وغرّدت الممثلة الكوميدي ووبي جولدبرج عبر Twitter قائلة إن وفاة جيري لويس مكسب للجنة، ولكنها خسارة للكوميديا.

فيما غرّد الممثل الكوميدي جيم كاري، والذي استوحى الكثير من مدرسته في الكوميديا من جيري لويس قائلا: "هذا المغفل لم يكن غبي، فجيري لويس كان عبقري لا يمكن إنكار موهبته، وكان نعمة على الكوميديا، وبفضله أصبحت ما عليه الآن".

كذلك نعى البيت الأبيض وفاة جيري لويس في بيان رسمي، والذي أشاد فيه بـ "الحياة غير العادية لواحد من أعظم الفنانين لدينا"، وأضاف أن لويس "لمس حياة الملايين".

ووُلد جيري لويس واسمه الحقيقي هو لويس جوزيف ليفيتش في نيوارك، بولاية نيو جيرسي الأمريكية، إلى أبوين روسيين ويهود، اللذان كان كلاهما يعمل في مجال الترفيه والاستعراض، وكان أول أداء قدمه جيري على خشبة المسرح في سن الخامسة جنبا إلى جنب مع والديه.

وتعاون لويس مع دين مارتن في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، والذي كان دائما ما يلعب دور الصديق الأبله لمارتن صاحب الشخصية الرقيقة.

واستمر التعاون بين جيري لويس ودين مارتن لمدة 10 سنوات، قدما خلالها 16 عملا فنيا ما بين شاشة السينما والتليفزيون والملاهي الليلية، حى قررا أن ينفصلا ويضعا نهاية لتعاونهما.

وفي أوائل السبعينيات، قدم جيري لويس فيلما عن محرقة "الهولوكوست" الشهيرة لليهود في عهد الزعيم النازي هتلر The Day the Clown Cried، والذي يجسد فيه مهرج ألقي به في السجن، واستُخدم في نهاية المطاف للترفيه عن الأطفال، وقيادتهم إلى غرف غاز معسكر الاعتقال، وهو العمل الفني الممنوع من العرض حتى الآن.

أيضا سيتذكر التاريخ جيري لويس بأنه صاحب فكرة Telethon، وهو حدث تليفزيوني جمع من خلاله تبرعات بالملايين لصالح مرضى ضمور العضلات.

وفي سنة 1995، أصبح جيري لويس هو النجم الأعلى أجرا في تاريخ مسارح برودواي، ولكن في سنواته الأخيرة، أثار جدلا ببعض نكاته العنصرية والمسيئة، وفي 2007 أجبر على الاعتذار للجمهور، بعد أن قدم نكات معادية للمثليين خلال الـ Telethon، ومن بعدها اختفى عن الأنظار.