شيعت بلدة صوفر والجبل ولبنان، الفنان الكبير نهاد رؤوف طربيه والذي نعته وزارة الثقافة، بلدية صوفر، نقابة الفنانين المحترفين في لبنان ونقابة محترفي الموسيقى والغناء، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وزير الثقافة غطاس الخوري، وشارك في المأتم المهيب الذي أقيم في دار صوفر وحضره الى جانب الوزير الخوري، ممثل الوزير طلال ارسلان سليم حمادة على رأس وفد من الحزب "الديموقراطي اللبناني"، الوزير بيار ابو عاصي ممثلاً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على رأس وفد ضمه والمرشح عن مقعد عاليه - الشوف انيس نصار، وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بالدكتور غسان ابو شقرا، النائب أكرم شهيب، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ممثلا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، النائب فادي الهبر ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، النائب السابق فيصل الصايغ، نقيب الفنانين احسان صادق، نقيب الموسيقيين فريد ابو سعيد، رئيس بلدية صوفر كمال شيا، رئيس اتحاد بلديات الجرد الاعلى وبحمدون نقولا الهبر، رئيس المنتدى الإنمائي لجرد عاليه والجوار خليل خير الله، ممثلين عن مؤسسة العرفان التوحيدية، حشد كبير من الفنانين والمطربين والموسيقيين، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية وعشائرية واجتماعية وفنية وحشد كبير من الوفود الشعبية في مناطق مختلفة من لبنان.
وألقيت كلمات بدأت بالتعريف من الزميل سامر ابي المنى، وكلمة لشيا استهلها بالشكر للدولة ممثلة برئيس الجمهورية على منح الراحل الكبير وسام الاستحقاق اللبناني وقال: "كان نهاد نموذج الانسان الرقيق صاحب الاخلاق الرفيعة والدمثة والمحب للجميع دون أية تفرقة، وكان مثال المواطن اللبناني الذي أحب وطنه وكره الحرب، وكان مثال الانفتاح تجاه الآخر وتقبله وكان يعشق التنوع اللبناني ويقدره ويعتبره غنى لا تفرقة".
وختم شيا: "استفقدك لبنان والعالم العربي ومحبيك وأهلك إنما الكبار يبقون ولا يرحلون، نهاد باق معنا بلحنه وصوته".
وألقى الوزير خوري كلمة قال فيها: "ايها الفقيد الغالي تقديرا لعطاءاتك من أجل لبنان قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الإستحقاق اللبناني الفضي، وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك، وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي ثم وضعه على النعش.
أما غسان طربيه، فألقى كلمة العائلة قائلاً: "تودع اليوم صوفر ولبنان رجلا مستقيما كريما محبا، له استقاله الأتقياء ومحبة الأوفياء، نودع الأخ والصديق".
وختم طربيه: "نشأته تربية وأخلاق، شبابه عمل ونشاط، حياته عطاء وسخاء، في قلبه التقوى والإيمان، وفي عقله مكارم الأخلاق، وإننا إذ نشكر فخامة الرئيس منحه الوسام وجميع من حضر وشاركنا مصابنا، لكم جميعا طول العمر.
وتحدث احسان صادق فقال: "من المؤسسة الموحدة بكل قطاعات ميادينها الفنية، يا ترى ماذا نقول لك وللزملاء الذين سبقوك الى واحة الخلود يتقدمهم الرئيس الفخري للنقابة الحبيب وديع الصافي".
وأضاف: "ترى ماذا نستطيع ان نقول لك وانت في طريق سفرك لدنيا الحق بصدق ان صح بأني صادق، لا بد من القول بان معرفتي بك وبخلال مسافة زمنية غير طويلة كثيرة المزايا التي خاصرت مسيرة تواضعك تؤكد بأنك لطالما كنت كبيرا بكل ما فيك من مزايا الشهامة وكان يا ما كان من جوهرك المعجون بأرقى وأنقى وأصفى خمائر الانسان الفنان المخلوق لفرح وسعادة الانسان أينما كان".
وتابع: "ايها النجم الحبيب نهاد، معا في وداع المحبة الزملاء وأنا وأبناء نقابة الفنانين المحترفين المؤسسة التي احتضنت مسيرة إيمانك بها أتينا ومعنا التحيات لروحك الغنية بالعطاء الفني والوطني من مجلس ادارتها والهيئة العامة، وينتهي الكلام بالدعاء، اللهم أنعم علينا بالوفاء لذكرى الحبيب نهاد لنستحق جميعا نعمة الايمان بوطن العيش المشترك وطن المحبة، وطن الرسالة لبنان، والى ان نلقاك في دنيا البقاء ايها الحبيب لك منا كل الوفاء لذكراك".
وألقى حمادة ممثلاً ارسلان كلمة قال فيها: "ان نهاد طربيه من الفنانين والمبدعين اللبنانيين والجميع يشيعون اليوم مع أهالي صوفر، صوفر التي أنجبت كبارا في مجالات الثقافة والفن كان آخرهما العزيزان نهاد طربيه ووجدي شيا والله يحفظ أخينا الفنان عفيف شيا ويجب ان نتعود ان ندعو للفنانين الأحياء بالصحة والعافية حيث يجب ان نكرس هذه العادة قبل ان تفارق الروح الجسد".
أضاف: "نهاد طربيه عرفته منذ كنت شابا يافعا وكانت بعقلين عاصمة الشوف، في تلك الآونة تحضر العدة لتكريم الامير فخر الدين وقد استقر الرأي ان يمثل الرئيس كرمز وطني قبل ان يكون فنانا وطنيا، نهاد طربيه كان في مكنونته وفي روحه الطيبة الكثير الكثير مما يتعلق في لبنان، هنا طبعا قضية نهاد طربيه وبقائه وسفره يجب ان تكون في رعاية الدولة اللبنانية هؤلاء الكبار من الفنانين، وأنا أشكر الصحافة التي دافعت عن نهاد في هذه الفترة من المصاب فعلا هناك بحيث ان تعالج في هذا الإطار".
وتابع حمادة: "نهاد يعود الينا اليوم مكرما بين بلدته وأهله وأصدقائه وعائلته، هو بيننا من جديد يعود الى هذه الأرض الطيبة، ونحن مسؤولون أن نحافظ على إرثه وسيرته الطيبة".
بدوره، ألقى ابوسعيد كلمة قال فيها: "ليس صحيحا ابدا ان جاء وسافر وغنى وملأ الدنيا وشغل الفن أو شغل الناس، ليس صحيحا ان ما فعل إنما أفعال مضت معه إذ ليس من ماضي بل حاضر أبدا فينا وبيننا وليس لنفسه بل لنا، هو غنى بالأمس كي نغني اليوم وغدا، هو غنى البارحة، كي نطرب الآن وفي الآتي من الأيام، هو أتى ورحل كي يبقى في تاريخنا، يبقى ذاك النازل من صوفر الى بيروت الى باريس الى العالم والعائد الى صوفر الى البيت الذي أحب، الى المجتمع الذي أحبه والى الأرض التي أنبتته، وهي الأرض التي نما فيه عشق اليها فانغرس فيها كيس يزهر فرحا لا ينتهي".
وختم: "ان كتاب الوفاء لن تطوى صفحاته التي تقتضي بأن تبقى تقرأ ونقرأ في كتابك، ونشكرك لأنك أضأت كل مجد من سكور هذا الجبل".
أمَّأ عفيف شيا، فألقى كلمة أصدقاء الراحل فقال: "كنا ننتظرك أيها الغالي أن نلقاك عائدا الينا بوجهك الضاحك وطلتك البهية، وشموخك الأبي وبمشاريع فنية متعددة، ولكن يا لسخرية القدر أن يفجعنا خبر موتك فارقد مرتاحا بعد هذا المشوار الطويل في تراب بلدتك صوفر، ونحن على يقين بأنه ستنمو على تراب قبرك أزهار الحب والوفاء والسلام ولن تنساك صوفر والجرد أبدا".
وكانت كلمة للريس قال فيها: "انقل اليكم بداية تعازي ومواساة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والاستاذ تيمور جنبلاط برحيل الفنان الكبير الأستاذ نهاد طربيه، فوليد جنبلاط ومنذ لحظة تبلغه نبأ الوفاة كان متابعا لكل التفاصيل ومتدخلا حيث يجب لترتيب وداع يليق بنهاد طربيه".
وأضاف: "ان من نودع اليوم هو علم من أعلام هذا الوطن ورمز من رموزه أعاد بفنه الراقي تعريف مفاهيم الفن، وأعاد الإعتبار للموسيقى في زمن الحرب والدمار والقتل والإقتتال، رسم البسمة على وجوه الناس الكئيبة ومنحها فرحة الأمل عندما أقفلت كل المنافذ بين اللبنانيين، وانشطرت المناطق وارتفعت حدود وخطوط التماس بين أبناء البلد والوطن الواحد، فأصر على إكمال المسيرة رغم كل الصعاب والمشاكل".
وتابع: "استطاع خلال سنوات قليلة أن يضع لنفسه موقعا مميزا بالقرب من كبار الفنانين والموسيقيين محافظا على وقاره وطلته البهية ووجهه البشوش المليء بالطيبة والآدامية فتحول الى الفنان الرمز، لقب بالطيب جدا لانه كان حقا طيبا جدا ومحترما جدا وشجاعا جدا، لم يهب الموت أو المرض، واجه مصاعب الحياة بثقة وكبر وعزم وإصرار وغادرها راضيا مرضيا دون أن يرخى بثقله على أحد أو ان يكلف أحدا بما يفوق قدرته وطاقته".
وأردف الريس: "حبذا لو سمح القدر لنهاد طربيه أن يعيش معنا الإستحقاق الديموقراطي الذي سنعيشه بعد أشهر قليلة، والذي طال انتظاره لأسباب وأسباب، والذي سيكون محطة شعبية لكي تعبر الناس عن خياراتها السياسية بحرية".
واضاف: "نحن نقدم على هذا الإستحقاق بعنوان بذلنا في سبيله الغالي من الأثمان والتضحيات الا وهو المصالحة التاريخية والعيش المشترك والتنوع والتعددية في الجبل وفي لبنان، فكل الخيارات الاخرى هي خيارات مدمرة لحياتنا السياسية والوطنية، من هنا كلنا مدعوون للاقتراع لهذه المصالحة، للعيش المشترك، للوحدة الوطنية حفاظا على لبنان وهويته السياسية العربية المنفتحة".
وختم الريس: "الى نهاد طربيه وداعا أيها الفنان القدير، وداعا أيها الرجل الطيب، ستفتقدك صوفر، سيفتقدك لبنان، سنفتقدك جميعا، وإذا كان للوفاء عنوان فاسمه نهاد طربيه".
وبعد ذلك حمل رفاق الفقيد نهاد طربيه من فنانين ومطربين نعشه.