بعد أن سُرّبت صورة لأرزة لبنان الشحرورة صباح و هي على فراش المرض في المستشفى و يظهر بها أحد الشبان و هو يقبّلها على رأسها الأمر الذي أدّى إلى إستياء الكثيرين - و احتراماً من موقع مجلتنا لهذا الرمز الكبير سنعتذر عن نشر هذه الصورة - أوضحت كلودا عقل ابنة شقيقة صباح عبر صفحتها الخاص على موقع التواصل الإجتماعي ( فيسبوك ) ما جرى و أخبرت القصة كاملةً معتبرةً الموضوع جريمة و كتبت ما يلي :
السادة الكرام الإعلاميين و الصحفيين أصدقاء هذه الصفحة و جميع الأعضاء المنتسبين إلى صفحة الفنانة الكبيرة صباح في لبنان و خارج لبنان :
لقد تفاجئنا يوم أمس بنشر صورة للفنانة الكبيرة صباح و هي على سرير المرض، و هي صورة قديمة يعود تاريخها لشهور مضت و بعد خروج الفنانة صباح من المستشفى و ليست صورة حديثة إذ أن آخر صور لها كانت تلك التي التقطها الفنان باسم فغالي. فماذا تنتظرون من أي شخص خارج من المستشفى و من ظروف صحية صعبة و خطيرة ؟ فهل من المفروض أن تكون في قمة جمالها و شياكتها و كأنها في حفل كوكتيل أو تحيي حفلاً في قلعة بعلبك مثلاً ؟
نحن نستنكر هذه الجريمة، نعم هي جريمة لأن فيها انتهاك صريح لكل الحرمات، و هذا العمل الجبان لن يمر مرور الكرام و أنا " كلودا " و منذ يوم أمس أقوم مع الصديق جوزف غريب بجهود حثيثة و تحرّي دقيق لمعرفة ملابسات هذه الصورة و كيف أُخذت و من سمح بها و من غضّ الطرف عنها و من هو الشخص الموجود في الصورة ،و كيف وصل إلى بيت صباح و إلى غرفة نومها ؟
أنا طبعاً و الكل يعرف ذلك ملازمة لخالتي صباح معظم الأوقات و أحاول بكل ما أوتيت من قوة و إمكانيات أنا و الصديق جوزف غريب أن نحميها من المتطفلين و المستغلين و المتاجرين و أصحاب النوايا الخبيثة و عديمي الأخلاق و المروءة، و لكن أنا أيضاً لدي عائلة و مسؤوليات و التزامات تضطرني إلى التغيّب لبعض الوقت مطمئنة إلى وجود مشرفين على مكان إقامة الصبوحة أوليناهم ثقتنا و يعرفون تعليماتنا جيداً بمنع دخول أي كان دون استئذاننا و دون موافقتنا و منع التصوير منعاً باتاً، و أيضاً هناك أفراد آخرون من العائلة يقومون بزيارتها و المفروض أنهم أيضاً حريصون على حرمة بيت صباح و حرمة غرفة نومها و حريصون على اسمها و صورتها و على عدم تعريضها لإساءات من قبل بعض الحاقدين أصحاب النفوس السوداء و جعلها فرجة لهذا أو ذاك. و كنا نتمنى لو كان أولادها بقربها لتحظى برعايتهم و يتحمّلوا مسؤولياتهم تجاهها.
و لنفترض مجرد افتراض و هذا لم يحصل طبعاً، أن هؤلاء دخلوا إلى بيت صباح بمعرفتنا فليس من حقهم إساءة الأمانة و مخالفة التعليمات بعدم التصوير و انتهاك حرمة بيتها و غرفة نومها و حُرمة المرض. و قد مرينا بتجربة سابقة من هذا النوع عندما زارت الأميرة موزة الفنانة صباح في مقر إقامتها و كانت أيضاً تمر بظروف صحية شديدة الخطورة و خارجة للتو من المستشفى و كانوا أبلغوا الصديق جوزف غريب قبل وصولها بعشر دقائق فقط مبررين ذلك بالضرورات الأمنية و أنها لا تعطي علماً مسبقاً بتنقلاتها، و قد جاءت يومها برفقة وزير الصحة اللبناني محمد جواد خليفة و زوجته و وفد صحفي و إعلامي كبير طفّوا جميعاً إلى غرفة نومها و هي نائمة و بدأوا بتصويرها، و عندما وصل جوزف سألهم لماذا تواجد هذا الكم من الإعلام و التصوير الذي تمّ فقال له وزير الصحة أن هذه الصور لنا فقط و تعهّد بأن لا تُنشر و لكن تفاجأنا بعد ساعات قليلة بانتشار فيديوهات و صور الزيارة بالشكل الذي رأيتموه جميعكم.
إذاً و بالعودة إلى الصورة موضوع كلامنا اليوم و هذه الجريمة المكتملة، فهي كما ذكرت مدار تحقيق دقيق من يوم أمس لمعرفة ملابساتها. و كل من شارك فيها سواء بالفعل أو بالتقصير سيحاسب محاسبة عسيرة و سوف نلاحقه قضائياً كائناً من كان و نحمد الله أن من سرّب الصورة ظاهر فيها بشكل واضح و قد سهّل علينا مهمة ملاحقته لأننا لا نعرفه و لم نصرّح له بالدخول و لا بالتصوير و سوف يحاسب هو و من سهّل له هذا الامر.
و استغرب بشدة هذه الهستيريا في نشر هذه الصورة من قبل معظم المواقع الإلكترونية و صفحاتها على الفيسبوك و التويتر و بعض الصحف الصفراء أو التي تحوّلت إلى صفراء لا بل سوداء للأسف و الاستهتار و عدم المسؤولية في التعاطي مع هذا الموضوع الإنساني بالدرجة الأولى و يدهشني إلى حد الغضب أن أي من هذه المواقع أو الصحف لم يُكلّف نفسه سؤال العائلة عن ملابسات هذه الصورة و هل مصرّح بنشرها أم لا ؟؟ و كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بالتقاط صور من هنا و هناك و نشرها دون سؤال العائلة أو دون مراعاة حرمة و كرامة الأسطورة صباح الفنانة و الإنسانة التي لم تسيء إلى أحد في يوم من الأيام. و لذلك فإن كل موقع و كل صحيفة قامت و ستقوم بنشر هذه الصورة سوف تُعتبر مشاركة في هذه الجريمة أدبياً و معنوياً و سوف يتم ملاحقتها بكافة الوسائل المتاحة.
و بدورنا نناشد فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد ميشال سليمان مساندتنا في معاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة من فاعلين أساسيين و من مشاركين و مستغلين، فصباح رمز من رموز لبنان و قدّمت لبلدها ما لم يقدّمه أي مسؤول على الإطلاق و غنّت بلدها و وطنها في كافة بقاع الأرض و هي أول من أطلق الأغنية اللبنانية و التراث اللبناني، و غنّت الوطن و الجيش بمئات الأغاني و قد أصبحت أغنيتها " تسلم يا عسكر لبنان " نشيداً رسمياً معتمداً في القصر الجمهوري و من واجب هذه الدولة الكريمة أن تحافظ على رموزها و أن تحمي كبارها إن لم يكن مادياً فعلى الأقل معنوياً.
و عشمنا كبير جداً بفخامة رئيس الجمهورية لأن أخر تكريم تلقّته الصبوحة هي من فخامته و ذلك حين قلّدها وسام الأرز برتبة ضابط أكبر في مهرجان بيت الدين صيف 2011 و قدّمت لها الوسام عقيلة الرئيس السيدة الأولى وفاء سليمان و التي قالت حرفياً " تقديراً لمسيرة السيدة صباح المضيئة في عالم الفن و عطاءاتها الآتية من عمق التراث و أصالته و عربون محبة و شكر لما قدمته في سبيل لبنان طوال عقود من الزمن قرر فخامة رئيس الجمهورية منحها وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر و كلفني أن أقلدها إياه في هذه المناسبة المميزة .. "
فإذاً فإن صباح تتمتّع اليوم بمنصب رسمي شرفي برتبة ضابط أكبر و هي الآن أصبحت بحمايتكم يا فخامة الرئيس و نحن كلنا ثقة بشخصك الكريم و بشهامتك و حكمتك المعهودة و حرصك المخلص على كافة رموز لبنان و مبدعيه.
كما أناشد كافة وسائل الإعلام و الصحف المحترمة و التي نجل و نقدّر أن يساندوننا و كما عهدناهم دائماً عبر طرح هذه القضية و إيصال صوتنا لكافة المسؤولين.
هنا لا بد لي أن أشكر السادة المحامين و قد اتصل بنا عدد كبير جداً منهم لعرض خدماتهم في هذه القضية من دون مقابل وفاء للفنانة صباح و لرمز كبير من رموز وطنهم لبنان..
كما أود أن أتوجّه بالشكر للمئات و الألاف من محبي الصبوحة المخلصين الذين استنكروا هذه الجريمة و اتسهجنوا نشر هذه الصورة بشدة في كافة مواقع التواصل و عبّروا برقي و محبة و عاطفة عن محبتهم الصادقة لها و تصدّوا بكل قوة و بإخلاص و وفاء نادرين لكل المسيئين و أصحاب النفوس السوداء عديمي الأخلاق و المروءة و الإنسانية ليس فقط محبة بالصبوحة و هذا أمر مؤكد و إنما لأنهم وطنيون مخلصون و يقدّرون رموزهم الوطنية و يعرفون قيمة كبارهم و ما ساهمت فيه صباح و ما قدّمته خدمة لوطنها.
و دمتم جميعاً بألف خير و شكراً لمحبتكم الصادقة.
كلودا عقل