عند الحديث عن عرس وليّ العهد الأمير الحسين المفدَّى، يتبادر إلينا ومنذ اللحظة التي فرحنا بعقد قران سموّه، ومروراً بما شاهدناه من مقاطع فيديوهات أيّام ما قبل العرس، وما تَبِعَ ذلك من احتفالاتٍ عفوية من مختلف شرائح مجتمعاتنا الأردنيّة، وانتهاء بما نراه من عبارات وصور وأعلام تنبئ عما يكنّه الأردنيّون لوليّ عهدهم من احترامٍ وحبّ، وما يحسّون به تجاهه من ثقةٍ واطمئنان وشعور بالأمان الذي يبثّه وجوده بيننا: أخاً وقائداً.. فقد رأيناه وهو من تربى بكنف سيد البلاد حفظه الله مبادراً ومحفّزاً للشباب وباعثاً فيهم الأمل بغدٍ يليق بتفوّقهم، وتطوّر معارفهم الذي يشهد له العالم يوماً بعد يوم. مع ما نراه من منهجيّة سموّه التي يمكنك أنْ تتنبأ من خلالها الخير الذي ينتظر أردنّنا، مع ولاية عهدٍ سترسم لنا لوحات الأمل، وتخطّ لنا حروف المجد.
هذا، ويمكن أن نستشفّ من كلّ ما جرى ويجري وسيجري دالات.. يمكن تتبعها في الأسطر التالية..
الدّالة الأولى: المُشاركة المجتمعيّة.. تلك التي تسبقها وفق “هرم الاحتياجات” حاجتان، وتلحق بها حاجتان: أي تتوسط الاحتياجات الطبيعية والحاجة إلى الأمان، قبلها، والحاجة إلى التّقدير وتحقيق الذّات بعدها، لتقف متوسطة بين الأربعة، وتشكل خامسة الهرم: نعم سيّدي لقد أحسسنا حجم فرحك الذي لا مقياس بشريّ يمكن أنْ يقيسه! ونحن “نفرح لفرح الحسين”.
والدّالة الثّانية: بعث الأمل.. ذاك الذي ينتظره جيل الشّباب من سموّ سيّدي “أمير الشّباب”، ولقد وصلتْ كلمات سيدتي جلالة الوالدة الأم الملكة وهي تردد: “صار ابني عريس”، وأحسسنا سيّدي مع كلّ لحظة تذكرتْ مولاتي خلالها كيف ساوت بين لحظتي دلال ابنها الأمير، وجاهزيته “وليَّ عهد”؛ فنفرح ونحن نرى وليّ عهدنا في محافل الكبار، وينتظر كلمته ويرنو إلى سماعها مئات الآلاف، هنا في الأردن بين أهله وناسه، وهناك في مختلف بقاع العالم، وهو يضع النّقاط على الحروف.
والدّالة الثالثة: مكنون أسرار الجمال.. ذاك المخزون خلف كل ما شاهدناها وسنشاهده خلال عرس أميرنا، وقد شارك فيه الصغير قبل الكبير، وعلت الزغاريد، وارتفعت الأكف بالدعاء أنْ يحفظ الله تعالى العروسين، وأن يديم الرّخاء فوق هذه الأرض المباركة بأنجال بني هاشم المباركين.
والدّالة الرابعة: رسالة الفَرْق.. التي تميّز بها سموّه عن غيره؛ وهو آخذ بيد كلٍّ الأردنيين نحو الكرامة، والعز والشموخ، كأنّه أبٌ لمن لا أبَ له، وأخٌ لمن لا أخَ له، وسند لمن لا سند له، وإنّه إحساسٌ مزروع في قلب كلّ أردنيّ، وقد وصلنا سيدي، عبر ما شاهدناه، وما سمعناه، وكأنّ العرسَ لنا جميعاً، ويعنينا.
والدّالة الخامسة: نشر القوّة.. تلك التي انتشرت في كلّ الأردن، وقد انبعثت من مزيجِ الهيبة والثّقة بولي عهدنا والعائلة الهاشميّة: قيادة وإدارة.
وأخيراً…
تبعث المناسبات الجليلة في النّفس علاقة تودّد خاصّة..
كما ترسل رسائل كتلك التي استقرّت في قلوب الأردنيين وعقولهم؛ بأنّ لهم عائلة تشبههم، وتهتمّ لما يشغلهم، وتؤسّس لفرحهم، وتُبعد عنهم كلّ ما قد يضيرهم.
ولا أجملَ مِنْ أنْ تكون مناسبة عرس ولي عهدنا المحبوب هي المناسبة التي بها ترسَل تلك الرسائل إمّا من خلال كلمات صاحبة الجلالة أمّ الأردنيين وأمّ الحسين، أو من خلال ما سبق من دالات، ولا أتمّ من تلك الدّالات إلا دالة العلاقة التي نتبادل بها الحبّ معاً، ونحن ننتظر مستقبلاً لشبابنا، أولاً، ولنا كلّنا، ثانياً مع فكر سموّه النّهضويّ الذي نراه مع كلّ خطوة يخطوها وسنجني ثمارها جيلاً بعد جيل.
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة