يتضمّن المهرجان الدولي للرحَّل في نسخته 18 هذه السنة بمحاميد الغزلان، برنامجاً حافلاً بالأنشطة، تُمتع زواره وتُجسد ثقافة الرحَّل العريقة، فبالإضافة إلى الموسيقى النابعة من أغوار الصحراء من خلال أمسيات فنية موسيقية غنائية، والتقاليد المتجذرة في حياة ساكنة الكثبان الرملية، والتي تؤكد غنى ثقافة ساكنة الصحراء، المنعكسة في صنع خبز "الملا" وسباق الإبل وهوكي الرمال، والتي سيكون للجمهور مواعيد معها يومي 30 أبريل و1 مايو 2023، ارتأى مدير المهرجان نورالدين بوگراب، أن تنضاف لهذا البرنامج المتنوع والمشوق فقرة تعتبر تكملة لمجريات حياة الرحَّل اليومية، فبعد يوم متعب من الرعي، وفي إنتظار تحضير وجبة العشاء، تتحلق العائلة والجيران حول حكواتي يسرد حكايات بطولية، واقعية أو متخيلة تمتع مسامع الحضور وتنسيهم التعب اليومي، وتساهم في تنشئتهم إجتماعياً ونفسياً...
هذه الجمالية الأدبية التي تؤثث فضاءات خيمام الرحل، ارتأت إدارة المهرجان أن تكون فقرة مهمة ضمن فعاليات المهرجان، لجعل الزوار يعيشونها بكل جماليتها السردية والأدبية بين أحضان الصحراء، ولتنشيط هذه الفقرة تمَّ اختيار الحكواتيات العالميات الرائدات في هذا الفن: ساليف بيرثي وباسكالين جرانجان ونبيلة فهمي وأخريات، وذلك يوم السبت 29 أبريل الجاري مساء، لتُسافر بنا من خلال القصص والحكايات في فضاءات الصحراء."
بغية الإحاطة بجميع الجوانب المعيشية اليومية للرحَّل، تؤكد إدارة المهرجان مرة أخرى أنها ماضية في تطوير المهرجان نسخة بعد أخرى، وأن الدورة 18 ستكون أكثر تنوعاً وتشويقاً من سابقاتها، وسيكون فن الحكي ضمن فعالياتها وأن يعيشها الزوار بكل تفاصيلها الجميلة في فضاء الصحراء وذلك أيام 29 و30 أبريل و 1 مايو 2023.
وكما جرت العادة منذ 2004، سيتقاسم الجمهور لحظات مع فنانين مشهورين دولياً، قادمون من العديد من الأقطار وطبعاً من داخل المغرب، حيث سيتم إحياء ما يناهز إثناً عشر حفلاً في الهواء الطلق، تنير ليالي محاميد الغزلان، من خلال برمجة موسيقية متنوعة ومتوازنة إذ سيستضيف المطربة اللبنانية جاهدة وهبه "كاهنة المسرح"، "شاعرة الصوت و المُثَقَّفتُه" و"المجاهدة في سبيل الفن الأصيل.. "ديفا الشرق" كما لقَّبتها الصحافة العربية والغربية "، إضافة إلى الفنان الطوارقي أحمد أغ كايدي " ليُمتع جمهور المهرجان بموسيقى البلوز الطوارقية، والفرقة الأمازيغية الشابة الموهوبة "تاروى ن-تينيري" بإبداعاتها الأمازيغية الممزوجة بموسيقى البلوز وموسيقى الطوارق. بالإضافة إلى مجموعة أفريقيا فيزيون من السنغال وبوركينا فاسو وغانا، والفنان الشعبي يونس بولماني وعدد من المواهب الأخرى.
وفي ما يخص العادات والتقاليد، يعتبر خبز الرمل أو "الملا" أحد الأنشطة الرئيسية للمهرجان، حيث سيعمل "الرجال الزرق" على إبراز معرفتهم ومهارة أجدادهم في تحضير هذا الخبز المميز للغاية.
أما على المستوى الرياضي، سيتنافس المشاركون الشباب في مباراة لـ "هوكي الرّحل"، كما يتضمّن البرنامج سباق للهجن، وهي مسابقة رئيسية في هذه التظاهرة.
وتُنظّم التظاهرة بدعم من شركاء يستثمرون في الثقافة من أبرزهم عمالة إقليم زاكورة، ووزارة الثقافة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، و مؤسسة البنك الشعبي للثقافة، والمجلس الإقليمي لزاكورة، وجهة درعة تافيلالت، مكتب الإستثمار الفلاحي، المجلس الإقليمي للسياحة وآخرون ...
و تعد هذه الدورةُ دعوةً لحماية نمط عيش الرحل بمحاميد الغزلان والجهة عموماً والتي تعاني من تراجع نسبة الرحل بـ 70 % في العشرية الأخيرة، ولأن الثقافة أساس التنمية، فقد فتح المهرجان أمام ساكنة المحاميد آفاق جديداً وفرص مدرة للدخل من خلال إحياء الصناعات المحلية، والإستفادة من الموارد السياحية عبر استقبال أفواج السياح الذين تستهويهم تجربة العيش في الصحراء وعيش أجواء المهرجان، في سفر عبر الزمن إلى تاريخ البدو الرحل الغني والمتنوع.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة