الارشيف / ثقافة و فن

“هبانوس” تحقق النجاح بفضل السفير الصحراوي الدكتور إبراهيم الذي حرر الصحراء المغربية‎

ساهم الدكتور ابراهيم موسى، السفير السابق لجمهورية الدومينيكان، في إنجاح مشروع زراعة التبغ و صناعة السيجار في المغرب.
 
واستقبل الدكتور موسى آنذاك بجمهورية الدومينيكان شركة “هبانوس” الوطنية المتخصصة في صناعة السيجار المغربي مائة بالمائة في شخص رئيسها التنفيذي سيدي محمد الزهراوي وعمره لا يناهز 18 سنة، والذي حضر  للجمهورية على هامش احتضانها ككل سنة معرض السيجار، حيث قام السيد الزهراوي بتنظيم عدة لقاءات مع رجال أعمال من الدومينيكان، جالباً معه البذور المغربية من النوع الرفيع لزراعة التبغ و السيجار، كما أمدَّ التقنيين بالجمهورية بجميع التسهيلات لكي يلتحقوا بالمملكة المغربية للإشراف على زراعة التبغ و صناعته و تكوين أطر مغربية في هذا الميدان.
 
هذا ويعود للسيد إبراهيم موسى الفضل الكبير في نقل هذه الزراعة من أمريكا اللاثينية إلى المملكة المغربية، إذ بمساعدته المادية و المعنوية و تتبعه للمشروع، أصبح السيجار المغربي من أشهر المنتوجات عالمياً.
 
من جهته، وجّه رجل الأعمال ومالك شركة “هبانوس” الوطنية مولاي عمر الزهراوي، رسالة شكر للدكتور إبراهيم موسى على روحه الوطنية لدعم اقتصاد المملكة المغربية من خلال شركة “هبانوس” الوطنية، التي أضحت بفضل تشجيعات الدكتور موسى رائدة في زراعة و صناعة السيجار على المستوى الوطني والدولي، كما عادت الشركة بالنفع والربح الكبير على اقتصاد المملكة المغربية.
 
السيجار الذي سبق أن اكتشفه العالم  كريستوف كولومبوس قبل خمسة قرون في دولة الدومينيكان، بلغ ذروته ليصل إلى المغرب ويصبح معه الأخير بفضل شركة “هبانوس” منتجاً ومصدرا للسيجار المغربي من النوع الفخم وعالي الجودة لدول العالم، وقد كان للسيد إبراهيم موسى  الفضل الكبير في بلوغ السيجار المغربي مستوى منافسة دول أمريكا اللاتينية.
 
نبذة عن السيد إبراهيم موسى
 
يعتبر السيد إبراهيم موسى الصحراوي الوطني الغيور على بلاده، من مواليد مدينة الداخلة قبل 67 عاماً، درس سلك الثانوي في لاس بالماس، قبل أن يحصل على دكتوراه في الطب في العاصمة الإسبانية مدريد كأول طبيب صحراوي يتخرج من الجامعات الإسبانية.
 
ولج الدكتور موسى الدبلوماسية قنصلاً سنة 1985، واستمر في السلك الدبلوماسي سفيراً حتى سنة 2016، وساهم في سحب 15 دولة من أمريكا اللاتينية اعترافها بالجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو و نورد لكم مقتطفاً من تصريح سابق له على أحد المنابر الوطنية :
 
فرادة شخص إبراهيم الحسين موسى لا تكمن فقط في كونه أول طبيب صحراوي يتخرج من الجامعات الإسبانية، بل لكونه ولج الدبلوماسية قنصلاً سنة 1985، واستمر في السلك الدبلوماسي سفيراً حتى سنة 2016، وساهم في سحب 15 دولة من أمريكا اللاتينية اعترافها بالجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو.
 
تاريخه
 
مسار طويل مع قضية الصحراء يحكيه الدكتور موسى لصحيفة “مواطن” من خلال إجابته عن الأسئلة التالية:
* كيف عشت من الداخل جذور قضية الصحراء؟
عندما استقبلنا الجنرال فرانشيسكو فرانكو في مدريد، في 15 مارس 1975، وكان إلى جانبه وزير الشؤون الصحراوية، ومدير الشؤون الصحراوية، في آخر لقاء عقده مع ممثلي الصحراء في البرلمان الإسباني وفي الجماعة الصحراوية برئاسة الحاج خطري ولد اسعيد الجماني. وأنا كنت مديراً للصحة في المنطقة الصحراوية كلها، ودخلنا لأحد المكاتب وخاطبني فرانكو: “أريدك الدكتور موسى، من فضلك، أن تتولى الترجمة بيني وبين الحاج الجماني”، الذي لم يكن يتحدث بالإسبانية. وخاطب الجماني قائلاً : “سمعت كلامكم وسمعت طلبكم. الصحراء فعلاً “ تفاحة ” نزاع. المغرب يريد الصحراء، والجزائر تريد مشاركة في استغلال الصحراء، وموريتانيا أيضاً. هذا نزاع بين هذه الدول وهو في مصلحتنا. الآن الجيش الإسباني موجود وهو يحميكم، ولكنني أريد أن يرافق كل جندي إسباني جندي صحراوي. لهذا يا الحاج خطري، أنت من قبيلة الرگيبات فخذة “البّيهات”، إننا نحتاج 1500 جندي صحراوي نكوّنهم ويتموقعون في الحدود”…
 
* (مقاطعاً) ولكن الصحراويين لا قبل لهم بمثل هذا العمل؟
 
لا كانت هناك الشرطة الترابية (Policia Territorial) وقوات الرحل (Tropas Nómadas)، لكن كم كان عددهم، ألف، ألفان، هو كان يريد أن يزيد في العدد، هو يريد أن يكوّن جيشاً في الحدود “للصدمة” في حال الهجوم.
 
المهم ترجمت للجماني ما قال فرانكو…
 
ترجمت للجماني واقترحت عليه الجواب، حيث قلت له “هذه شرارة حرب أهلية، وأنتم موجودون في المغرب وفي موريتانيا”. ظل ساكتاً قليلاً ثم قال له: “سيدي الجنرال أنا معكم وعائلتي معكم وقبيلتي معكم، لكن قبيلتي الرگيبات موجودة أكثر في المغرب وبعضنا موجود في الجزائر وفي موريتانيا. وما تريدون سيسبب حرباً أهلية”. والجنرال عاش الحرب الأهلية ويعرف تأثيرها.
 
* لم تكن عضواً صحراوياً في البرلمان الإسباني؟
 
لا، كنت مساعد عضو في البرلمان. لأنه في ذلك الوقت، إذا لم تكن تتجاوز 35 سنة، لا يمكن أن تكون عضواً في البرلمان في عهد فرانكو، وعلى كل حال لم تكن هناك انتخابات بل تعيين فقط، وبالنسبة للأصغر سناً كحالتي يمكن أن يكون مساعداً لأحد البرلمانيين.
 
* وما هو الانطباع الذي خرجت به بعد كل ما قاله خوان كارلوس؟
 
فهمنا، أنا والحاج خطري، أن العراقيل بالنسبة إلى الصحراء وعودتها إلى المغرب مصدرها فرانكو وليس خوان كارلوس. ومنذ مارس 1975 شعرنا بأن الدبلوماسية الإسبانية حول الصحراء بدأت تتغير، حيث تخفّفت اللغة الدبلوماسية القوية نحو المغرب، حتى لهجة حكامهم العامين تغيرت، بحيث لم يعد المغرب هو “العدو” و”الذي سيستعمركم” و”الاستعمار الجديد” و”أنتم لستم مغاربة” و”أنتم صحراوين لا علاقة لكم بالمغرب”… كل هذا تغير. وزير الخارجية الإسباني لوبيز برابو الذي كان ناضل بحماس من أجل إقامة دولة فيدرالية مع إسبانيا في الصحراء بعلاقات طيبة مع الجزائر، وحماية لمصالحها الاقتصادية في المنطقة، تم تغييره بعد شهرين. لأنه كان أول وزير خارجية إسباني الذي زار في يناير 1975 موريتانيا وفي تصريح صحافي تحدث بإسم “الشعب الصحراوي” وبأنه “يستحق تقرير مصيره” و”يختار مستقبله” و”يستحق أن تكون له دولة مستقلة عن الدول المجاورة وعن الرغبة في التوسع”، في إشارة إلى المغرب دون أن يذكره. إذاً تمّ تغيير هذا الوزير…
 
* هنا شعرتم بالإنفراج؟
 
بدأ الإنفراج وأصبحت هناك ثلاثة مذاهب: مذهب من دعاة الحرب، منهم الحاكم والجيش، وهؤلاء بقي موقفهم جامداً، وكانوا يقولون “هذه أرضنا ولن نتحرك منها ولا استقلال ولا أي شيء”. وهناك مذهب ثان يقول بأن الإسبان يجب أن يتخلوا عن مسؤولياتهم في الصحراء ويضعوها بيد منظمة الأمم المتحدة. ومذهب ثالث يتحدث عن التفاهم والتقارب مع المغرب.
 
* والأحزاب السياسية ماذا كان موقفها؟
 
الأحزاب السياسية كانت ممنوعة في هذا الوقت، كان هناك الحزب الوحيد تقريباً وهو حزب فرانكو، وحزب فراغا دي بارني وهو مساعد فرانكو، بقي الحزب الإشتراكي، والحزب الليبرالي، والحزب الشيوعي، والحزبان الجهويان الباسكي والكاطالاني، كلها كان لي بها اتصال وكانت تقول بمغربية الصحراء، ويذهبون إلى أنه يمكن إضعاف فرانكو بانتزاع الصحراء منه، لأنه إذا لم يتم ذلك سيقوم بما قام به في شمال المغرب (الذي انطلق منه إلى حكم إسبانيا)، خصوصاً في حال إقامة دولة فيدرالية مع إسبانيا سيتقوى نفوذه في الصحراء كما في جزر الكناري أيضاً.
 
* وكيف قمتم باستغلال هذا التناقض الداخلي؟
 
كان لي اتصال سري بالحزب الاشتراكي، كنت على معرفة بفيليبي غونزاليس وألفونصو غيرا، وهما كانا يقولان بأن الصحراء مغربية، وكانا يعتبران بأن فرانكو يأخذه الحنين إلى القديم في العلاقة مع إفريقيا وأنه ليس من مصلحتهم تقوية فرانكو والجيش. لكن المشكل في الحزب الشيوعي هو ميله إلى الجزائر، لأسباب إيديولوجية، يقولون إن الجزائر نظام “تقدمي”، فيما النظام المغربي “ملكي”…
 
طبعاً كانت هناك الحرب الباردة التي تلقي بظلالها على المنطقة…
 
تماماً، المهم كان هناك انفتاح وتوجه نحو المغرب، ولكن هناك الإحصاء الإسباني لسنة 1974 الذي تم إعداده من أجل التصويت لصالح البقاء الإسباني في الصحراء، لأن القبائل التي لها ميول تاريخية مع المغرب لم يتم إحصاؤها مثل قبائل تكنة وأيت باعمران وأيت لحسن وريافة أيت توسة ويگوت والتي توجد في الصحراء تم تجاهلها وكانوا يسمونها “قبائل الشمال”، وأهلها يمثلون تقريباً 40 في المائة من الذين كان يجب إحصاؤهم، لأنهم لم يمنحوهم درجة “قبيلة”، حتى لا يشاركوا في أي استفتاء إذا تمّ بعد ذلك. لكن بعد الانفتاح الذي تحدثت عنه بدأ التغيير في الموقف من هذه القبائل، حيث سجلوهم وشرعوا في منحهم بطائق إسبانية وغير ذلك، المهم هناك تحوّل تم بعد الاجتماع الذي تم مع فرانكو والكلمات التي قلناها له..
 
فرادة شخصية إبراهيم الحسين موسى لا تكمن فقط في كونه أول طبيب صحراوي يتخرج من الجامعات الإسبانية، بل لكونه ولج الدبلوماسية قنصلاً سنة 1985، واستمر في السلك الدبلوماسي سفيراً حتى سنة 2016، وساهم في سحب 15 دولة من أمريكا اللاتينية اعترافها بالجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو. مسار طويل مع قضية الصحراء يحكيه، لـ”مواطن”، السفير الدكتور إبراهيم موسى، المولود في الداخلة قبل 67 عاماً، والذي درس الثانوي في لاس بالماس، قبل أن يحصل على دكتوراه في الطب في العاصمة الإسبانية مدريد…
 
في الحلقة الأولى، كان السفير السابق قد تحدث عن لقائه ضمن وفد صحراوي مع الجنرال فرانكو والأمير خوان كارلوس، ليتابع حكيه، متوقفاً عند أثر اللقاءين على الجزائر والمغرب…
 
* ماذا عن الجزائر، هل بدأت التحرك بعد لقائكم بفرانكو وخوان كارلوس؟
 
بعد حوالي يومين من لقائنا بفرانكو وخوان كارلوس، كنت في شقتي بمدريد فحدثني بواب العمارة عبر “الأنتيرفون” وقال لي بأن السفير الجزائري محمد خلادي يريد مقابلتي، ولما صعد ودخل الشقة وهو في الممر قال لي بأنه جاء يبلغني رسالة شفوية من الرئيس الجزائري الهواري بومدين، مفادها أن ندخل الجزائر ونقاوم “الاستعمار الجديد” للمغرب بعد رحيل الإسبان، وأنه سيضع رهن إشارتنا الخزانة العامة لتحرير الصحراء. طبعاً طلبت منه أن يشكر الرئيس وأن يبلغه بطلبنا وضع تلك الخزانة رهن إشارتنا لتحرير الصحراء فعلاً، لكن للعودة إلى الوطن الأم المغرب. لم أدخله إلى داخل الشقة وعاد من الممر.
 
* وماذا كان الجواب؟
 
تم بعثُ وزير مهم في الحكومة الجزائرية حينذاك، أُفضّل عدم ذكر اسمه، إلى مدريد بعد يومين، واتصل بالوفد الذي استقبله فرانكو وخوان كارلوس بالفندق الذي كانوا يقيمون فيه، وطبعاً كنت حاضراً معهم. وهناك بدأ الوزير يحاول إقناع الحضور بالأطروحة المعروفة لبلاده، بالعربية وشيء من الفرنسية، ولما لم يجد آذاناً صاغية نزع سترته وربطة عنقه وفتح أزرار قميصه ليكشف عن آثار تعذيب في ظهره، وقال “يجب أن تقاتلوا من أجل تحرير بلادكم، كما قاومنا نحن الاستعمار الفرنسي”. ورغم ذلك لم يثر اهتمام المجموعة، ما دعاه إلى تبرير الموقف بأن مخاطبيه “أميون”، كما وصفهم باللغة الفرنسية…
 
* وبالنسبة إلى المغرب، ماذا وقع بعد لقاء فرانكو وخوان كارلوس؟
 
لما خرجنا من اللقاء مع الأمير خوان كارلوس، اتصلت بصديق يعرف الجنرال أحمد الدليمي وهو ابن عم لي رحمه الله، كلمته وقلت له بأنه “من الضروري أن أرى سيدنا” (الملك الراحل الحسن الثاني)، موضحاً له بأن هناك أمور لا بد أن أفسرها له. المهم اتصلت به في الدار البيضاء وفي اليوم الموالي جاء عندي إلى مدريد وفسرت له ما أريد واتصلنا بالدليمي وقال لي “سأرسل لك السيد عبد اللطيف المدغري”، رحمه الله…
 
* ومن هذا الرجل؟
 
هو مساعد الدليمي وكان يعرفه الملك، وقد توفي في حادث سير في نهاية السبعينات. المهم جاء هذا الرجل عندي في مدريد والتقينا في محطة “ميترو” الأنفاق.
 
* هو لقاء سري إذاً؟
 
نعم أنا متابع من طرف الإسبان وهو مسؤول أمني، لذلك كان اللقاء سرياً وأعطاني علامات كي أتعرف عليه من خلال اللباس، ونفس الشيء بالنسبة إلي.
 
* كل هذا تم في نفس شهر مارس 1975؟
 
نعم، التقينا في محطة الميترو وامتطينا قطاراً وسافرنا لمسافة قضينا فيها حوالي ساعتين وكنت أتحدث وهو يسجل كتابة ما أقوله، ونزلت في رانخويس وتركته هناك. المهم رجع للرباط…
 
* وماذا عن طلبك للقاء الملك؟
 
اتصلوا بي بعد حوالي أسبوع وقالوا لي بأنني سأرى الملك فيي عيد الشباب (9 يوليوز 1975)، لكن يجب أن يكون اللقاء سرياً لأن جواز سفري الإسباني مذكور فيه بأنه يمنع علي زيارة الدول “السوفياتية” وإسرائيل والمغرب (ضاحكاً). طبعاً المغرب سيترك لي حرية الدخول لأن جوازي استعماري طبعاً…
 
* ودخلت المغرب؟
 
قبل ذلك استغليت دورة تكوينية حول إدارة المستشفيات في العاصمة الفرنسية باريس وطلبت كمدير الصحة في الصحراء أن أشارك فيه إلى جانب ثلاثة أطباء إسبانيين مدراء للصحة في مناطق أخرى من إسبانيا. بعد أسبوع في الدورة، قلنا بأنه آن أوان السياحة، وأخبرت “الناس ديالنا” وجاءتني طائرة حملتي إلى مراكش، حضرت احتفالات عيد الشباب مع سيدنا وجلست إليه لمدة 45 دقيقة وفسرت له كل شيء فقال لي “ارجع يا دكتور إلى الصحراء إذا أردت. ليس في قلبك غْرام واحد من الانفصال، وإذا أعطاك الإسبان أي مسؤولية تسلّمها، حتى ولو وضعوك على رأس دولة في الصحراء، لكن بمشيئة الله في ديسمبر 1975 سأشرب معكم الشاي في العيون”. جملة لم أفهمها، المهم ذهبت إلى الدار البيضاء ومنها إلى باريس، ولم أفهم ما رمى إليه الملك الراحل إلا في 16 أكتوبر 1975 عندما أعلن سيدنا عن نداء المسيرة الخضراء. كنت حينها في الداخلة مع الوالد رحمه الله في بيته، وكنا ننصت إلى نشرة الواحدة ظهراً من الرباط، كعادتنا، وعندما سمعنا نداء المسيرة من طرف الملك، في 16 أكتوبر 1975، قلت للوالد إن سيدنا سيشرب فعلاً معنا الشاي في ديسمبر.
 
* وماذا وقع معك؟
 
في نوفمبر بدأت المظاهرات التي كان ينظمها البوليساريو فجاءني اتصال من الرباط يقول لي “نخاف عليك لأن هناك اختطافات من طرف الجيش الإسباني ويسلّم المخطوفون إلى البوليساريو ولابد أن تدخل إلى الرباط”، فعلاً ركبت طائرة وذهبت إلى جزر الكناري ومنها إلى دخلت إلى الرباط.
 
* هنا كانت المسيرة قد انطلقت لكن ماذا عن الجانب الإسباني والصحراويين؟
 
قبل ذلك وفي يونيو 1975 كانت قد وصلت لجنة من الأمم المتحدة إلى الصحراء كما قال لنا فرانكو، والإسبان شجعوا البوليساريو حتى يخرج للشوارع، ونحن كنا نفضل حزب “البونس” على غيره وإن لم نكن نتفاهم معه كثيراً. هذا الحزب كان يترأسه خليهن ولد الرشيد (حزب الاتحاد الوطني الصحراوي PUNS). ولما رأينا “لعب” الإسبان قلنا ذلك لولد الرشيد ورأى الميل إلى الجزائر دخل المغرب مع خليل الدخيل وحمودي بوحنانة رحمه الله، وفي نوفمبر دخل الحاج خطري رحمه الله. وطبعاً هؤلاء هم القادة التاريخيون وقد دخلنا جميعاً بعد أن كانت تعدّنا إسبانيا لمسؤوليات في دولة مستقلة أو في نظام فيدرالي مع إسبانيا.
 
* وما كان رد فعل الإسبان؟
 
قال لي أحدهم “لا يمكن أن نكون بابويين أكثر من البابا نفسه، كنا نريد لكم دولة وأنتم تفضلون المغرب”. المهم دخل القادة التاريخيون وناضلوا إلى جانب بلدهم المغرب من أجل قضية الصحراء.
 
* تزامنت المسيرة مع مرض فرانكو وربما كانت هناك مفاوضات مع الراحل الحسن الثاني، ما حقيقة ذلك؟
 
يقال هذا، لكن التغيير وقع أول مرة مع وفاة كاريرو بلانكو، الذي كان نائباً لفرانكو، والذي كان يفترض أن يخلف هذا الأخير بعد وفاته، ويكون الملك رمزياً فقط. لكن مات بلانكو ثم مات فرانكو وانتهت معه الفرانكاوية، وما كنا نخشاه هو امتداد الفرانكاوية بعد فرانكو. وبلانكو هو الذي تقرب إلى الجزائر وأول حظوظ المغرب كانت مع وفاته، بعد اغتياله من طرف منظمة “إيتا” الباسكية، كما يقال، ولكن فرانكو الذي عاش في شمال المغرب وساعده المغاربة (ريفيون وصحراويون..) كان له عطف على المغرب لكن ليس إلى درجة التخلي عن الصحراء. وفي علاقته مع الحسن الثاني أظن أن العلاقات كانت جيدة، لأنه بعث له السفير الماريشال أمزيان الذي شارك في الحرب مع فرانكو… ولا أعلم إن كانت هناك أشياء أخرى سرية أجهلها.
 
* ومرض فرانكو ألم يؤثر على القضية؟
 
طبعاً بعد يومين أو ثلاثة من إعلان سيدنا عن المسيرة، أصيب فرانكو بزكام حاد أودى بحياته، وقد ظل طيلة أيام المسيرة مريضاً، لدرجة أنهم يحكون نكتة عن زوجته التي قالت له إنه لو كتب الصحراء في إسمها لما وقع ما وقع. وطبعاً هذه نكتة ساخرة من الوضع حينئذٍ. والحقيقة أنهم تأخروا في إعلان وفاة فرانكو، وهذا ما أخبرني به صهره الذي كان من معارفي وهو طبيب مثلي، حتى إعلان الاتفاق الثلاثي (14 نوفمبر 1975) الذي بمقتضاه خرجت إسبانيا من الصحراء المغربية.
 

المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا