يعتبر الفنان "مشروح هشام الفيلالي" من الفنانين المخضرمين والمؤسسين للمجموعات التراثية الرائدة في فن الكناوي، والفن العيساوي البيضاوي والمعروفة بحفاظها على هذا التراث الفني والثقافي والتاريخي، وكذلك تجديده بطريقة احترافية سواء من حيث اللباس أو إدخال آلات موسيقية عصرية مع تعليمه وتلقينه للأجيال القادمة.
و ينتسب الفنان "هشام مشروح" إلى الطريقة العيساوية وإلى زاوية الشيخ محمد بن عيسى، الذي عاش بمدينة مكناس و كان يبث بها تربية صوفية إلى أن توفي سنة 1526، احتفظت الذاكرة الشعبية بصورة عن هذا الشيخ، كرجل صالح وأستاذ روحي، والتصق به لقب ”الشيخ الكامل” إلى اليوم، لما كان يربي عليه المريدين من عمق روحي عن طريق العناية الخاصة بالذكر وتلاوة القرآن وسرد الأمداح والصلوات على رسول الله تؤدى الأناشيد والألحان عند عيساوة بالاعتماد على الدقات بواسطة آلات التعريجة، الطاسة، البندير، الطبلة، الدف، وأبواق النفير، وعبر أداء جماعي ولحن انفرادي، كما أن له وقعا خاصا على المستمعين، الذين قد يحدث عند بعضهم انفعال خاص، وأن له مؤهلات استشفائية لبعض الأحوال النفسانية، حيث تتم إقامة حفلات عيساوة في المناسبات الدينية كالمواسم وعيد المولد النبوي، أو في مناسبات اجتماعية كالعقيقة وحفل الزواج أو الختان وتبقى أعظم مناسبة لطائفة عيساوة هي مناسبة الاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس، بموازاة مع احتفالات عيد المولد النبوي الشريف، حيث تتجمع كافة الفرق العيساوية ومريدوهم من مختلف أقاليم المغرب.
“هشام الفيلالي” فنان ابن مدينة الدار البيضاء، رئيس جمعية فن التراث المغربي، يتميّز بقدرته على الانتقال داخل الفن الكناوي والعيساوي أو بالأحرى طائفته الكبرى الصوفية التي تشتهر باستعمالها للأمداح بصوتٍ عالٍ واستخدام الموسيقى، مؤديةً الأناشيد والألحان بالاعتماد على الدقات بواسطة آلات التعريجة، البندير، الطبل، الدف، وأبواق النفير عبر أداء جماعي ولحن انفرادي، واشتهرت فرقة هشام الفيلالي على أن لها وقعاً خاصاً على المستمعين الذين قد يحدث عند بعضهم انفعال خاص، وأن لها مؤهلات إيجابية، من خلال إقامة حفلات عيساوة في المناسبات.
كما يعتبر هشام الفيلالي، نجم من نجوم الكنبري، والإنشاد الديني المغرب، فقد أنار سماء الإبداع الراقي بصوته الرنان، وهو من الأصوات الفنية الشابة القليلة التي تجمع بين علو الثقافة ورقي الأداء وسمو الأخلاق وطيبوبة الروح، تشبّع الفنان "مشروح" بالفن الذي يعبّر عن رقي الثقافة المغربية وأصالتها منذ الصغر، حيث يجمع بين الكلمة النقية والموزونة والأصوات العذبة، بالإضافة إلى روحه الطيبة في أجواء الحضرة والنغمات الصوفية، حيث أسس أول فرقة عيساوية بمسقط رأسه الدار البيضاء، ليصبح بعد ذلك من أبرز الوجوه الفنية الشابة المشرقة التي تمثّل الفن العيساوي بمنطقة الدار البيضاء، إذ كوّن نفسه بنفسه وبتعاون لطيف جميل من فرقته المكوّنة من 18 عنصراً، نشأ في حي أهله يعشقون الفنون ويرتبطون ارتباطاً وثيقاً بجميع الزوايا فأخذ من كل فنٍ نصيباً، لكنه لم يقتصر على تكرار ما سمعه من الأولين، ولكن أبدع في أكثر من فن ليصبح من كبار الفنانين والمسمعين.
الفنان "هشام مشروح الفيلالي"، حقق نجاحات كثيرة، منها، إدخال الفرحة على البيوت المغربية، ومثّل المغرب في عدة مناسبات وطنية ودولية، كما نظّم مهرجاناً تحت شعار "فن الثراث المغربي"، في دورته الثانية بمدينة الدار البيضاء، وهو مهرجان كبير باختلاف ألوانه، حيث ضمّ ثمانية فرق كبرى، كذلك نظّم لأول مرة بالدار البيضاء موسم للطائفة العيساوية لمدة ثلاثة أيام، ثم تنظيمه لمجموعة من اللقاءات والمحاضرات تمحورت حول الفن الثراث المغربي الأصيل.
لا زال الفنان "هشام مشروح" يبدع في كل مرة ويأتي بما هو جديد، للخروج عن المألوف ونمط الدقة المراكشية واعبيدات الرمى ليشق طريقه بثبات بعد أن أخذ تجربة كبيرة وترأسه لمجموعة عيساوية بمنطقة الدار البيضاء، حيث تم ّتكريمه في عدة مناسبات محلية وجهوية ووطنية، فهو يعتبر سفير مدينة الدار البيضاء للفن العيساوي.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة