الارشيف / ثقافة و فن

جوزيف حرب : شاعر الوطن و الحب، رحل جسداً لكنه فارس لن يترجّل عن صهوة الجماليات

 

غيّب الموت مساء يوم الأحد الموافق التاسع من شهر شباط ( فبراير ) الماضي، شاعر الوجدان و الثقافة و آمال و آلام اللبنانيين “ جوزيف حرب “ عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً، قضى منها أكثر من

نصف قرن في العطاء الشعري و الإعلامي، و هو يـُعتبر رفيق صوت “ فيروز “ حيث لها العديد من الأغاني من كلماته.

لقد تمازجت أشعار “ جوزيف حرب “ مع حنايا النسيج الوجداني اللبناني و العربي الفردي و الجمعي، حيث حضرت في عدد كبير من أغاني السيدة “ فيروز “ المنتشرة ليس فقط في العالم العربي

بل في كافة دول العالم حيث لا تخلو دولة من نسيج اجتماعي عربي، كما ترك بصمتين على أعمال الموسيقار “ مارسيل خليفة “ : ( انهض و ناضل ) و ( غنّي قليلاً يا عصافير ).

 نقرأ في أعمال “ جوزيف حرب “ تعبيراً عن خوالج النفس و امتزاجها بأمل و أُنس ننشده في نصفنا الآخر "حبّيتك تـنتسيت النوم""خلّيك بـالبيت"،و لحصيلة تأمُّل بدورة الطبيعة و إسقاط حركيتها 

على خواطرنا التي نُخاطب بها الحبيب ( ورقو الأصفر شهر أيلول، بـليل و شتي ). كما نقرأ تشبُّثاً واضحاً بقضايا الوطن في مجمل أشعاره الوطنية والدعوة لوضعه فوق كل اعتبار ( رح نبقى سوا- إسوارة العروس - يا قونة شعبية - فيكن تنسوا ).

و المـُلفت هنا، غياب الاهتمام الرسمي و التربوي الملحوظ بالمناسبة، حيث لم يتكلّف أحد من مسؤولي التربية أو المدارس بتعريف الطلاب بالراحل الكبير أو بتخصيص حصّة دراسية تتناول أعماله.

و نقدّم لكم نبذة عن حياة و مسيرة الشاعر الراحل :

من مواليد 1944 المعمرية، قضاء الزهراني؛ درس في المدرسة الأنطونية في بعبدا - جبل لبنان، و لقد نال شهادتين في الحقوق و الأدب العربي من الجامعة اللبنانية. عمل في التعليم و المحاماة ثم

في الإذاعة اللبنانية عام 1966، و كان كاتباً و مقدّماً لبرنامج "مع الغروب"، وأيضاً كاتباً لبرنامج ( مع الصباح ) من تقديم “ ناهدة فضل الدجّاني “. تـولّى رئاسة اتحاد الـكُتّاب اللبنانيين من عام

 1998 حتى عام 2002.

له عدّة دواوين شعرية، منها باللغة الفصحى : شجرة الأكاسيا - مملكة الخبز و الورد - الخصر و المزمار - السيدة البيضاء في شهوتها الـكُحلية - شيخ الغنم و عكّازة الريح - قميصي الـوزّال قبعتي

العصافير “ جزء أول “ - كتاب الدمع و ديوان المحبرة “ جزء ثاني “ - رُخام الماء - كلك عندي إلا أنت - أجمل ما في الأرض أن أبقى عليها - دواة المسك - و في العام الماضي نشر آخر دواوينه باللغة

الفصحى : كم قديم غدا - قلم واحد في ثلاث أصابع، و من دواوينه باللهجة اللبنانية المحكّية : زرتك قصب - طالع عـبالي فل - سنونو تحت شمسية بنفسج - مقص الحبر - فلّيت نـاي.

يـُعتبر الشاعر الراحل رفيق صوت “ فيروز “ بامتياز، حيث أن العديد من أغانيها هي من كلماته : إسوارة العروس - زعلي طوّل أنا ويـاك - لـبيروت - حبّيتك تـنسيت النوم - لـمّا عـالباب - ورقو الأصفر -

أسامينا - فيكن تنسوا صور حبايبكن - البواب - يـا قونة شعبية - خلّيك بالبيت - رح نبقى سوا - بـليل و شتي. كما غنّى الموسيقار “ مارسيل خليفة “ قصيدتين للشاعر الراحل “ جوزيف حرب “ هما :

غنّي قليلاً يا عصافير - انهض و ناضل.

و في مجال التلفزيون، كتب “ جوزيف حرب “ عدة مسلسلات منها : أواخر الأيام - باعوا نفساً - قالت العرب - قـُريش - أوراق الزمن الـمر - رماد و ملح.

كما نـال “ حرب “ العديد من الجوائز التكريمية : جائزة الإبداع الأدبي من مؤسسة الفكر العربي، و الجائزة الأولى للأدب اللبناني من مـجلس العمل اللبناني في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما كُرِّم

في سورية عام 2010 حيث مُنح وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة تقديراً لـمواقفه القومية و إبداعاته الأدبية المتميّزة على مستوى الوطن.

 

جوزيف حرب.. الكبار لا يموتون، بل تبقى أعمالهم في يومياتنا و آمالنا و آلامنا، و سنبقى ننهض و نناضل، ستسقط الأوراق الصفراء في شهر أيلول لـيُزهر ربيع مع أمل جديد، ستبقى بيروت أيقونة شعبية

يـُعانق فيها الـهلال الصليب، لن ننسى وطننا و لا صور أحبائنا، و حتى يـعتق الغيم في وطني “ رح نبقى سوا “.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا